من المجالس

عادل محمد الراشد

رغم انهيار ثقتهم بمعارض التوظيف ذهب العديد من الشباب إلى معرض التوظيف الذي أنهى أعماله في مركز المعارض بمدينة أبوظبي الخميس الماضي، اللقاءات التي أجريت مع هؤلاء الزّوار عبر الإذاعات والصحف التقت آراء أصحابها على أن المعارض، منذ إنشائها قبل سنوات وحتى الآن، تبدو وكأنها مهرجانات دعائية للجهات الحكومية والخاصة المشاركة، وأن العروض والاستمارات التي تطلب هذه الجهات من المتقدمين ملأها لا تغادر صالة العرض كمكان، وآخر يوم للمعرض كزمان.

أحد المتقدمين شكر موظف إحدى الجهات العارضة عندما طلب منه أن ينسى الطلب السابق والملف الضخم الذي تضمنه، وأن يتقدم اليوم لطلب وظيفة دون أي وعد بتسلم الوظيفة، فالشكر كان فقط لصدق هذا الموظف وشفافيته لالتزامه بعدم ضمان الوظيفة.

شباب آخرون لم يترددوا في وصف هذه المعارض بأنها وهمية لا طائل من ورائها، ولكنهم يترددون عليها لأنهم لايزالون يتعلقون بقشة تنتشلهم من البطالة التي يعيشونها، ومن جانبها الجهات الرسمية المسؤولة عن تشغيل المواطنين تنفض يدها عن هذه المعارض، وتكتفي فقط بتوجيه الاتهامات لقطاع الأعمال بالتهرب من توظيف المواطنين، بينما تتذرع الجهات العارضة، بما فيها الحكومية، بأنها تنظر في الطلبات المقدمة حسب حاجتها الفعلية. وفي الحقيقة تمر هذه الطلبات دون نظر في أغلب الأحيان، وتعاد المعارض، لتتكرر معظم وجوه المتقدمين، فتطلب منهم الجهات تقديم طلبات جديدة ونسيان ما تقدم.

المفارقة الغريبة في هذا الموضوع هو التوقيت المتزامن لانعقاد المعرض الذي يحمل عنوان «توظيف المواطنين»، مع إقدام بعض شركات القطاع الخاص الكبرى على إنهاء خدمات عدد من المواطنين تحت بند توفير النفقات للتكيف مع الأزمة المالية، ففي الوقت الذي يصبح فيه التوظيف عرضاً دعائياً يشحذ الأضواء، تصبح «التفنيشات» إجراءً فعلياً تم بعيداً عن الأضواء.

يقول بعض هؤلاء المقالين: إن الذين تم إنهاء خدماتهم من الأجانب عادوا إلى بلدانهم بحثاً عن فرص جديدة، فإلى أي الديار نذهب نحن «عيال الدار»؟!

 

adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر