كل يوم

عودة قطر.. إن كانت صادقة ليست إذلالاً!

سامي الريامي

عودة قطر إلى جادة الصواب وتنفيذ مطالب الدول المقاطعة ليست رضوخاً ولا إذلال فيها للحكومة القطرية، كما يصور لها كثيرون من أصحاب المصالح والمستنفعين من إشعال الفتنة، لإبقائها خارج الصف الخليجي، طمعاً في استمرارها بقرة حلوباً تدعم أجندتهم وأهدافهم الخبيثة!

عودة قطر إلى الصف الخليجي، وتركها سياساتها التمويلية والتحريضية الداعمة للإرهاب، وابتعادها عن التدخل، بسوء نيّة، في شؤون جيرانها، هي القرار الحكيم الصائب الذي سيقابل بترحيب وتسامح، لا بتشفٍّ واستغلال من الدول المقاطعة لها.

واثقون بذلك، لو كانت قطر صادقة وراغبة في إنهاء الأزمة، لأن الدول الأربع التي قاطعت قطر دول ناضجة سياسياً، ويمتلك قادتها الحكمة، وهم ملتزمون دائماً بالقوانين والأعراف الدولية، وقبل ذلك، هم أصحاب مبادئ وقيم وأخلاقيات عالية، تمنعهم من ممارسة سياسة التمييع، وإظهار خلاف ما يبطنون، ولا رغبة لديهم في الإضرار بالجار في السرّ والخفاء، كما فعل هو، كما أن قادتها أصحاب كلمة وقرار، وهم أصحاب مواقف مشرّفة وواضحة، ولا يتعاملون مع الحكومات بمراهقة سياسية ومراوغة، ولا تدار دولهم بأسلوب صغار الحارة، كما تفعل قطر!

الأيام الماضية جعلتنا نتأكد للمرة المليون، أن قطر غير صادقة في تعاملها مع محيط جيرانها، ولا رغبة لديها في تعديل مسارها المُنحرف، كما جعلتنا نتأكد أن أميرها لا يملك قراراً، ولا يستطيع التحكم بسياسة بلاده، ولا سلطة لديه على الإعلام والخارجية، وربما بقية الأمور أيضاً، بدا ذلك واضحاً منذ ذلك التصريح الشهير، الذي أشعل الأزمة، والذي لم يقتنع أحد بأنه «مفبرك»، فقطر تمارس كل ما ذُكر فيه فعلاً وواقعاً، وليس مجرد كلام وتصريحات، وبدا ذلك واضحاً أيضاً فور انتهاء المؤتمر الصحافي لأمير الكويت - حفظه الله - في أميركا، حيث تجاهلت وسائل الإعلام القطرية كل ما قاله سمو الشيخ صباح الأحمد، تجاه ما يتعلق بقبولها مطالب الدول المقاطعة، وبسرعة فائقة نسف وزير الخارجية القطري تصريحات أمير الكويت، بشكل يدل على انعدام الحنكة السياسية، وعدم تقدير لقامة خليجية بحجم الشيخ صباح، الذي تحترمه وتحبه جميع شعوب دول الخليج وقادتها!

والأدهى من ذلك ما حدث أمس، حيث سارعت وكالة الأنباء القطرية، بتحوير فحوى المكالمة التي أجراها الشيخ تميم مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، ما يدل بشكل واضح على أن تميم مقيد ومحاصر، وهناك من يحرك السياسة والإعلام القطري بشكل محرج للأمير، ومربك له، وفي اتجاه التصعيد والمناكفة، لمنع أي انفراج أو حلحلة لهذه الأزمة!

هؤلاء المرضى الذين يتحكمون بزمام السلطة في قطر، لابد أن يفهموا أنهم لا يملكون مزيداً من الأوراق ليلعبوا بها، فالأمور جميعها تسير عكس ما يشتهون، ورصيد صدقيتهم وصدقية إعلامهم وقناتهم المشبوهة أصبح صفراً في الوطن العربي الكبير، فلا تأثير شعبياً أو رسمياً لهذه القناة، وبقية أبواق الإعلام المأجور، ولا رغبة شعبية لدى جماهير الوطن العربي في تقبل «الإخوان المسلمين» في السلطة مرة أخرى، لا مجال لذلك، فقد احترقت أوراقهم، ونبذتهم الشعوب، فعلامَ تراهن وتكابر قطر؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر