5 دقائق

السياحة بين حقبتين

عبدالله القمزي

نعيش ثورة تقنية معلومات رهيبة مازال الكثير من الناس غير قادرين على تصديق آثارها، وهي حتماً ضرب من الخيال الجامح بالنسبة لإنسان القرن 19 مثلاً. طرحنا الأسبوع الماضي موضوع الحياة الجامعية بين حقبتين، واليوم سنطرح موضوع السياحة بين حقبتين.

•بخروج تطبيقات الهواتف الذكية دخلنا في حقبة رقمية لم نكن نشاهدها سوى في الأفلام.

حتى العقد الماضي كانت السياحة تحمل الكثير من سمات العقود الماضية، لكن العقد الحالي قلب كل المفاهيم المتعارف عليها في هذا المجال، وبخروج تطبيقات الهواتف الذكية دخلنا في حقبة رقمية لم نكن نشاهدها سوى في الأفلام. كي نفهم ما يحدث اليوم علينا أن نتذكر كيف كان الوضع منذ 10 أعوام أو 15 عاماً.

في الماضي كنا نذهب إلى وكيل سفريات وننتظر الدور حتى نحجز في الفنادق، أو كنا نعتمد على نصائح أو اقتراحات من الأهل والأصدقاء عن وجهة سياحية معينة.

اليوم بفضل التقنية والإنترنت أصبحنا قادرين على عمل حجوزات الطائرات والفنادق عبر الشبكة والتطبيقات الإلكترونية التي مكنتنا من الاطلاع حتى على الغرفة التي نود استئجارها. بل ظهرت تطبيقات متخصصة في إيجاد سكن خاص، فلو لم ترغب في النزول في فندق، فإنك تستطيع استئجار غرفة في منزل أي شخص يرغب في ذلك عن طريق تطبيق معين.

في الماضي كنا نتورط في الدول التي لا تمتلك وسائل مواصلات متنوعة، فلو ذهبت إلى منطقة بعيدة دون أن تكون لديك سيارة، وليست هناك محطة قطارات وسيارات الأجرة لا تغطي المناطق البعيدة، فأنت حتماً في ورطة.

اليوم هناك تطبيقات تسمح لأي شخص يشترك فيها بأن يصبح سائق أجرة بعد الحصول على إذن بذلك من الدولة التي يعمل فيها، وبمجرد أن تطلب سيارة فإن التطبيق يخبرك اسم السائق ونوع سيارته وحتى تقييمه، بل إنك ترى بالضبط كم يبعد عنك.

في الماضي كنا نقف في طابور خدمة «الكونسيرج» أو ركن الاستعلامات في الفنادق، لنسأل عن أهم الأماكن المستحقة للزيارة وأقرب الطرق للوصول إليها، وجميعنا نتذكر ذلك الموظف الذي يفرد الخريطة أمامنا ويرسم خط السير عليها، ويحدث أحياناً أننا عندما نخرج نضيع ونسأل المارة عن إرشادات الطريق.

اليوم «غوغل» وحده يوفر لنا كل ذلك، وكل المعلومات التي نريد عن أي مكان نود الذهاب إليه، ما أدى إلى اختفاء ركن الاستعلامات من أكثر الفنادق، وإن تاه أحدنا فخرائط «غوغل» ترشده. ليس ذلك فقط، بل لو أردت أن تعرف المطاعم والمقاهي المحيطة بك فإن خرائط «غوغل» تمدك بالمعلومات في ثوانٍ وبكبسة زر.

في الماضي كنا نتصل بالفندق قبل السفر لتغيير حجوزات أو لطلب خاص، وعند مغادرتنا الفندق ونسيان شيء ما أو تقديم شكوى مثلاً، فإننا كنا نتصل أو نرسل بريداً إلكترونياً.

اليوم الكثير من الفنادق خصصت موظفين للتواصل المباشر والحي مع النزلاء عن طريق تطبيقات الدردشة الإلكترونية، مثل «واتس آب» أو «بلاك بيري ماسنجر».

ختاماً: لا شك أننا سنشهد المزيد من التغييرات التقنية المبهرة في قطاع السياحة والسفر في الفترة المقبلة، ونتوقع أن تبادر الفنادق بتخزين معلومات النزلاء لديها، ومعرفة سلوكياتهم وما يفضلونه من طعام وشراب ومنتجات، وعند عودة النزيل فإن الفندق سيقدم له خدمة مفصلة على ذوقه ومزاجه.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر