من المجالس

ثقافة الاتباع

عادل محمد الراشد

حُب الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع، هذه المقولة الجميلة صارت تتردد في السنوات الأخيرة كثيراً، خصوصاً بعد الاعتداءات والإساءات التي وجهت إلى رسول الهدى باسم حرية التعبير في عدد من الدول الغربية. وقد جاءت الدعوة بالرد على تلك الإساءات بالمزيد من الاتباع الصحيح، بدلاً من الانفجار العاطفي الذي يكون ضرره أكبر من نفعه. وفي ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعود الدعوة إلى اتباع هدي النبي والتخلق بأخلاقه علاجاً لمشكلات تزداد تفاقماً، وتلحق أضراراً بنسيجنا الاجتماعي بفعل التحولات السريعة، وتراجع الشق الخاص بالمعاملات لحساب العبادات في الدين.

ولا شك في أهمية الاحتفالات التي يتم تنظيمها بهذه المناسبة، وغيرها من المناسبات الإسلامية، وأهمية المواعظ والخطب والأناشيد التي تقدم خلال فعاليات تلك الاحتفالات في رفع مستوى الوعي، وتحريك المشاعر واستنهاض الهمم لتفعيل محبة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن هذه الاحتفالات تظل مربوطة بأيام معدودات، وتأثيرها ينصب على قلة من الناس، وغالباً ما يكون أغلبهم من الصفوة وأهل العلم. ولأن الأيام مواسم، كما جاء في المأثور، واغتنام هذه المواسم ضرورة لإحياء سمات الإيمان في النفوس، فإننا بحاجة إلى جعل الدعوة إلى الاتباع دعوة متواصلة، ومنتشرة لا تقتصر على الطابع الاحتفالي واستحضار التراث وإنشاد القصائد، رغم أهمية ووجاهة هذه الأمور لتنشيط الذاكرة الجمعية وتكريس قيمتها الثقافية.

تكلمنا عن دور الوازع الديني في تهذيب الأخلاق، وضبط السلوك، خصوصاً لدى الشباب والمراهقين، ومرور المناسبات الدينية بشكل متواتر، ومنتظم يقدم الفرصة لإيصال ثقافة الاتباع إلى الناس، في بيوتهم ومدارسهم وأسواقهم وملاعبهم وطرقهم.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر