أقول لكم

محمد يوسف

يا سلام، ما أجمل الكرة، ممتعة، مريحة، تجعل الواحد منا متفاعلاً مع الأحداث، مع كل لمسة، وكل نقلة، وكل هدف، وكل خطأ، وكل إصابة مباشرة أو غير مباشرة، يفرغ طاقته، طبعاً إذا كان لايزال هناك شيء من الطاقة، تشجيع وصراخ وفرح وحزن في آن واحد، فهنا تكون الندية، هذا يصوّب نحو الهدف، وذاك يُبعد الكرة عن الهدف، وحارس يتألق، وحكم لا يتردد في معاقبة من يخالف، والمخالف يخرج من أرض الملعب بنفس راضية، لا يغضب، ولا يشتم، ولا يطلب عوناً من جيرانه وأولاد عمومته، فنحن في الأصل جيران وأبناء عمومة، أهل، لكننا نتنافس على كرة منفوخة بالهواء، ولابد من فائز يقابله خاسر، لكننا لا نختلف كثيراً، حتى إن تشابكنا بالأيدي بعد صافرة الحكم، لا يهم، المهم أننا سنعود إلى الملعب، ونحاول مرة أخرى، والفائز يريد أن يؤكد فوزه، والخاسر يسعى لأن يعوّض خسارته، وعيوننا على البطولة، فهذا ميدان من ميادين البطولة، والجماهير تستعد للخروج في 1000 مسيرة، ابتهاجاً بالنصر العظيم الذي أزاح الهزيمة، ومن لم تعجبه النتيجة عليه بالحكام وحاملي الراية، مباح شتمهم دون أدنى مسؤولية، فالفاشلون لابد لهم من مشجب يعلقون عليه أخطاءهم أو تقاعسهم أو حتى غيابهم وقت الحاجة، وهناك اللجنة التنظيمية، وتذكرة سفر تمنح للمدرب حتى يغيب عن الساحة، فهو الذي تخاذل، وهو الذي سرق الفرحة، وهو الذي جلب العار للفرقة الفتية، ثم نعود جميعاً وبعد أيام لنكرر الحكاية وننتظر جولة جديدة، ولا يفسـد الخلاف للود قضية. زال الهم مع أول هدف ولج الشباك، ووعدنا أنفسنا بأن نشاهد دورة استثنائية، فيها متعة، وفيها راحة بال حتى لو فقدنا البطولة، ولن نلتفت إلى الوراء ثانية، طلبت من المهندس «البنغالي» الذي لا يفقه شيئاً أن يمسح كل قنوات الأخبار العربية، فأصابعي تتلاعب وكأن مسّـاً شيطانياً قد أصابها، تريد أن تعرف ماذا يحدث هناك، وما وصلت إليه آخر الإحصاءات، وقلت: لا ينفع مع التكنولوجيا غير أن أداويها بدائها، فمسحت غزة كما يُراد لها، وكما أريد لأمها الكبرى التي كانت تسمّى فلسطين، جعلونا نتعود نزع الإيمان من قلوبنا، وأن ننسى أنها عريبة، وأنها تضم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر