كل يوم

ظاهرة مخيفة ومقلقة

سامي الريامي

لقد تحولت إلى ظاهرة، وهي بالتأكيد ليست حالات فردية، بل هي ظاهرة متفشية، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، سيوف منتشرة بكل أشكالها وألوانها، وسكاكين وأدوات حادة تم اختراعها من قبل فئات إجرامية عدة، يستخدمونها بكثرة وسرعة، ولا يحتاجون إلى سبب أحياناً لكي يطعنوا ويقتلوا بها.

البعض احترف الإجرام، وأصبح «بلطجياً» بمعنى الكلمة، لا يتوانى عن فعل أي شيء بمقابل مالي أحياناً، وأحياناً كثيرة من دون هذا المال، بهدف نشر الرعب والخوف والسيطرة والزعامة على «الفريج» أو المنطقة!

إنها ليست حالات فردية، بل تحولت وتطورت عبر الزمن، لتصبح عصابات إجرامية، ليس شرطاً أن تكون كبيرة في عدد أفرادها، لكنها تحمل كل مؤهلات وصفات العصابات المنظمة، هناك زعيم وأتباع، وهناك أسلحة بيضاء مرعبة، وهناك تنظيم وتخطيط وخدع وكمائن، وأساليب للهجوم والانسحاب والهروب!

علينا الاعتراف بذلك، وعلينا أن نضع القضية في قالبها وإطارها الصحيح، من دون تبسيط، فهي ليست مشكلة سطحية عابرة، بل هي قضية مخيفة ومقلقة وخطيرة على مجتمع مسالم مثل مجتمع الإمارات، يجب أن ندرك خطورة الوصول إلى هذه المرحلة، حتى تبدأ مرحلة التعامل معها، والتعامل معها يجب أن يكون بحذر ودراسة وسياسة وشدة وحزم في آن واحد.

نحتاج إلى دراسات مكثفة في هذا الجانب، دراسات نفسية واجتماعية عميقة، حتى نتوصل إلى الأسباب الحقيقية التي أسهمت وساعدت على انتشار العنف بهذه الطريقة البشعة، ونحتاج إلى جهود ميدانية ضخمة، للوقوف على الواقع الميداني الذي أسهم في تشكيل هذه العصابات، وقبل ذلك علينا أن نعرف كيف تمكن الفكر الإجرامي من عقلية هؤلاء الشباب، ولماذا وصل العنف فيهم إلى هذه الدرجة غير الإنسانية، لماذا هم أقرب إلى الوحوش، في حين أن طبيعة مجتمع الإمارات لا تساعد أبداً على وجود مثل هذا الفكر، ولا هذه الوحوش!

هذه الدراسات ضرورية جداً، لنتعرف إلى المشكلة الحقيقية عن قرب، وبالتزامن مع هذه الدراسات يجب أيضاً أن نعيد النظر في القوانين الموجودة، فمن الواضح جداً أنها أصبحت غير رادعة، والأمر الآن يستدعي الشدة والحزم، ينبغي الآن تشديد العقوبات، وإن لم نفعل ذلك، نكون قد أسهمنا في انتشار وتكرار العنف.

العقوبات هي السبيل لتقليل هذا النوع من الجرائم، والتساهل فيها خصوصاً مع انتشار هذه العناصر الإجرامية، التي تعتقد أن الرحمة والتساهل هما ضعف وخوف، لن يؤدي إلا إلى مزيد من القتل والطعن، وإلى مزيد من السيوف والسكاكين.

التشديد والردع يجب أن يكون واضحاً ومعلوماً لدى الجميع، والقانون يجب أن يطبق على الجميع، وبالتأكيد لم تصل نوعيات وأعداد جرائم الطعن والقتل إلى ما وصلت إليه إلا بعد أن شعر مثل هؤلاء بأن العقوبات الموجودة إما غير رادعة، أو أنها غير مطبقة، ولا داعي لضرب الأمثلة، فهي أكثر بكثير من إحصائها، وبكل تأكيد من أَمِنَ العقوبة أساء الأدب.

المسؤولية أصبحت مضاعفة على رجال الشرطة والأمن، ورجال القانون أيضاً، والمسألة أصبحت بحاجة إلى حسم وحزم، وحملة السيوف والسكاكين يحتاجون إلى حملة منظمة مضادة، من قبل وزارة الداخلية وأجهزة الشرطة والأمن، فالقضاء على هذه الجرائم أصبح مطلباً شعبياً ومجتمعياً مهماً، من أجل نشر الأمان الذي تمتعت به دولة الإمارات، في ظل قيادتها وحكومتها وأجهزتها الفاعلة.

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر