أقول لكم

محمد يوسف

نحن لا نؤذّن في «خرابة»، وليسمح لي كل من عاشوا مع قِصَر النظر الذي أصيبوا به منذ قُدّر لهم أن يكونوا على رأس المؤسسات الإعلامية، فهم بحق مصابون بقصر نظر، ولهذا لا يرون أبعد من أقدامهم، فقط هذه المساحة الضيقة التي يقفون عليها هي التي يرون، ولكنهم يملكون «ألسنة طويلة»، هم في التنظير فالحون، وفي الفلسفة متفوقون، وبإمكانهم أن يعطوا تبريرات، لها أول وليس لها آخر، ولا يقولون الحقيقة، يشكون من المواطن، ثم يشكون من المواطنة، ويحتجون على ضعف المستوى، ولا يقدمون شيئاً لحل تلك المعضلات التي يعايشونها، لأنهم ببساطة غير صادقين، ولأسباب كثيرة هم لا يريدون زيادة عدد المواطنين في الأجهزة التي يديرونها، بعضهم لأنهم يخافون من المواطنين، نعم، هناك من يخاف من المواطنين، وهم مواطنون وبعضهم ليسوا كذلك، يريدون أشخاصاً يسيرونهم على هواهم، ويبتزونهم في أرزاقهم حتى يخضعوا لهم، وباختصار هم يبحثون عن موالين لهم وليس عن قوة عمل دافعة ومبدعة وحريصة ومخلصة للمكان قبل المسؤول، وهذه مشكلة المواطن المسؤول في الغالب، وأيضاً هي مشكلة المواطن العامل لأنه يعتقد، حسب ما تعلم وتربى عليه من مبادئ، بأنه يخدم الوطن، ولكن من سلمهم الوطن الأمانة لهم رؤية أخرى، وهي متعارضة مع رؤية قيادة هذه الدولة، ومع ذلك هي السائدة لغياب المساءلة!

يوم أمس، أنهينا ورشة العمل لأكثر من 30 صحافياً وصحافية، وكم كنت فخوراً بهؤلاء الشباب وهم يحاولون التعرف إلى كل جديد ومفيد، وأحسست طوال يومَيّ الورشة بأننا إذا أردنا أن نطور أنفسنا وإعلامنا نستطيع بقليل من الجهد وكثير من القصد الحسن، فنحن نملك خامات وطنية قادرة على العطاء في كل المجالات، وتحتاج فقط إلى الفرصة والثقة، وهذا ما نفتقده من خلال تجربتنا ونقاشاتنا وحتى محاولاتنا الموؤدة لرفع نسبة الحضور الوطني في القطاع الإعلامي، ومع هذا أقول لكم، إننا لا نؤذن في «خرابة»، ونعلم بحسب خبرتنا بأن هناك من يقرأ ويرصد ويتخذ القرار، وحتى يتم ذلك، نحن سنتحدث عن همومنا!

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر