5 دقائق

لا تُجب

عبدالله القمزي

موضوع هذا المقال طُرح مرات عدة من قبل أكثر من كاتب، وربما في أكثر من صحيفة، لكني وصلت إلى مرحلة لا أستطيع أن ألزم الصمت أو أن أتجاهل الموضوع. هناك طريقتان تسويقيتان مزعجتان في بلادنا، الأولى عندما تردنا جميعاً مكالمات من مندوبي البنوك أو شركات تسويقية أخرى تريد عرض منتج ما أو خدمة.

والثانية عندما أتعرض لمطاردة من موظفي المبيعات في المتاجر الكبيرة في مراكز التسوق.

لماذا نحن بحاجة إلى مندوب مبيعات يتصل بنا كل يوم ليخبرنا عن الجديد من الخدمات؟ لماذا يتصل ليثرثر مدة تصل أحياناً إلى 10 دقائق، متوقعاً أننا نستوعب كل المعلومات التي قالها أو قالتها؟ لماذا لا يتم الاكتفاء بالتسويق عبر الإنترنت أو البريد الإلكتروني، ولو أراد العميل شيئاً فسيذهب إلى الموقع أو يفتح بريده؟ طريقة التسويق هذه غير نافعة ومزعجة جداً وغير منطقية، إذ ما الذي يجعلني أترك عملي لأستمع لمندوب تسويق. هل هناك أدلة ملموسة أو أرقام تشير إلى نجاعة هذا الأسلوب في التسويق؟ هل يعقل أن نترك أعمالنا في بيئة العمل التنافسية التي نعيشها لنستمع إلى مندوب تسويق؟

• أصبحت عملية التسويق مزعجة جداً في بلادنا، بينما ليس هذا الأسلوب المتّبع في أوروبا، ولا أتذكر أبداً أني واجهتُ مثل هذا الموقف في أي دولة زرتها.

يحدثني صديق أن مندوبَي تسويق اتصلا به في اليوم نفسه، وعندما تخلص منهما، ورده اتصال مهم ولم يستطع تمييز الرقم نظراً لتشابهه مع رقمي مندوبي المبيعات، فلم يُجب، ففاته حدث مهم كان من المفترض أن يحضره.

أما الطريقة الثانية فتحدث عند دخولي إلى أي متجر لشراء عطر مثلاً، فإن ثلاثة أو أربعة (لا أبالغ أبداً) موظفي مبيعات يلاحقونني، كل واحد منهم يعطيني بطاقة صغيرة لشمّها مع تعريف موجز (وأحياناً غير موجز) عن العطر. هؤلاء يريدون الوصول إلى هدف وضعته لهم الإدارة ببيع عدد معين من المنتجات بقيمة 2000 درهم مثلاً، حتى يحصلوا على نسبة من المبيعات إضافية على رواتبهم.

الإدارة لها الحق في وضع استراتيجيات التسويق، لكن لماذا يكون ذلك على حسابنا؟ أنا أريد شراء شيء واحد والخروج من المتجر، ولا أريد أن تطاردني كتيبة موظفي مبيعات، كل واحد منهم يعطيني ثلاث أو أربع بطاقات للشم، أي ما مجموعه 15 بطاقة تقريباً. بعض العطور التي يريدون بيعها قديمة جداً وموجودة منذ 10 سنوات، لكن يجري تسويقها كجديدة، مستغلين عدم إلمام الزبائن!

أصبحت عملية التسويق مزعجة جداً في بلادنا، بينما ليس هذا الأسلوب المتّبع في أوروبا، ولا أتذكر أبداً أن واجهت مثل هذا الموقف في أي دولة زرتها، هناك يتركونني وشأني ويلتزمون فقط بالإجابة عن أسئلتي.

مسك الختام: هناك طريقة لحل المشكلة الأولى، وهي تخزين أرقام المندوبين باسم «لا تجب» وترقيمها كلما تعددت الأرقام «لا تجب 2» أو «لا تجب 3». أما لتجنّب مطاردات مندوبي المبيعات في المتاجر فأفضل طريقة هي الدخول إلى المتجر بالمبلغ المحدد لشراء الغرض، لأن إعلان النية بالاكتفاء بشيء واحد لم يعد مجدياً معهم، أو إرسال شخص بالنيابة مع المبلغ، والثانية أفضل.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر