5 دقائق

المحور الثاني: الدعم والتطوير

الدكتور علاء جراد

يتناول مقال اليوم المحور الثاني من مواصفة «الاستثمار في الشباب» دعم وتطوير الموارد البشرية الشابة، ويرتكز هذا المحور على ثلاثة أركان (معايير)، يتناول الركن الأول «التهيئة للعمل» كيفية تهيئة الموظفين الشباب للالتحاق ببيئة العمل، فهذا الأمر جديد عليهم، وهم بحاجة إلى إعداد وتهيئة جيدة لضمان الولوج بسهولة للعمل، وفهم ديناميكيات البيئة المحيطة بهم، وكيفية التعامل مع السياسات والإجراءات، حيث تكون هناك اختلافات بين ما درسوه في المؤسسات التعليمية وبين العمل على أرض الواقع، ومن أجل أن يتم ذلك الانتقال السلس لابد من دمج الشباب في برنامج تعريفي توعوي عن المؤسسة التي سيعملون بها، من حيث سياساتها وهيكلها التنظيمي وقيمها المؤسسية ورؤيتها وأهدافها الاستراتيجية، وبالتالي يكون لديهم الوعي الكافي بالصورة كاملة. يأتي بعد ذلك التعريف بمهام الوظيفة نفسها والمطلوب أداؤه في العمل ومعايير ومؤشرات الأداء وطرق التقييم، أما الجزء الثالث فهو تهيئة الشباب للتعلم أثناء الوظيفة، ومساعدتهم في فهم طرق التعلم التي تتناسب مع قدراتهم وسماتهم الشخصية.

لابد من سماع أصوات الشباب وإعطائهم الفرصة لتقديم أفكارهم ومقترحاتهم والأخذ بها إذا كانت في مصلحة العمل.

أما الركن الثاني في هذا المحور فهو «تقديم الدعم والإرشاد»، ففي بداية العمل لا يتوقع من الشباب الفهم الكامل لآليات العمل وتنفيذها بمجرد حضور البرامج التوعوية، فلابد من المتابعة الدائمة وإعطاء تغذية راجعة (عكسية) بنّاءة تساعدهم على التعلم واستخلاص الدروس المستفادة، ولابد أن تكون هذه التغذية الراجعة بصفة دورية وبفعالية، يلي ذلك أن يكون القادة قدوة حسنة للشباب، وهنا يتضح التسلسل في متطلبات المعايير، فبداية يتم إشراك الشباب في برامج تدريبية وتوعوية ثم يتم تقديم الدعم اللازم، يلي ذلك أن يروا مديريهم مثالاً يحتذى، وهذا خير سبيل للتعلم والتطوير، وأخيراً يأتي دور إشراك ودمج الشباب، فليس عملياً، بعد كل التدريب والإعداد المشار إليه، أن يكون التواصل من طرف واحد، بل لابد من سماع أصوات الشباب وإعطائهم الفرصة لتقديم أفكارهم ومقترحاتهم، وسماعها والأخذ بها إذا كانت في مصلحة العمل.

الركن الثالث في هذا المحور يتناول فعالية التعلم والتطوير، والتركيز على التعلم بفعالية هنا المقصود به ليس مجرد برامج تدريبية تقليدية، بل لابد من تخطيط مسار وظيفي يتناسب مع مهاراتهم ومواهبهم، ولابد من أن يطلعوا على هذا المسار، ثم الاهتمام بمواهبهم والتركيز على نقاط القوة لديهم وتطويرها، وأخيراً قياس أثر التعلم والتطوير، والتأكد من فعالية ما سبق، وكذلك شرح وتوضيح دور الشباب وأهمية الاستثمار فيهم لبقية العاملين بالمؤسسة، حيث أن الاستثمار في الشباب مسؤولية مشتركة لجميع العاملين في المؤسسة، خصوصاً الإدارة العليا.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر