حين تمضي السنوات

عبدالله الشويخ

أحقاً هو العام الجديد، أسأل نفسي هذا السؤال منذ سنوات عدة، لا نكاد ننسى تفاصيل احتفال رأس العام حتى نصدم بالعام الذي يليه. خجولة وواثقة تبدأ بعض التباشير تطل علينا من تعب في الجسد وضعف في الذاكرة وتكاسل عن الذهاب الى مباريات الفريق المفضل، نكابر كثيرا ونعترف قليلاً، نصر على أننا من جيل يتقن استخدام الغيار العادي في السيارات، ويعرف تماماً الشعور عند ظهور رقم الحبيبة على «البليب»، ويعلم كيف يوازن جسمه جالساً على «تنكات» البلدية مقابلا صندوق هواتف اتصالات في الجامعة ليسمع صوت امه العزيز، ويعي معنى أن تغسل الصحون في مطبخ مطعم آسيوي لعدم تسديد الحساب! إلا أن الحقيقة الصادمة الصامدة هي أن أحداً لم يعد يعلم ذلك.

مازال أحد الموظفين لدينا يخطئ عند كتابة التوقيع، فيكتب عام 2005 عوضاً عن 2009 وكأنها سنوات من الحلم جاءت وذهبت. لم نشعر بها وحتما لم تشعر بنا، رغبات خجولة في هجر الفراش ولا تفرق الخمسة عن التسعة الا بالعصا، والموظف يضحك بكل بلادة مردداً مثله الأثير الذي لا يفهمه غيره «كله عند العرب صابون» ويذكرني صباح كل يوم بأن مواليد عام ٩٢ قد أصبحوا طلبة في الثانوية العامة.

وللإعلاميين يمكن التفكير في ربط التواريخ بالأحداث، فهل حقاً مر أكثر من عام على اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية الجسور بنازير بوتو؟ هل مر عام على تأبين شيخ حاشد عبدالله بن الأحمر؟

افتح أمامي مفكرة العام الماضي لأتأكد بطريقة أخرى، فأرى أمامي أحداثاً ومواعيد مازلت أذكر تفاصيلها الصغيرة تماما، فحفل الشهر الماضي يتبين أنه كان في العام الماضي... ومحاضرة الأسابيع الماضية كانت قبل ثمانية أشهر... وموعد الأمس كان قبل أسابيع... والأجمل/ الأغرب أن قائمة الأمور المستعجلة، مثل مراجعة طبيب العظام أو زيارة رحم أو استخراج بطاقة الهوية وغيرها، مضى على كتابتها في المفكرة أكثر من عامين.



مهما حاولنا... فستسرقنا قبل أن نسرقها...

وستمضي... رغما عنا معنا أو من دوننا...

نسأل الله حسن الخاتمه.

❊❊❊❊

«طوى السندباد سدول العباب... وأرخى عصا الرحلة السابعة

وأخلد من شقوة الاغتراب... إلى مرفأ مفعم بالدعة...

تراءى ودوداً كما ودعه...

ثلاثون عاماً وراء السراب... فمن لي بعمر لكي أجمعه!»

shwaikh@eim.ae

تويتر