«النضال السلمي» طريق محتمل لانتصار الثورة الفلسطينية

 
رغم التغيرات الجارية بوتيرة متسارعة في العالم، حيث تزول أنظمة وتأتي أخرى،  ويتغير قادة الدول باستمرار، حتى إن  الزعيم الكوبي فيدل كاسترو رحل عن السلطة، غير ان الوضع في فلسطين لايزال لا يبارح مكانه. وبعد لقاء السلام الذي استمر ليوم واحد في انابوليس في نوفمبر الماضي، اعتقد البعض ان الوضع سيتغير.
 

وبالطبع فإن الرئيس جورج بوش ورئيس حكومة اسرائيل ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يقفوا امام ربع وزارء خارجية العالم ويعدوا بالتوصل الى سلام في غضون عام 2008 من فراغ، ولكن ورغم مرور نحو 100 يوم على ذلك فإن ما يقوم به الفلسطينيون والإسرائيليون مجرد كلام في كلام، حتى ان المفاوضين لم يتوصلوا الى اعلان مبادئ.

وبالطبع فإن ضحايا هذا الركود هم الشعب نفسه، فمعاناة الفلسطينيين مستمرة بينما يواصل سكان سديروت المكوث في الملاجئ هرباً من صواريخ القسّام التي تطلق عليهم من غزة، وفي الأسبوع الماضي كان البرلماني الفلسطيني المستقل  مصطفي البرغوثي، في لندن يحمل كمبيوتراً محمولاً يعرض فيه عدداً من الصور التي تظهر مدى الظروف الصعبة التي يعيشها شعبه. واظهر البرغوثي كيف ان حرية تنقل الفلسطينيين كانت افضل قبل انابوليس. ويوجد الآن 561 نقطة تفتيش في الضفة الغربية، ولكن هذا العدد كان 520 قبل نوفمبر الماضي. واظهرت الأرقام التي عرضها ان هجمات اسرائيل على الفلسطينيين زادت بنسبة 22%. واشار الى سقوط 177 شهيداً معظمهم في غزة.

 

ورغم ان اجراءات بناء الثقة قد تمت بإطلاق سراح 788 اسيراً فلسطينياً الا أنه توازى معها اعتقال 1152 فلسطينياً اخرين منذ انابوليس.

 

ويمكن ان يعتمد الفلسطينيون على بضاعة متقلبة تدعى الرأي العام، على امل الضغط من اجل قضيتهم. وفي هذا السياق ليس هناك اي رأي يتسم بالأهمية الا اميركا، الدولة الوحيدة التي تستطيع  الضغط على اسرائيل.


ويقول البرغوثي ان الفلسطينيين اصبحوا الآن مثل السود في نظام الفصل العنصري، وهو يأمل بحشد رأي عام عالمي يدعو للتغيير كما حدث في جنوب افريقيا. ولكن ذلك لم يقنع الكثيرين، فما العمل؟  في الواقع كان العمل الذي قام به اهل غزة عندما اقتحموا الحدود مع مصر، مصدر ذهول للعالم اجمع، الأمر الذي دفع بعض الفلسطينيين حتى من «حماس» نفسها للتفكير في الاندفاع نحو الحدود الإسرائيلية بصورة سلمية.


وفي واقع الأمر فإن المواجهة السلمية مع السلطات الإسرائيلية في كل مكان ربما تكون هي الأمل الأمثل بالنسة إلى الفلسطينيين، كي يكسبوا تعاطف العالم الخارجي، اذ يمكن ان يقارن الفلسطينيون نضالهم مع حركة لوثر كينغ للحقوق المدنية، وينطلقون لنيل حقوقهم بصورة سلمية.   

 

تويتر