5 دقائق

كلموني على «الواتس أب»

خالد السويدي

فجأة اكتشفت أنه توجد مئات التاجرات في «إنستغرام»، ووسائل التواصل الاجتماعي وجروبات «واتس أب»، تاجرة متخصصة في التحف، وأخرى في الإكسسوارات، وثالثة مصممة عباءات، ورابعة تخصص تجميل ومكياج، وخامسة متخصصة في تجهيز الطعام.. الخ.

من الجميل أن تتمكن المرأة من إيجاد دخل إضافي لها بالحلال والتجارة.

تشاهد تلك الصور المختلفة للعديد من الموديلات، سواء كانت قريبة من موديلات سوق الصنادق، أو تقليداً لموديلات عالمية ودور الأزياء العالمية الشهيرة، عباءة بتصميم عادي أو تصميم فيه بعض النقوش والأقمشة المطرزة قد يصل سعرها إلى آلاف عدة من الدراهم، وفستان نصفه عارٍ مسروق الفكرة من دار أزياء عالمية، قد يصل سعره إلى 5000 درهم، وإكسسوارات مثل التي تباع في السوق الصيني تباع عندها بمئات الدراهم.

كل هذا تشاهده في تلك الحسابات المنتشرة لتاجرات ومصممات «إنستغرام»، تضع إحداهن ذلك التصميم الذي قد يكون جميلاً بالفعل بفضل مؤثرات «الفوتوشوب»، فتتخيل الزبونة أنها ستظهر بمظهر الأميرة عندما ترتديه، وأخرى تراه الفستان الذي سيكون حديث السيدات في حفلة العرس، وثالثة تعتقد أن هذا الإكسسوار الرائع لا يليق إلا ببنات العز.

يتحمس البعض للشراء، ويطرحون الأسئلة على التاجرة عن السعر والتوصيل وخلافه، إلا أن التاجرة تظهر نفسها بمظهر المشغولة بتلبية طلبات مئات الزبائن، كأنها تبيع منتجات شركة أبل الجديدة، مكررة جملة: كلموني على «الواتس أب»، ما عندي وقت أضيعه، موديلاتي وتشكيلاتي تعرض في المعارض وحفلات الأزياء الراقية.. وغيرها من الجمل والعبارات التي تريد أن تظهر بها بمظهر المصممة الأولى على مستوى الوطن العربي. معظم هؤلاء التاجرات والمصممات خرجن من حيث لا ندري، تكون بدايتهن بالحديث عن دعم التاجرات المواطنات، ثم يرفعن الأسعار بصورة مبالغ فيها، رغم أن التصميم الأصلي مسروق أو تم تصميمه من قبل الفلبينية التي تعمل لديها، والمصيبة الأكبر أن هناك زبائن يشترون ويشترون حتى لو كانت البضاعة لا تستحق هذا المبلغ الكبير، ولا تكتفي بذلك بل تؤكد أن البضاعة لا ترد ولا تستبدل، حتى لو كانت مختلفة عن التصميم في الصورة. بلا شك من الجميل أن تتمكن المرأة من إيجاد دخل إضافي لها بالحلال والتجارة، والابتكار والإبداع، إنما المشكلة تتمثل في الأسعار المبالغ فيها، والتصميمات الخربوطية، وحالة الغرور عند البعض منهن.. لذا نصيحتي للبعض منهن كنّ طبيعيات ولا تعشن دور الشهرة والمبالغة في الأسعار، فالتصاميم والموديلات على أشكالها تتشابه.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi\

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر