«أنشودة المطر»

كفاح الكعبي

لقد قالها ميتسو مراراً وتكراراً: الخروج بنقطة من ملعب العباسيين هو الحد الأدنى الذي نرضى به، وهكذا كان، نعم لقد كان تعادلاً بطعم الفوز وسط 35 ألف متفرج في قلب العاصمة السورية، فرغم الهدف المبكر إلا أن النجوم استطاعوا رصد الصفوف وتحمل الدقائق الأولى، ومن ثم الانطلاق للهجوم ومحاولة التعويض والضغط المتواصل، ورغم السيطرة إلا أن النجوم لم يستطيعوا التسجيل، ولكننا كنا على يقين بأننا سنسجل الهدف؛ فلقد كان التعادل هو أقل شيء من الممكن أن نرضى به في هذه المهمة الصعبة والعسيرة، وحتى بعد أن ذهبنا للاستراحة بين الشوطين إلا أن تفاؤلنا كان يزيد ولا ينقص.
 
فثقتنا بلاعبينا، وبمدربنا وحسن قيادته للفريق، وبإدارة المنتخب وتواجدها مع الفريق ممثلة برئيس الاتحاد محمد خلفان الرميثي وزملائه من أعضاء الاتحاد، ومشجعينا، وحكامنا، وصحافيينا، وإعلامنا الذي كان -ومازال- يؤمن بقدرة هذا المنتخب، بالذات، على عمل الكثير، وقد كان عند حسن الظن، ولم يتنازل في أي لحظة من لحظات المباراة عن الهدف الموضوع وهو الخروج بنقطة أو بالنقاط الثلاث.
 
 فلقد كان بإمكاننا أن نحرز النقاط الثلاث لو وفّق الشحي ودادا في تسجيل الفرص التي أتيحت لهما، ولكننا مع ذلك فرحون ومسرورون بالنتيجة التي كان البعض يعتقد أنها مبالغة في ظل العروض التي قدمها المنتخب السوري في الفترة الأخيرة، ولكن سمعة والأبيض ونجومه لعبوا بقلب ثابت، رغم كل الظروف، ورغم الهدف المبكر، وكانوا نجوماً فوق العادة، فالتصدر في هذه المجموعة مازال مختوماً باسمنا وسيزداد إن شاء الله، لأننا أصبحنا نعرف جيداً كيف نتعامل مع كل مباراة على حدة، وكأنها بطولة قائمة بحد ذاتها، وهذا سيكون أحد أسباب نجاحنا وتأهلنا للنهائيات بجنوب إفريقيا. 
 
خمس ساعات ونصف الساعة، استمرت إذاعة «نور دبي» أمسِ، في بث برنامج عن مباراة منتخبنا أمام المنتخب السوري الشقيق في بث متواصل من الساعة الواحدة ظهراً وحتى السادسة والنصف مساء مع الزميل عادل حسين والدكتور أحمد الإمام لم نتلق خلالها مكالمة غير متفائلة، فجمهور الإمارات أصبح يثق بقيادته السياسية والرياضية وبنجومه، وهذه الثقة هي التي ولّدت القوة التي دفعت منتخبنا لإحراج المنتخب السوري على أرضه وبين جماهيره، فيوم أمس كان يوماً وطنياً لإعلان وقوفنا مع الأبيض بقلب واحد وروح واحدة وعلم واحد، لقد ذكرني يوم أمس بأيام دورة كأس الخليج الأخيرة.
 
 ولكن الفارق أن هذه البطولة أكبر وأعظم وأخطر، والوصول إلى نهائياتها يعتبر حلماً طال انتظاره منذ 1990، ولكنني أشعر بأنه اقترب الآن، وأصبح في متناول اليد في الأشهر القليلة المقبلة.  أن يخسر المنتخب السعودي في طشقند أمام الفريق الأوزبكي فهذه نتيجة متوقعة، ولكن أن يخسر بالثلاثة فإن ذلك يعتبر خسارة ثقيلة وغير متوقعة ستكلف المدرب البرازيلي اونجوز وظيفته، خصوصاً أن دوري المملكة حامٍ ومليء بالإثارة والندية والنجوم المتألقين، بالتأكيد هذه الخسارة ستدق ناقوس الخطر، فالمنتخب السعودي شرّف الكرة العربية أربع مرات بوصوله لكأس العالم، ومن غير المعقول أن يغيب عن بطولة كأس العالم المقبلة، رغم أنه مازال أكبر المرشحين للوصول مع المنتخب الأوزبكي رغم الخسارة.
 
kefah.alkabi@gmail.com  
تويتر