من هي رفيقتنا (OK) لو سمحت؟

مصطفى عبدالعال

سألت بعض الضالعين في اللغات الأجنبية عن كلمة (OK) فأخبرني -ولا أشك في أمانته- أن معناها (نعم)، فقلت نعرفها والله فأين ذهبت؟ وهل من مترجم إليها؟ تعزيزاً لأصالة لغتنا وهويتنا وقوميتنا، لغة خطاب الله لعباده بالقرآن؟ أم ترى بعض المساكين في نشوة وهم يتباهون بعجزهم عن الحديث أو الكتابة بها؟ ولغتنا تستصرخنا أن نحفظ كرامتها إذ تقول:

أنا البحر في أحشائه الدرّ كامــــــن فـهل ســألوا الغواص عن صدفاتــي

وسعت كتاب الله لفـــظاً وغــــايــة ومــــا ضقـــت عــن آيٍ به وعظاتِ

أيطربكم من جانب الغرب ناعــــب ينــــــــادي بوأدي في ربـيع حياتي

جميل جداً أن نتعلم كل لغات الدنيا على أن نحافظ على هويتنا، الألماني يرفض أن تكلمه بغير لغته مع إتقانه للغات عدة، وكذلك نجح الإنجليز والأميركان في فرض لغتهم حتى في بلادنا، فأين أنت؟

جلس أحد الأمراء يوماً وبين يديه طبق من اللوز فدخل على مجلسه أحد المتطفّلين من الذين يفسح الأمير لهم المجال ويستأنس بتطفّلهم ويتعمّد عدم تمكينهم من مطامعهم فيه ليُضحك جلساءه، فقال الأمير: ما وراءك اليوم؟ فقال المتطفل: ما أمامك اليوم؟ قال: طبق لوز. قال: فانفحني. فرمى له الأمير بلوزة واحدة. فقال له: زدني، قال: بآية من كتاب الله فردّ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} (التوبة: 40)! فرمى إليه بأخرى. فقال: {فَعَززْنَا بِثَالِثٍ} (يس: 14)، فرمى إليه بالثالثة. فقال:{فَخُذْ أَرْبَعَةً من الطيْرِ}! (البقرة: 260)، فرمى إليه بالرابعة. فقال: {خَمْسَةٌ وسَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ}! (الكهف: 22)، فرمى بالخامسة والسادسة. فقال: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً}! (تبارك: 3)، فأعطاه السابعة. قال {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}! (الأنعام: 143)، فغلبه الضحك وهو يعطيه الثامنة .فقال:{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ}!(النمل: 48)، فدفع التاسعة مأسوراً بتصعيده. فقال: {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ} (القصص: 27)، فأمر بالعاشرة. فقال الرجل : {إِني رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}! (يوسف: 4)، فقام الأمير وهو يرميه بالحادية عشرة. ففاجأه بقوله: {إِن عِدةَ الشهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}، (التوبة: 36)، فجلس الأمير من الضحك ورماه بالثانية عشرة. فوقف الرجل وقفة المتمكّن المنتظر وقال: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ}، (الأنفال: 65)، فأمر الأمير غلامه بأن يكمل العشرين له. فقال: أنا ما أكملت الآية.. وأكمل: {يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}! (الأنفال: 65)، فرفع الأمير يديه مستغيثاً وقال: أعطوه الطبق كله لا أشبع الله بطنه. فقام الرجل وحمل الطبق قائلاً: والله لو لم تفعل لقرأت لك:{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، (الصافات: 147)، فضجّ مجلس الأمير بالضحك. ما رأيك في هذه السياحة في لغة القرآن وتأثيره غير المحدود في الأرواح والعقول؟ وما رأيك في التصالح معها والتنعم بين رياضها العطرة وبساتينها الزاخرة من شعر ونظم وبلاغة وأدب، أنت من ذلك محروم؟ ابدأ بكتاب الله واقتنِ قرصاً ممغنطاً عن موسوعة القرآن الكريم واستخرج هذه الآيات التي أخذ منها صاحب اللوز واستكملها لتعرف قصة كل منها وتجول في عالم (الحاسوب) متصفحاً طرائف اللغة ومواقف الأدباء والشعراء حتى ترى روعة لغتك ولا تقبل أبداً أن تكتب بغيرها ولا أن تفضّل عليها لغة أخرى. هل اقتنعت؟ إذاً Go Now بليز

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

المستشار التربوي لبرنامج «وطني»

mustafa@watani.ae

تويتر