أقول لكم

محمد يوسف

 
النفاق الغربي ليس له حدود، في صداقاتهم وفي عداواتهم ينافقون، في تشريعاتهم ينافقون، في إباحتهم للأشياء أو منعها ينافقون،
 
وحتى في الذل الذي يذلون به العالم هم ينافقون، وهذا الذل هو تفاخرهم بأنهم يقودون حرية الرأي والتعبير في العالم، ولكنهم لا يخجلون عندما يقيلون نائب رئيس بلدية من منصبه لأنه كتب مقالاً انتقد فيه عنصرية وهمجية إسـرائيل،
 
ولا يتصببون عرقاً من الحرج عندما يطردون اسـتاذاً جامعياً أعدَّ بحثاً علمياً حول «محرقة» اليهود في الحرب العالمية الثانية، ولا يعتبرونها نقيصة عندما يشرّعون قانوناً يجرّم كل من يدان بمعاداة السامية، أي التطرق إلى اليهود،
 
وفي المقابل، يبيحون إنتاج أفلام وروايات تشكك في السيد المسيح -عليه السلام-، ويرفعون أيديهم اسـتسلاماً أمام «صفيق» دنماركي أسـاء لسـيد البشـرية -عليه الصلاة والسلام- بحجة حرية الرأي، فأيّ نفـاق هذا؟! 
 
أرادت هيلاري كلينتون أن تضحك على الناس وهي تسوّق حملتها الانتخابية، وذهبت إلى عام 1996 لتبرز بطولتها وهي حرم الرئيس عندما زارت البوسنة تحت رحمة القناصة، وكيف أنها «ركضت» فوق مدرج المطار اتقاءً لرصاصهم، فكشف الإعلام الحقيقة، عرض فيلم الزيارة،
 
وكيف اصطف كبار المسؤولين ليسـتقبلوا هيلاري بالابتسامات عند سلم الطائرة، وسـقطت الدعاية أمام الذاكرة.  حكام الولايات والمدن في الولايات المتحدة الأميركية بدأوا يتساقطون واحداً تلو الآخر، ثلاثة ذهبوا ضحية تصرفاتهم خلال أسـبوع واحد فقط،
 
اعترف الأول بالخيانة وطلب الصفح من زوجته أمام عدسات التلفزيون، ثم أعلن اسـتقالته من منصبه كحاكم لنيويورك، وبعد يومين تبعه حاكم آخر لا أذكر من أي مدينة أو ولاية، ولكنه الحاكم الكفيف الوحيد الذي حقق انتصاراً ساحقاً في آخر انتخابات،
 
وهو أيضاً قادته زوجته من يده حتى وصل إلى «الميكروفون» ليعلن عن خيانته، والثالث «عمدة» في ديترويت يصرّ على أنه لم يخن زوجته، ولكنه لا يرد على دفع الأموال العامة لبعض رجال الشرطة الذين أبعدهم عن طريقه بعد أن كشفوا حفلاته الصاخبة مع سـكرتيرته وبعض أعوانه في مكتبه الرسـمي،
 
وقد سـامحته زوجته أمام عدسات المصورين. أي مجـتمع هذا الذي يحـاسـب ويحـاكم ويسـامح ويبـيح ويمـنع على مزاجه؟  myousef_1@yahoo.com
تويتر