قانونيون ومروريون: الأهل يتحملون المسؤولية الأكبر

«أطفال السكوترات».. ضحايا محتملون لحوادث الدهس

صورة

حمّل خبراء في المرور والقانون المسؤولية الأكبر عن وقوع حوادث مرورية للأطفال الذين يقودون «السكوتر الكهربائي» في الطرقات العامة، لذويهم.

واعتبروهم جزءاً من الأسباب الرئيسة لوقوع هذا النوع من الحوادث بسبب تجاهلهم الرسائل التحذيرية وحملات التوعية التي تنفذها الجهات المختصة، وتؤكد فيها ضرورة الالتزام باشتراطات السلامة وتجنب الأماكن غير الآمنة عند قيادة الدراجة الكهربائية.

وقالوا إن كثيراً من الآباء يصرون على السماح لأبنائهم بقيادة هذه الوسيلة على الرغم من خطورتها، لافتين إلى أن «الأطفال الذين يقودون السكوتر على الطريق العام هم الأكثر عرضة لحوادث الدهس».

وسجلت الدولة، أخيراً، حادثين من هذا النوع خلال أسبوع واحد، وقع الأول في 14 من الشهر الماضي، ونجم عنه وفاة طفل (آسيوي) إثر تعرضه لحادث دهس في محيط منزله، بمنطقة مويلح في الشارقة، بعد أن خرج من منزله وهو يقود «السكوتر الكهربائي» لشراء مستلزمات دراسية، إذ تعرض للدهس على الطريق العام، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، استدعت مكوثه في المستشفى 15 يوماً للعلاج، إلا أنه توفي متأثراً بإصابته.

وفي 20 من الشهر نفسه أصيب طفل مواطن يبلغ 13 عاماً، إثر تعرضه للدهس قرب دوار اللؤلؤية، في خورفكان، أثناء قيادته السكوتر الكهربائي، ونقل للمستشفى لتلقي العلاج.

وسبق ذلك حوادث أخرى، إذ تعرض طفل (عربي) يبلغ 16 عاماً، لكسر في الفقرة الثالثة من العمود الفقري، إثر سقوطه من فوق «السكوتر»، واصطدامه بشقيق له كان يستخدم جهازاً آخر، ويسير خلفه على كورنيش القواسم في مدينة رأس الخيمة.

وقال الخبير المروري، المدير التنفيذي لـ«جمعية ساعد للحدّ من الحوادث المرورية»، جمال العامري، إن استخدام «السكوتر الكهربائي» أصبح ظاهرة عامة في المجتمع، إذ يستخدمه كثيرون للذهاب إلى العمل، ويستفيدون منه في قضاء المشاوير القصيرة، إلا أن الأطفال يستخدمونه دون مراعاة لإجراءات السلامة المرورية، الأمر الذي يشكل خطراً دائماً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين.

وأوضح العامري أن «المشكلة تبدأ عند خروج الطفل إلى الطريق وقيادة السكوتر في الشارع العام، لأنه لا ينتبه للمركبات، ولا يستطيع تحديد الاتجاهات، فضلاً عن عدم استطاعته التحكم في المقود، وفي المقابل فإن سائقي المركبات لن يتمكنوا من رؤية الأطفال الذين يقودون السكوتر الكهربائي على الطريق بسبب قصر قاماتهم، أو قد يكونون محجوبين بجسم سيارة متوقفة على الطريق، وهو ما يجعلهم عرضة للحوادث».

وأضاف أن سائقي المركبات يفاجأون بخروج «السكوتر الكهربائي» إلى الشارع.

وأكد أن علاج الظاهرة يحتاج إلى تضافر جهود وزارة الداخلية ووسائل الإعلام والأسر والمدارس من أجل التوعية بمخاطر قيادة «السكوتر الكهربائي» في الطرقات والأماكن العامة.

وقال إن على الجهات المختصة تنفيذ حملة لضبط ومصادرة أجهزة «السكوتر الكهربائي» التي يقودها الأطفال في الطرقات العامة، واستدعاء ذويهم لتوعيتهم بمخاطر هذا السلوك على أبنائهم ومستخدمي الطريق الآخرين.

وأكدت المحامية والمستشارة القانونية آمنة الزعابي، أن القانون نص على أنه يُعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاث سنوات أو غرامة لا تقل عن 5000 درهم كل من تسبب في تعريض سلامة الطفل للخطر، أو اعتاد تركه دون رقابة أو متابعة، واصطحبه إلى أماكن قد تهدد حياته أو تؤثر في صحته سلباً، مثل أماكن التدخين أو انبعاث الغازات السامة وتصنيع الأسلحة، إلى جانب الأماكن التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة المختلفة.

وتابعت الزعابي أن القانون الخاص بحقوق الطفل يجرم كل فعل أو امتناع من شأنه أن يؤدي إلى أذى للطفل يحول دون تنشئته ونموه على نحو سليم وآمن وصحي، بما في ذلك عدم قيام الوالدين أو القائم على رعاية الطفل باتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على حياته وسلامته البدنية.

وشدد المحامي والمستشار حميد درويش على ضرورة إنشاء وحدات مختصة لوضع وتنفيذ آليات وتدابير من شأنها حماية الطفل، عبر التدخل الوقائي في الحالات التي يتبين فيها أن صحته وسلامته البدنية والنفسية أو الأخلاقية أو العقلية مهددة أو معرضة للخطر بسبب الإهمال.

ووضعت وزارة الداخلية الخط الساخن 116111 لحماية الأطفال، وتسهيل الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال، كما فعلت عملية الإبلاغ الإلكتروني عن طريق موقع مركز الوزارة لحماية الطفل، وأطلقت تطبيق «حمايتي» على الهواتف الذكية.

وأكد نائب مدير عام العمليات الشرطية رئيس فريق التصدي لظاهرة ممارسة هواية الدراجات الكهربائية (السكوتر)، العميد الدكتور علي راشد بن عواش اليماحي، خطورة استخدام الدراجة الكهربائية في الأحياء السكنية والطرقات الرئيسة وبين المركبات.

وأوضح أن القيادة العامة لشرطة الفجيرة أطلقت حملة «يداً بيد لسلامة أبنائنا» لنشر الوعي وتقديم النصح حول خطورة قيادة «السكوتر» قبل تحرير المخالفات، مؤكداً أهمية دور أفراد المجتمع في التصدي لهذه الظاهرة.

وأفاد مدير إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة في شرطة الفجيرة، العقيد صالح محمد الظنحاني، بأن مستخدمي «السكوتر» من الأطفال أكثر عرضة لمخاطر حوادث الدهس والإصابات، لعدم اهتمامهم باشتراطات السلامة، مضيفاً أنه «يجب قيادتها في أماكن بعيدة عن الطرق العامة والمسارات التي تشهد مرور المركبات، لكي لا تتسبب في إرباك حركة السير والمرور، أو تعرض قائدها إلى حوادث تكون عواقبها وخيمة».

ولفت إلى أن «السكوتر الكهربائي» يستخدم من الأطفال والشباب، ويتطلب بيان أهمية اتباع الطرق الآمنة لقيادتها، المتمثلة في الالتزام بوسائل الأمن والحماية، ومنها ارتداء خوذة الرأس، وقيادتها في الأماكن المخصصة، حتى لا تتسبب في إرباك حركة السير والمرور، أو تعرض قائدها إلى حوادث تكون عواقبها وخيمة.

تويتر