أقول لكم

محمد يوسف

هي قضية أزلية، لا أقصد قضية فلسطين، بل قضية أخرى إذا عرفتموها ربما تقولون ما بال صاحبنا ترك كل همومنا ومشكلاتنا وذهب إليها ؟ ومع ذلك أرى أنها قضية مهمة جداً، ويكفي أننا ومنذ أربعة عقود جربنا أن نحلها بطرق مختلفة ولكننا لم ننجح، ومازلنا نحاول، بينما غيرنا من الدول والمدن الكبرى استقرت على أنظمة متعارف عليها وحققت الأهداف المرجوة من عملية عنونة طرقها ومنشآتها، فهل عرفتم ما أقصد؟ نعم إنني أتحدث عن العنونة، وبالعامية عن ترقيم وتسمية الشوارع والطرقات والمباني والبيوت، فنحن لانزال «نقص الأثر»، ومازالت البيوت الأحمر أو الأصفر في أي منطقة علامة استدلال نستخدمها حتى لا نتوه، ومازال اسم البقالة عندنا أهم من كل الأسماء حتى نصل إلى حيث نريد، ومازال حساب عدد الفتحات أو الأشجار أو أعمدة الكهرباء مرشداً لنا في سبيل وصولنا إلى مقاصدنا، ولا تستغربوا موضوع أعمدة الكهرباء، ففي بعض مدننا سهلت إدارات الكهرباء من دون قصد على الناس، فهي تضع أرقاماً لأعمدة الإنارة في الشوارع، ربما حتى تستطيع فرق الصيانة لديها تحديد أماكن الخلل، واستغل الناس تلك الأرقام حتى يوجهوا زوارهم إلى بيوتهم، وقد أوصلني العمود رقم 445 ذات يوم إلى حيث أريد في المنطقة التي عرفت كيف أصل إليها، وبمناسبة الحديث عن المناطق أظننا نتابع وباستغراب تلك التبديلات التي تحدث فيها، فهي لها اسم شعبي متداول منذ زمن بعيد، ولها اسم رسمي غير معروف إلا لدى المخططين في البلديات ولها اسم ثالث عند منفذي مشروعات العنونة الحديثة التي ضيعتنا أكثر مما نحن ضائعون، ومع كل استبشار بمشروع ترقيم أو تسمية جديد نصدم عند التنفيذ بتفسير مقارب لذلك التفسير، الذي فسر، بعد جهد كبير، الماء بأنه ماء، فنحن لانزال نفسر بالطريقة نفسها، ولايزال الشارع هو الشارع، والطريق هو الطريق، والبيت مبنياً من الطابوق!

myousef_1@yahoo.com

تويتر