كل يوم

فكرة مذهلة تُنعش الحياة في الصحراء

سامي الريامي

مذهلة فكرة تصنيف المخيمات السياحية التي أقرتها هيئة أبوظبي للسياحة، فهي تهدف إلى إنعاش المناطق الصحراوية، غير المستغلة حالياً، بنشاط سياحي يعود بالنفع والفائدة على حركة السياحة والاقتصاد، ومن دون تكاليف مالية باهظة، بل عن طريق استغلال الإمكانات الصحراوية المتاحة، التي لم يفكر أحد من قبل في استغلالها، إلا على شكل منتجعات وفنادق تستقطب شرائح محددة من الناس، وليس كل الناس بالتأكيد.

فكرة بسيطة لكنها متميزة، تخصيص 36 كيلومتراً مربعاً من منطقة صحراوية كمرحلة أولى للمشروع، وما أكثر الرمال والمناطق الصحراوية في الدولة، هذه المنطقة تم تصنيفها إلى فئتين، الأولى لمخيمات اليوم الواحد، والثانية لتلك التي توفر إقامة ومبيتاً ليلياً، واعتمدت هيئة أبوظبي مجموعة من الاشتراطات واللوائح والأنظمة المنظمة لإنشاء المخيمات ضمن الفئتين، مراعية بذلك جميع الأمور البيئية والصحية والسلامة والأمان، التي تضمن سلامة الناس وسلامة البيئة.

هناك جانب سياحي يهدف إلى استقطاب السياح، وتوفير تجربة سياحية جديدة لهم من خلال رمال الصحراء، وممارسة عدد من الأنشطة والفعاليات التي لا يمكن لهم ممارستها في أي منتجع أو فندق، فهي دون شك تجربة مثيرة تستحق العناء بالنسبة للسياح الأجانب، خصوصاً أن الهيئة اشترطت على المخيمات السياحية التابعة للشركات توفير خمسة أنشطة على الأقل من أصل 11 نشاطاً معتمداً في المخيم، منها مثلاً النقش بالحناء، والصيد بالصقور، وركوب الجمال، وفنون العيالة، وهذه الأنشطة التراثية وغيرها عوامل جذب كبيرة لسياح يفضلون التعرف إليها عن قرب، والمجال مفتوح أيضاً للأفراد للاستمتاع بهذه المناطق الصحراوية في هذا الوقت من العام.

لا يوجد أمتع ولا أجمل ولا أفضل من قضاء ساعات النهار والليل في هذا الوقت من العام في «البر» أو الصحراء، ولكن هذه المتعة لم تعد متاحة للجميع، على الرغم من سهولتها وإمكانية تنظيمها من الجهات المختصة، بل إنها فكرة ذات جدوى اقتصادية أيضاً لو تم تأجير تلك المساحات الصحراوية للراغبين، مع ضمان التزامهم بالشروط والقوانين واللوائح كافة، التي يمكن أن تفرضها الجهات المعنية، ومع ذلك ليس من السهولة أبداً إقامة أو تشييد أي خيمة في أي بقعة صحراوية قريبة كانت أو بعيدة، فما المانع من التسهيل على الناس، للترفيه عنهم في هذه الأشهر القليلة؟ وما المانع من الاستفادة من رمال الصحراء، للتخفيف من ضغوط الحياة؟

لا ننكر أن المنع الحالي كان نتيجة ممارسات سلبية سابقة، ولكن التنظيم ووضع اللوائح هما الحل الأمثل للقضاء على تلك الممارسات، لا المنع وإزالة جميع الخيم والمخيمات، هذا ما استوعبه المسؤولون في هيئة السياحة في أبوظبي، فكانت النتيجة تنظيم إنشاء المخيمات بما يضمن استغلالها بشكل آمن وأمثل، من قبل المستخدمين، ويضمن إنعاش الحركة السياحية الخارجية والداخلية، والدليل على ذلك التجاوب السريع من قبل الأفراد والشركات، وحتى «مستثمرين دوليين» أبدوا اهتمامهم لتأسيس مزيد من هذه المخيمات.. فهل نشهد مزيداً من التنظيمات في هذا المجال في بقية الإمارات؟

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر