«No Money.. No Honey»

ضرار بلهول

لا أعتقد أن هناك شيئاً جديداً في إعلامنا الرياضي، بعد أن يتم اكتشاف العديد من الإعلاميين والأقلام، من الذين يعرفون حسب المثل الشعبي الإماراتي (وين ما دار الهوا درنا)! وفي أغلب الظن، فإنهم أقلام مأجورة تطرح أو بالأحرى تثير «السالفة» - أقصد الفكرة - ثم تستلم السموحة وتقبض المقابل. ولم تكتف بذلك بل جعلت للآخرين التبعية ذاتها، أو ما يعرف بالعامية بـ(تيلفون الشارع) الذي لا يعمل إلا إذا اُدخل الدرهم أو الدراهم أو كما أجاب أحدهم عند سؤالي له عن عدم قيامه بالكتابة عن موضوع ما، رغم تواجده في موقع الحدث: «No Money.. No Honey!»، هذا الفكر الذي يبيّن مدى الإعاقة التي أخذت في حياة صاحبها منعرجاً خطيراً وأضحت مرضاً مزمناً أشبه ما يكون بالسيكوبايتية، لابد لنا من إدراكها ومساعدة صاحبها في فرملة مرضه.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكننا التعامل مع مثل هذه الآفات التي انتشرت في عالمنا الرياضي؟ ما الحل والطريقة لإقناع المريض بحالته المرضية المتقدمة والميؤوس منها؟ أنا أعتقد أنهم بحاجه ماسة إلى جهد مضاعف ويحتاجون إلى تركهم حيث هم لأنهم من الاستحالة أن يستفيقوا أو يصحوا وحدهم! لابد لنا من الاعتراف بأن أفضل الطرق لعلاج تلك الحالات المرضية المستعصية هي أولاً الاعتراف بوجود هذا المرض العضال، وثانياً الإسراع في إيجاد الدواء المناسب قبل فوات الأوان.

يجب التحدث وطرح الموضوع ومناقشته وإلا فلن نستطيع معالجته، وبما أن المرض مازال في بدايته فهو يحتاج إلى توعية إعلامية قوية قد تكون موجعة ولكنها ضرورية للتوعية بخطورة هذا المرض، قبل أن يتطور ويتحول إلى سرطان خبيث يصعب علاجه.

لابد أن نعرف أهم عوارض المرض، وهي النفاق وشتم الآخرين وتناولهم بمناسبة ومن دون مناسبة من باب الغطرسة تارة ومن باب التبعية التي أعتقد أنها الجاني الأول على مثل هؤلاء! في كثير من الأحيان تشعر وأنت تخاطب هؤلاء بحالة سوية، ولكن ما أن تأخذ في الاسترسال في الحديث معهم وتتناول موضوعات دقيقة وشفافة حتى تشعر بعوارض المرض! من عوارض المرض التي تساعدك عزيزي القارئ على معرفة المصاب بها حالة من الهذيان في الأفكار، ومثل ذلك السرعة في الكلام ولا ننسى أنه عندما تكشف أو تفحص المريض - السموحة أقصد تناقشه - عن أسباب عدم طرحه لإنجازات فلان أو علان، فإن الإجابة تكون مبهمة! لأن الإجابة المطلوبة غالباً ما تأتي بالدرهم المنقوش لا بالعزائم وأحياناً كل شيء بثمنه! أما بعضهم فإنه يدعي معرفته كل الأمور والإلمام بها، ويشعر بالأفضلية والنرجسية والعزلة، لدرجة الشعورب أنه في ملعب كرة قدم يمارس التسديد! لقد تناولت بالأعلى حالة مرضية شعرت بأنها أخذت في التموّضع بشكل يدعو إلى الطرح، متأملاً أن نكشف أنفسنا حيال المرض والبحث عن معلومات أكثر دقة من بين اعداد هذه الحالات.لابد أن نتعاون في مساعدة هؤلاء، وألا نلتفت إلى أطروحاتهم الآن، لأن مناقشتهم ستقود إلى صعوبة في كبح مراحل المرض، كما أنها قد تؤدي إلى فترات علاج طويلة ليست أقل من مساعدتهم والدعاء لهم بالشفاء العاجل، ولا أقل من المضي إلى الاستماع إلى وجهة نظرهم. وأخيراً منحهم مساحة حائطية للتعبير عن رؤاهم وإقناعهم بأن الجميع يقرأ لهم.

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر