5 دقائق

الرحلات المفيدة

د.عبدالله الكمالي

أكرمنا الله تعالى بنزول الأمطار الغزيرة خلال الفترة الماضية وأصبح الجو ربيعياً جميلاً للغاية، فالحمد لله على كرمه وفضله ونعمته، وفي هذه الأجواء الطيبة يقوم عدد كبير منا برحلات متعددة لمختلف مناطق الدولة، بعضها مع الأهل والأبناء وبعضها مع الزملاء والأصدقاء، ولا شك أن الترويح عن النفس والبعد عن مشاغل الحياة والأمور التي تعود عليها الإنسان، يومياً، إلى رحلة عفوية جميلة له تأثير كبير في نفسية الإنسان وراحته، ولهذه الرحلات أيضاً أثر في توجيه وتربية الأبناء فهي فرصة لاقتراب الأب من أبنائه أكثر، فهو في الرحلة يجلس معهم ويتحدث إليهم ويشاركهم حديثهم وكلامهم، وهذا القرب الأسري له تأثيره الإيجابي جداً في الأبناء والأطفال، وكم أتمنى من الآباء والأمهات أن يتركوا هواتفهم جانباً في هذه الرحلات وينشغلوا بالحديث والجلوس مع أبنائهم، فالحياة الذكية قد تكون فعلاً بالبعد، أحياناً، عن الأجهزة الذكية التي شغلتنا بأمور لا يترتب على تركها أي شيء! واطلبوا أيضاً من أبنائكم ترك هذه الهواتف واجلسوا جميعاً في جلسة عائلية طيبة فيها الكلام الحسن والحوار والنقاش والمزاح الجميل والقصص الهادفة والبذل والتعاون، فهذا يشارك والده إيقاد النار، وذاك يجهز اللحم، والبنت تشارك أمها في إعداد الطعام، ولنرجع قليلاً إلى الحياة البسيطة التي لا تكلف فيها ولا تصنّع، واجعلوا لكم هدفاً تربوياً في هذه الرحلة، فسنعلم الأبناء خلال الرحلة دعاء المكان ونذكرهم بالأذكار الشرعية، وسنحثهم على التعاون جميعاً، وسأكلف الكبير منهم بالاهتمام بإخوانه وأخواته، وسأطلب منهم أن يذكرونا بموعد الصلاة، وسنذهب جميعاً للمسجد، خصوصاً صلاة الجمعة، فالصلاة أهم من هذه الرحلة، وسأنتبه لسلوكيات الأبناء وأوجه من تبدر منه بعض الأمور غير الجيدة، وأحثهم على تنظيف المكان وتركه أفضل مما كان، وهكذا سنجد أن للرحلة أثراً جميلاً في القلوب والنفوس.

الحياة الذكية قد تكون فعلاً بالبعد، أحياناً، عن الأجهزة الذكية التي شغلتنا بأمور لا يترتب على تركها أي شيء!

أيها الأب الكريم: بيّن لأبنائك أنك تحترم أمهم وتقدرها وتثني عليها، فمهما كان في الزوجة من نقص فلا تنسَ محاسنها ونبل أخلاقها، ويكفيها أنها أم أبنائك، فأظهر لهم أن لها مكانة كبيرة عندك بحسن الخلق وإحسان التعامل، ولا تنشغل عنهم في الرحلة بهاتفك، فأسرتك أهم من هاتفك بكثير.

أيتها الأم الكريمة: بيّني للأبناء أن والدهم له مكانة كبيرة في حياتك، حدثيهم كيف كافح من أجلهم وتعب، فالأم العاقلة تعلم أن لها دوراً كبيراً في غرس بر الوالدين في قلوب الأبناء، واتركي الهاتف في الرحلة وتصوير أحداثها ووضع الصور في (الانستغرام)، فالحياة قد تكون أجمل من دون هذه الأمور.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر