أقول لكم

محمد يوسف

أردت أن أتحدث، اليوم، عن البرامج المنسوخة في محطات التلفزيون عندنا، أي البرامج التقليدية التي لم تثبت فشلها فقط، بل أثبتت أنها تحتاج إلى مجموعة مصالح شخصية ومحاولات لسد ساعات البث، وادعاء تقديم الجديد الذي لا يشاهده أحد، وسأؤجل هذا الموضوع قليلاً، بعد أن أعلنت نتائج مهرجان تلفزيون الخليج، وحصول محطاتنا على ست جوائز ذهبية وواحدة فضية، وسأقف، اليوم فقط، أمام الفرق ما بين الإبداع والتقليد، واختلاف الرؤية ما بين الادعاء والعطاء، وكيف يكون النجاح نتاجاً للجهد القائم على مفهوم التفرد وبلورة الأفكار.

ماجد محسن، ومروان الحل، وسلطان النيادي، لم ينزلوا على محطاتنا بالمظلة، لم يوصلهم «براشوت» إلى ساحة التلفزيون واستديوهاته، الأول أدار حواراً في قضايا ساخنة جداً على طريقته، لم يكن بحاجة إلى أن يقلد أحداً، كان هو المحاور وليس ذلك الأميركي المشهور، فهو يبني برنامجه على قضايا يعايشها ولا ينقلها، قضايا ملحة هنا في مجتمعه وبين ناسه، واستطاع ـ وإن كانت تجربته الأولى ـ أن يحقق ما عجزت عنه خبرات البعض، أما مروان الحل فقد قدم شيئاً لم يكن موجوداً في المحطات المتخصصة، واقتحم سوق الأسهم ببرنامج يومي يقدم جديداً من دون أن يكرر أو ينسخ من غيره، ولهذا فاز بجائزة ذهبية لبرنامج «المؤشر»، كما فاز ماجد بالجائزة نفسها لـ«ظل الكلام»، وقدم سلطان النيادي رؤية تاريخية للوطن قبل النفط والطفرة في مسلسل «المطايا»، وتميز في الفكرة والسرد واستخدام الصورة وتطويع البيئة، ومثله كان المسلسل الكوميدي «حنة ورنة»، وإن اختلفت الرؤية وتباين القصد، ونقف عند «أمير الشعراء»، وهو البرنامج الذي يتفرد على المستوى العربي من مشرقه إلى مغربه مع شقيقه «شاعر المليون»، من حيث الفكرة والتنفيذ، ليشكل إبداعاً يمنح تلفزيون أبوظبي الريادة في إعادة إحياء الشعر العربي، من خلال توفير هذه المنصة الرائعة، في زمن جارت فيه الظروف المحيطة على لغتنا وإبداعاتنا الشعرية.

ويدعونا تفوقنا الجميل في مهرجان الخليج إلى مناقشة صريحة لأداء محطاتنا ودور شبابنا في تحقيق الإبداع الإعلامي والفني، متى توافرت لهم الفرص، والعودة إلى النسخ المكروه!

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر