أقول لكم

محمد يوسف

بالتأكيد هناك فجوة ثقافية بيننا وبين الآخرين، وإن كانوا عرباً، فنحن نمثل مجتمعاً قائماً بذاته، لنا مسلكنا، ولنا خصوصيتنا، وهم لهم مسلكهم، ولهم خصوصيات تتعارض معنا، مع ما استقر عليه مجتمعنا، فهذة طبيعة بشرية وليست اختراعاً أو ادعاء ندعية، فالمجتمعات يتوافق أفرادها وفئاتها، فتكون هناك مجموعة من الأعراف تحكم، وقد تتحول الأعراف الشفوية إلى شيء مكتوب ومقنن، ولكن الأسس دائماً تتوافر، ابتداءً من اللهجة، ولن أقول اللغة، وانتهاء بالمعتقد، ولأن الإعلام كما قلنا قبل يومين انعكاس لصورة المجتمع، فلابد أن نكون حذرين تجاهه، خصوصاً المرئي منه، ذلك الزائر للبيوت دون استئذان، الذي قد يأسر عقول وقلوب الجميع، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، فقراء وأغنياء، متعلمين ومثقفين وأميين وجهلاء، وعندما يحمل التلفزيون اسماً وطنياً يجب أن يلتزم بوطنيته، أي أن يخدم من يمثلهم، فيتوجه إلى الفئة المستهدفة، وهي أبناء الوطن، وفي كل وطن مبدعون، وفي كل وطن مخلصون، وفي كل وطن قضايا يمكن أن تناقش عبر الإعلام المرئي، وفي كل وطن قصص وحكايات يمكن تحويلها إلى مسلسلات، وفي كل وطن يكون المسؤول عن محطات التلفزيون شخصاً مرتبطاً به، أي بالوطن، وليس شخصاً بينه وبين ذلك الوطن فجوة ثقافية ومضاربة فكرية، وقد وصلنا إلى درجة الاستعانة بقيادات تتحدث عن قناة عربية الانتماء واللغة والتوجه، وهم لا ينتمون إلى العرب ولا يتحدثون لغتهم، وقد يكونون معادين لثقافتهم ومعتقداتهم، والنتيجة ذلك الفشل الذريع الذي نراه أمامنا كل يوم، والسبب هو أن هناك من يتعامل مع الإعلام بمنطق الكرة، ويعتقدون أن ما يصلح في الملاعب، قد يصلح في التلفزيون، وهنا مكمن الخلل، نعم، وسأترككم تتخيلون الوضع، وتقارنون بين اللاعب الأجنبي الذي لا يحتاج إلا إلى رجله، وإمكاناته البدنية ليبدع في الكرة، سواء كان يلعب في الأرجنتين أو في «حوطة» بقرية خليجية، وبين قيادة إعلامية تدير قناة وطنية تحتاج إلى ارتباط حياتي ونفسي وذهني ولغوي وفكري، إضافة إلى إيمان تام بأنها تخدم مجتمعها بكل فئاته وأفراده، والنتيجة عندكم!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر