ملح وسكر

دعم الأبيض

يوسف الأحمد

قد ينظر البعض نظرة تشاؤمية إلى موقف المنتخب في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018، حيث الاعتقاد بأن الأبيض جر نفسه إلى خانة ضيقة، بعد الخسارة من السعودية، والتعادل أمام فلسطين، إذ أصبحت مهمته صعبة لاجتياز هذا الوضع الذي يحتاج إلى خدمات وحظ حتى يضمن التأهل ويرافق المتأهلين إلى التصفيات النهائية.

وإزاء هذا الموقف انبرى البعض إلى النيل والتشكيك في المنتخب وجهازه الفني، بل وصل الأمر إلى المطالبة بإقالة المدرب، في وقت هو أحوج إلى أن يتكاتف الكل خلفه ويدعمه بكل ما يملك كي يتجاوز هذه المرحلة الحرجة، التي يظن البعض أنها بداية النهاية لهذا الجيل الشجاع من اللاعبين، الذي أعاد رسم خريطة المنتخب على الساحتين الإقليمية والدولية.

• المنتخب في حاجة إلى أن نقف جميعاً خلفه.

حسناً فعل المدير الفني للأبيض مهدي علي، بعد أن آثر السكوت، وفضّل عدم الرد على تلك الحملة في ذلك التوقيت، ليأتي رده أخيراً مطالباً الجميع بنسيان تلك الجولات، والعمل معاً للوقوف خلف المنتخب الذي بات بحاجة إلى دعم الجميع ومناصرته في هذا الظرف الحساس!

- كلنا يعلم أن الأخطاء التحكيمية هي جزء من عناصر اللعبة المفروضة على المنظومة الكروية، التي لا يمكن منع حدوثها أو إلغاؤها، كونها ناجمة عن قرارات تأتي في جزء من الثانية. ولعل حالة الغليان التي أصابت الساحة الكروية في الفترة الماضية تجاوزت المنطق والمعقول، خصوصاً عندما أرادت فئة استغلال الجو المشحون، وتوجيه الدفة نحو النغمة القديمة المعروفة بالحكم الأجنبي، الذي قيل إن هناك تكتلاً سعت إليه بعض الأندية من أجل الضغط على اتحاد الكرة والرابطة، لدفعهما نحو الموافقة على تبني قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي الذي لايزال البعض يضرب له الدف ليل نهار.

نعم، الأخطاء كانت ظاهرة للعيان، ورصدها كل من تابع تلك اللقاءات، حيث تفاوتت فداحتها بين الجسيم والبسيط، لكن ذلك لا يعني أن يسعى البعض إلى نسف الجهود والقدرات التي اكتسبها سلك التحكيم، الذي يعتبر نجمة مضيئة في سماء الرياضة الإماراتية، وخير من يمثلها خارجياً.

فقد نتفق جميعاً على أن تلك الأخطاء قد أثّرت في مسار النتائج والمواقع في جدول الترتيب، إلا أن الحل لن يتأتى بالحكم الأجنبي الذي قد تكون مساوئه أكثر من منافعه، فالأندية تعلم ذلك، وتخشى الأسوأ منه، كونها عانته في حقبة الثمانينات، فكم من النتائج والبطولات تغير مسارها بصافرة طائشة في تلك الفترة، حتى جاء قرار الاستغناء ليكون فاتحة خير على سلك التحكيم الإماراتي، الذي أنجب أسماء أوصلته إلى العالمية، مثل علي بوجسيم، وعيسى درويش، وغيرهما، لذلك فإن العلاج لا يكون بالكي، كونه آخر الحلول، وإنما بمساءلة الحكم وتوجيهه، وتوفير الظروف المناسبة له ليكون جاهزاً بدنياً وفنياً.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر