أقول لكم

محمد يوسف

تقدم بروين حبيب أفضل برنامج ثقافي حواري، وهذا ليس رأيي، بل رأي كل المتابعين بعين فاحصة وناقدة للتلفزيون، وكذلك عيون المشاهدين الذين شكلوا شعبية للبرنامج العاكس لشخصية المقدمة المتمكنة بحضورها وأسلوبها وتواضعها أمام الكاميرا والضيف، وهذا نتاج ثقافة وخبرة وإعداد جيد وتحضير يحقق الهدف من وجود البرنامج، ولهذا لم تغلف بروين برنامجها باسمها، لم تسمه «نلتقي مع بروين» أو «بروين حبيب تلتقي»، فهي لا تجعل من اسمها بؤرة ارتكاز البرنامج، لأنها تعرف أن إلقاء الضوء على الضيف والحوار معه هو الذي يثري الحلقات، وجاء الاسم معبراً عن القصد، فكانت كلمة «نلتقي» هي العنوان، ولكننا عندما ننطقها نكمل باسم بروين حبيب تقديراً لتميزها، على عكس أولئك اللاتي عشقن أنفسهن فقدمن برامج لا تحظى بالاستحسان والمشاهدة!

وقدم الدكتور خليفة السويدي «خطوة»، هو لم يتشبه بأحد، ولم يجعل من نفسه «لينو» أو «كونان» العرب أو «دكتور فل» حلال المعضلات الأميركية، وطرح كثيراً من القضايا التي تستحق المناقشة، وزاوج ما بين خبرته الأكاديمية أستاذاً جامعياً وحمله لهموم مجتمعه، ولم يتأثر بالتقليد، ولم ترهبه الكاميرا والأضواء، وكسب جمهوراً لبرنامجه، وإن كانت الحماسة قد أخذته بعيداً في الآونة الأخيرة، وسمح ببعض الإثـارة في برنامجه، فنحن على ثقة بعودته سريعاً وإزالة تلك الشوائـب اللفظية والإيحائية التي طغت على بعض الحلقات، واستخدام المعاني الجميلة في لغتنا لإيصال المعنى والقصد من دون إيذاء مشاعر المشاهدين!

وهناك برامج كثيرة قدمتها وجوه مواطنة وجذبت المشاهدين، وكلها تعكس الصورة المشرفة لإعلامنا، ومع هذا مازلنا نصر على أن نذهب بعيداً، وأن نعرض برامج لا تخدم الهدف الذي نسعى جميعاً لتحقيقه، برامج مستهلكة وقائمة على استعراضات للأشكال البشرية والأزياء ومحاولات تخفيف الدم والاستهزاء بعقول الناس!

 

myousef_1@yahoo.com  

تويتر