5 دقائق

القراءة.. المدرسة أولاً

عادل محمد الراشد

«القراءة ثقافة»، نسمعها كثيراً. ونسمع كذلك: أن هذه الثقافة مصدرها البيت والمدرسة لأنهما المزود الأول الذي يبدأ بملء عقول الناشئة منذ نعومة أظفارهم. تمام، ولكن ما نسمعه غير ما نراه. وفي اعتقادي أن المدرسة عندنا دورها يتقدم على البيت لاعتبارات اجتماعية لم تضع التربية على حب الاطلاع والقراءة جزءاً من عاداتنا السلوكية، خصوصاً في ظل ثقافة الاستهلاك والترف وازدياد رقعة الفراغ في أوقات الأسرة ونفوس أفراد الأسرة. وغير ذلك حالات خاصة تتميز بها بيوت وأسر هي في قياساتنا نموذجية.

• نريد أطفالنا أن يحبوا القراءة ويجعلوها جزءاً من سلوكهم في المدرسة وخارج المدرسة، ولكننا لانزال نراوح حول التمنيات والعناوين العريضة الفضفاضة.

إذن المدرسة هي من يعول عليها أكثر في توجيه سلوك طلابها نحو القراءة والبحث وسبر أغوار المعرفة. وعندما نتحدث عن القراءة نشير إلى اللغة العربية، اللغة الأم دون أن نتجاهل أهمية كسب المعلومة وإدراك المعرفة بأي لغة أخرى. والكتاب العربي في مدارسنا شهد تراجعاً مشهوداً في السنوات الأخيرة، وتقلص حضور اللغة العربية في مناهجنا إلى مادتين أو ثلاث من مواد المنهج تحت طائلة تحضير الطلاب لتلبية متطلبات سوق العمل. بل إن منهج اللغة العربية أصابه الكثير من الهوان والضعف بذريعة تبسيط اللغة وتحريرها من عناصر التعقيد والتنفير، فلا طالت الكتب المدرسية عنصر التحبيذ ولا حافظت على عمق وقوة أدوات اللغة.

نريد أطفالنا أن يحبوا القراءة ويجعلوها جزءاً من سلوكهم في المدرسة وخارج المدرسة، ولكننا في الحقيقة لانزال نراوح حول التمنيات والعناوين العريضة الفضفاضة، من دون أن نتمكن من وضع آليات لحلول تجعل الكتاب العربي بلغته الجزيلة وصورها المبهرة ومعانيها العميقة وبلاغتها البالغة يتقدم في قائمة اهتمام شبابنا وبناتنا.

وزارة الثقافة وتنمية المعرفة دشنت الأسبوع الماضي دعوة جعل عام 2016 عاماً للقراءة في الإمارات، التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وما تم وقيل في الملتقى وما صدر من توصيات يمكن أن يحقق نتائج مرجوة إذا ما اعتبرناه فاتحة خير لحركة أوسع تخرج الهدف من دائرة النخبوية، وتنظم ورش عمل تنتشر في كل الإمارات في حركة دائمة لا تتوقف عند السنة المقصودة، ولا تنزوي في الصالات المغلقة، ويكون لها رأيها المؤثر وصوتها المسموع لدى الجهات والمؤسسات المعنية بالكتاب والقراءة واكتساب المعرفة، خصوصاً التعليم والإعلام.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر