كـل يــوم

بعد ثلاث سنوات من الحرب..

سامي الريامي

لا أعتقد أن هناك من يجهل سبب التدخل العسكري لقوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة قوات الإمارات في اليمن، فبعد ثلاث سنوات من الحرب أصبحت الأمور أكثر وضوحاً، والسؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم، يجب ألا يكون: «لماذا تدخلت قوات التحالف في اليمن»؟ بل يجب أن يكون: «كيف كان من الممكن أن يكون الوضع الآن لو لم تتدخل السعودية والإمارات عسكرياً في اليمن»؟!

قوات التحالف العربي ذهبت إلى اليمن، لتحقيق أهداف استراتيجية محددة ومعروفة، وها هي تقترب من إنجاز مهمتها، وتحقيق هذه الأهداف، فالشرعية في اليمن استعادت هيبتها وكيانها الذي كاد يقضي عليه الحوثيون، واستطاع التحالف تثبيت الشرعية وإعادة السيطرة على 85% من الأراضي اليمنية، كما حال دون انتشار وتحكم جماعة الحوثي، التي تديرها وتمولها إيران في أرجاء اليمن كافة، على غرار «حزب الله» اللبناني، ولو اكتملت سيطرتها على اليمن، فلاشك في أنها ستشكل تهديدات أمنية كبيرة للمنطقة، فهل كان يتخيل أحد حجم هذه التهديدات لو حسم الحوثيون الأمر، وسيطروا على كامل الأراضي اليمنية المتاخمة للسعودية وعمان والقريبة من الإمارات، وهم يمتلكون ترسانة صواريخ وأسلحة إيرانية؟!

بكل وضوح.. التحالف كبح جماح التهديد الإيراني للأمن الإقليمي، ومنع العدوان على شبه الجزيرة العربية، وأفشل طموح إيران التوسعي والعدواني في المنطقة، وفي الوقت ذاته منع إنشاء شبه دولة يديرها تنظيم «القاعدة» الإرهابي في أجزاء من اليمن، كما فعل تنظيم «داعش» الإرهابي في أجزاء من العراق وسورية، وهذان دون شك إنجازان استراتيجيان، نجحت السعودية والإمارات في تحقيقهما بفاعلية في اليمن.

قواتنا الإماراتية أثبتت - في ساحة الحرب - أنها قوة عسكرية قادرة على حماية أمنها ومكتسباتها، ولديها من الإمكانات العسكرية ما يمكنها من ردع أي تهديد لأمن المنطقة، والجهد العسكري الإماراتي في اليمن أصبح محل تقدير لدى دول العالم، لما أظهرته القوات الإماراتية من احترافية قتالية تضاهي أكبر الجيوش العالمية، وباعتراف دولي حققت قواتنا المسلحة إنجازاً عسكرياً حقيقياً أنقذت به المنطقة، والعالم أيضاً من خطر إرهاب تنظيم «القاعدة»، أشرس التنظيمات الإرهابية، حيث تمكنت القوات الإماراتية من تحجيم تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، الذي يعتبر من أخطر أذرع «القاعدة».

الجيش الإماراتي نفذ عمليات نوعية ضد «القاعدة»، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مثل «داعش»، وشن حرباً لا هوادة فيها أضعف من خلالها هذه التنظيمات إلى حد كبير، وتراجعت قوة تنظيم «القاعدة» إلى مجرد قوة قتالية قوامها نحو 2000 إرهابي، من بينهم 500 فقط من الأعضاء الملتزمين بالتنظيم، ولم يعد التنظيم - على وضعه الحالي - يشكل تهديداً للعالم الخارجي، وتحول إلى مجرد أشخاص يصارعون من أجل البقاء فقط، وليس للتوسع والتهديد.

إضافة إلى ذلك واصلت قوات التحالف، وفي مقدمتها القوات الإماراتية، الجهود المبذولة لتأمين خطوط الشحن البحرية، وضمان أمن وحرية الملاحة في مضيق باب المندب، واستطاعت بذلك منع إيران ووكلائها الحوثيين من تهديد أمن التجارة العالمية، لفرض إرادتهم على المجتمع الدولي، وسدت الطريق أمام ميليشيات الحوثي لتحقيق التكافؤ مع حكومة اليمن المعترف بها دولياً، وابتزاز النظام الدولي وجذب اهتمام أوسع بالصراع.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر