المبادرة أسهمت في خفض الوفيات 14% رغم حادث حافلة العيد

425 ألف سائق يستفيدون من تسوية المخالفات المرورية في دبي

الزفين خلال الإعلان عن نتائج المرحلة الثانية من مبادرة تسوية المخالفات. من المصدر

بلغ عدد السائقين المستفيدين من المرحلة الثانية من مبادرة تسوية المخالفات المرورية التي أطلقتها شرطة دبي في فبراير الماضي، 425 ألفاً و371 سائقاً، حصلوا على 50% خصماً على مخالفاتهم المرورية التي سبقت المبادرة.

وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، إن نتائج النصف الأول من المبادرة كانت مبهرة بكل المقاييس، إذ انخفض مؤشر الوفيات المرورية، بنسبة 14% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، لافتاً إلى أنه لولا وقوع حادث عطلة العيد، وهو استثنائي بكل المقاييس، لوصلت نسبة انخفاض الوفيات إلى 77%، ما يعكس أهمية هذه المبادرة غير المسبوقة محلياً أو عالمياً.

وأوضح أن عدد الوفيات التي سجلت خلال فترة المبادرة بلغ 23 حالة وفاة، من بينها 17 حالة وفاة وقعت في حادث حافلة العيد، لافتاً إلى أن من المنطقي عدم احتساب هذا الحادث ضمن نتائج المبادرة، لأن مرتكبه سائق غير مقيم في الإمارات، وليس لديه علم بالمبادرة، كما أن الحادث ذاته يختلف في ملابساته وأسباب وقوعه عن الحوادث المعتادة التي تستهدفها المبادرة.

وأضاف أن عدد الوفيات المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بلغ 27 حالة وفاة، مقابل ست وفيات إذا لم تحتسب وفيات حادث حافلة العيد، فيما بلغت الإصابات المسجلة خلال فترة المبادرة 454 إصابة، تفاوتت بين البليغة والمتوسطة والبسيطة، مقابل 462 إصابة في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وأشار إلى أن من النتائج الجيدة كذلك انخفاض مؤشر المخالفات المرورية بنسبة 2%، خلال فترة المبادرة، وهي المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي ينخفض فيها عدد المخالفات، مؤكداً أن هذا ينفي ما يثار دائماً حول قيام الشرطة بجباية الأموال من خلال المخالفات، فهذه المبادرة أبلغ رد من قبل القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، على كل من يشكك في إجراءات الشرطة أو هدفها من التشدد في تعزيز أمن الطريق.

وأوضح أن شرطة دبي استطاعت تشجيع 425 ألف سائق على الالتزام مرورياً لمدة ستة أشهر كاملة، لافتاً إلى أنه يعرف بعض الأشخاص أوقفوا سيارات مخالفة في المنزل، وتوقفوا عن استخدامها، حتى يستفيدوا من المبادرة، كما أنهم صاروا أكثر التزاماً وحرصاً أثناء القيادة.

ولفت إلى أن أي شخص معرّض لارتكاب مخالفة مرورية، نتيجة قلة تركيز أو عدم انتباه، وهذا ما فطن إليه آلاف السائقين الذين صاروا أكثر انتباهاً، وواصلوا الالتزام طوال هذه الأشهر، وكافأتهم شرطة دبي بعدم احتساب المخالفات البسيطة غير المقصودة، بحيث لا تؤثر في سجلهم المروري في المبادرة.

وأفاد بأن مبادرة «تسوية المخالفات المرورية»، التي أطلقت بالتزامن مع «عام التسامح»، تهدف إلى خفض الحوادث ومؤشر الوفيات، وتتيح للسائقين الذين تم تحرير مخالفات مرورية بحقهم، عدم دفع تلك المخالفات، شريطة الالتزام بقانون السير والمرور، وعدم ارتكاب أي مخالفة مرورية، ليستفيدوا بخصم قيمته 100%، إذا التزم السائق لمدة 12 شهراً، و75% إذا لم يرتكب مخالفات لمدة تسعة أشهر، و50% مقابل الالتزام ستة أشهر، و25% لمدة ثلاثة أشهر.

وأضاف أن المبادرة ارتكزت على أبعاد اجتماعية ومرورية وأمنية وإنسانية، إذ أسهمت في خفض مؤشر المخالفات المرورية، ما يؤدي بالتبعية إلى الحفاظ على أمن وسلامة الطريق، لأن جميع الحوادث المرورية التي ترتكب تكون نتيجة مخالفة، لافتاً إلى أنه رصد بنفسه التزاماً واضحاً في الشوارع، ترتب عليه تراجع الزحام في كثير من المناطق التي كانت تشهد تكدساً بسبب الحوادث المرورية البسيطة.

من جهته، قال مدير الإدارة العامة للمرور بالوكالة، العقيد جمعة سالم بن سويدان، إن اللافت في النتائج التي تحققت، خلال النصف الأول من فترة المبادرة، تنوع جنسيات السائقين الملتزمين الذين ينتمون إلى 220 جنسية مختلفة، لافتاً إلى أنه لم يتخيل وجود أشخاص من بعض الجنسيات في الدولة، إلا بعد إعلان فوزهم بالمبادرة.

وأوضح أنه بالإضافة إلى المكاسب الإنسانية المتمثلة في تقليل مؤشر الوفيات، والإصابات وتعزيز سعادة وأمن مستخدمي الطريق، فإن هناك مكاسب مادية للمبادرة، تتمثل في تقليل الخسائر الناتجة عن الإصابات والوفيات التي تكلف الدولة سنوياً مئات الملايين، فضلاً عن خفض الأضرار في البنية التحتية والممتلكات العامة الناتجة عن الحوادث.

تحدٍّ مستمر

ذكر مدير الإعلام الأمني في شرطة دبي، العقيد فيصل عيسى القاسم، أن هناك انخفاضاً في عدد المستفيدين من مبادرة تسوية المخالفات المرورية خلال المرحلة الثانية (الثلاثة أشهر الماضية)، بواقع نحو 33 ألف سائق، مقارنة بالمرحلة الأولى، متوقعاً استمرار الانخفاض، في ظل التحدي المستمر الذي يواجهه السائقون في الالتزام وعدم ارتكاب مخالفات.

تعميم المبادرة

قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، إنه سيقدم مقترحاً إلى المجلس المروري الاتحادي، لتعميم مبادرة تسوية المخالفات المرورية على مستوى الدولة، في ظل النتائج الإيجابية التي حققتها في دبي، وتركيزها على مكافأة السائقين مستقبلاً على تصرفاتهم، بدلاً من محاسبتهم بأثر رجعي عن الماضي.


23

حالة وفاة سجلتها شرطة دبي خلال 6 أشهر، بينها 17 وفاة في حافلة العيد.

تويتر