ملح وسكر

الفرسان على العهد

يوسف الأحمد

انتهت مواجهة الفرسان الخارجية، بعد أن أصدرت لجنة الانضباط الآسيوي حكمها النهائي، رافضة الطعن الهلالي، ومؤكدةً فوز الأهلي الذي تحقق بجدارة واستحقاق، حيث كان فرسانه على العهد في الملعب، وأوفى رجاله بالوعد خارجه، عندما تصدوا لحملة الطعن التي واجهت الفريق في فترة حرجة وصعبة من هذه المرحلة، لتأتي شهادة الصعود الرسمية موثقة ومختومة دون مواربة أو تشكيك، ليضرب الفرسان موعداً جديداً لهم نحو التتويج والجلوس على عرش القارة الصفراء، بإذن الله. فمشوار الأهلي لم يكن مفروشاً بالورود، إذ كان مملوءاً بالصعوبات والمتاعب وحرب الأعصاب التي تجاوزها رجاله باقتدار، فهو بشهادة الجميع كان الأفضل والأحق من غيره، لما قدمه من جهد وعطاء ومستوى تفوق فيه على الجميع، رغم أن الانتصار الأخير خرج من عنق الزجاجة، وفي لحظة أوشك الجميع فيها على رفع راية الاستسلام، لكن كان للفرسان رأي آخر، بفضل العزيمة والإصرار، وتمكنوا من إعادة وجود أبناء الإمارات في هذا المحفل القاري، منافسين على كأسها بعد غياب طال أمده. المشوار لم ينتهِ، وما مضى قد انتهى وطُويت صفحته بتفاصيلها وعواصفها وغبارها، حيث بقيت المحطة الأخيرة التي تحتاج إلى قفزة عالية من الفرسان لانتزاع كأسها من فم المارد الصيني، الذي هو الآخر يُعد نفسه لابتلاع الكأس الآسيوية والظفر بها، وهو ما ينبغي على كوزمين مراجعته، خصوصاً مسألة انخفاض اللياقة البدنية عند اللاعبين، وهي إحدى سلبيات ونقاط ضعف الفريق التي بات يعرفها خصمه الصيني جيداً الآن، لذلك فإن علاج هذه المشكلة أمام الفريق الصيني أمر لابد منه، خصوصاً أنه سيحضر مدججاً بعناصر ذات مهارة ولياقة وسرعة.

• مشوار الأهلي لم يكن مفروشاً بالورود، إذ كان مملوءاً بالصعوبات والمتاعب التي تجاوزها رجاله باقتدار.

 حال الشعب أصبحت يرثى لها، بعد تتابع الخسائر التي زادت من أوجاعه ومن معاناة أنصاره ومحبيه، ولعل سقوطه الأخير في الجولة الماضية قد فتح باب المواجهة بين جماهيره وإدارته، بعد تلك الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها مجموعة منهم، معبّرة عن استيائها وغضبها عن ما يتعرض له الفريق من انتكاس وتدهور فني كبير، فلا جديد بهذه الخسارة، وعلى عشاقه ألا يحزنوا، كون الفريق يعيش حالة انعدام توازن وفقدان ثقة، بسبب الخسائر المتتالية، والبداية المتعثرة التي استهلها في الدوري. فقد سبق وأشرنا إلى أن تغيير الجهاز الفني السابق للفريق سيكون ثمنه غالياً، لأن إسناد المهمة إلى جهاز فني ليس له خبرة في دوري الإمارات مجازفة، نسبة فشلها أكبر من نجاحها، خصوصاً مع نوعية فريق الشعب، الذي يبحث عن تثبيت أقدامه مع الكبار من خلال حاجته لمدرب يفهم وضعية الفريق الفنية والنفسية، ثم يوظفها بطريقة تضمن خروجه بسلامة وأمان من كل جولة، حتى لو رسم خط سيره بطريقة متأرجحة بين خسارة وفوز وتعادل، لكنها أفضل من هزائم متواصلة، لأن ذلك سيولد للاعبيه الثقة، وسيقوي عزمهم أمام الفرق، ولن ينكسروا بسهولة مثل ما يحدث الآن.

 لذا فإن الوقت لايزال فيه سعة لإصلاح الخطأ وترميم الشرخ الذي أصاب الفريق، الذي لو استمرت هزائمه ونزفه للنقاط بهذه الطريقة سيكون في وضع لا يحسد عليه، ولربما يجد نفسه أول المغادرين!

 Twitter: @Yousif_alahmed

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر