والده أبلغ المركز بعد تغيّر سلوكه

«حماية» ينقذ طالباً خليجياً من تعاطي «ورق مشبع بالمخدرات»

صورة

أنقذ مركز حماية الدولي بشرطة دبي، أخيراً، طالباً خليجياً متفوقاً (19 عاماً)، تورط في إدمان المخدرات بأسلوب جديد، وهو عن طريق تدخين «الورق الأبيض» المخصص عادة للطباعة المشبع بمواد مخدرة.

وقال مدير مركز حماية الدولي، العقيد عبدالله الخياط، لـ«الإمارات اليوم»، إن الجانب الإيجابي في هذه الحالة المهمة، يتمثل في أن والد هذا الشاب هو الذي أبلغ عنه بعد أن لاحظ تغيرات مقلقة عليه، شملت استخدام المدواخ، والعزلة وسرعة الغضب والانفعال، فبادر إلى تفتيش غرفته ليجد تحت غطاء هاتفه الذكي مغلفاً بلاستيكياً فارغاً أثار شكوكه ومخاوفه فأبلغ المركز لتنكشف مفاجآت عدة، منها الاحتيال على الطالب من خلال مروج مخدرات عبر السوشيال ميديا، وبيعه غرضاً مشبوهاً أفقده وعيه وسبّب له المخاطر.

وتفصيلاً، كشف العقيد عبدالله الخياط أن مروجي المخدرات يحاولون ابتكار أساليب جديدة لترويج سمومهم بطريقة لا تثير الشبهات، من بينها الطريقة التي شهدتها هذه الواقعة، وهي عبارة عن ورق طباعة بحجم «إيه فور» مشبع بمواد مخدرة مصطنعة أقوى في تأثيرها من الحشيش، ليقوم المتعاطي بتقطيعها إلى أجزاء صغيرة وتدخينها بواسطة المدواخ.

وأضاف أن هذه الواقعة بدأت حين اشتبه أب في سلوك ابنه المتفوق دراسياً، حين لاحظ أنه بدأ يستخدم المدواخ وينام ساعات عدة، فضلاً عن توتره وسرعة انفعاله وغضبه، وقضائه وقتاً طويلاً خارج المنزل، فقرر التدقيق في سلوكه، لحرصه عليه، وفتش غرفته وأغراضه الخاصة، بحثاً عن خيط يقوده إلى معرفة التغييرات المقلقة التي طرأت على ابنه، وعثر على مغلف بلاستيك مخفي تحت غطاء هاتفه، وبالرغم من كونه فارغاً إلا أنه لم يرتح لوجوده، فقرر اللجوء إلى مركز حماية الدولي للاطمئنان، وللاستفادة من المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات التي تعفي المتعاطي من المسائلة الجنائية إذا أبلغ عنه أحد ذويه، حال تأكد من أن ابنه تورط فعلياً في فخ التعاطي.

وأشار الخياط إلى أنه بالتعامل مع الحالة من قبل خبراء المركز، تبين أن الطالب متفوق واعتاد الخروج مع عدد من أصدقائه، أحدهم يتعاطى المخدرات في الخفاء، وتعمّد جر أصدقائه واحداً تلو الآخر إلى تعاطي هذا الورق الأبيض المشبع بمواد مخدرة بواسطة المدواخ.

وتابع أن الشاب أخبر المختصين بالمركز أنه تواصل مع أحد الأشخاص عبر إحدى شبكات التواصل الاجتماعي واشترى منه ورقة بيضاء يفترض أنها مشبعة بالمخدرات، وقام بتحويل النقود إليه، وقطعها إلى أجزاء صغيرة، وحين أشعل أول قصاصة لتدخينها سقط مغشياً عليه، وعانى صداعاً قاسياً وحالة من انعدام التركيز بعد أن استعاد وعيه، واكتشف لاحقاً أن القصاصة التي دخنها كانت عبارة عن ورقة عادية، وأنه تعرض للغش والاحتيال من حسن حظه، ما أشعره بحالة من الحزن والإحباط وراجع نفسه على تصرفاته وأبدى ندماً شديداً، مؤكداً أنه لن يعود إلى هذه الفعلة مجدداً.

وأوضح الخياط أنه تم تقديم التوجيه والإرشاد للابن وتوعيته بعواقب الإدمان، وتحويله للعلاج والتأهيل النفسي، وإدراج اسمه في قائمة المستفيدين من المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات الإماراتي، مؤكداً أنه استجاب بشكل جيد لعملية الاحتواء، وشعر أن هناك من يهتم لأمره ويحرص على مستقبله.

وأكد أن هناك حرباً خفية مستمرة مع تجار ومروجي المخدرات، في ظل تحايلهم على القوانين ومحاولاتهم الدائمة لتصنيع مواد مخدرة غير مدرجة في جداول المخدرات، فضلاً عن ابتكارهم أساليب تعاطٍ لا تثير الشبهات أو تعرض متعاطيها لتبعات قانونية، مشيراً إلى أن أجهزة المكافحة في الدولة تتصدى بقوة لكل هذه الأساليب.

ونوَّه الخياط بدور الأب في هذه الواقعة، إذ لعب دوراً إيجابياً يعكس حرصه على مستقبل ابنه وصحته، بعكس آخرين يتهاونون في أمور بالغة الأهمية، منها السماح لأبنائهم بقضاء أوقات طويلة خارج المنزل، بل والمبيت في الخارج، وعدم التعرف الى أصدقاء أبنائهم، غير مدركين أن أصدقاء السوء هم البوابة الأولى لتعاطي المخدرات، والمدمن لديه شعور دائم بالنقص ويسعى دائماً لجر كل من حوله إلى مأساته حتى لو كانوا أصدقاءه أو حتى أشقاءه.

وحذر الشباب من مخاطر تجربة هذه المواد المدمرة بداعي الفضول أو الاستجابة لإغراءات أصدقائهم، لأن التعاطي يبدأ بسيجارة عادية تأتي دائماً من صديق، مشدداً كذلك على عواقب التواصل مع الغرباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو الاستجابة للرسائل التي تروج لمواد ممنوعة.

مروجون يبيعون الورق المخدر عبر «التواصل الاجتماعي» لتعاطيها بـ«المدواخ».

الشاب سقط مغشياً عليه بعد تدخينها، واكتشف تعرّضه للاحتيال وخضع للتأهيل.

تويتر