تركيا تنهي عملياتها في شمال العراق دون انسحاب كامل


أعلنت قيادة الجيش التركي، في بيان، ان الحملة العسكرية التي استهدفت متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق انتهت، وان الوحدات التي كانت تنفذها بدأت صباح أمس العودة الى قواعدها.


وأكد مصدر عسكري تركي كبير ان الانسحاب الكامل لم يبدأ بعد، وهو ما أكده أيضاً مسؤول أميركي في بغداد قائلاً ان بعض القوات غادرت العراق، لكن من السابق لأوانه وصف هذا بأنه انسحاب.


وأضاف البيان الرسمي، الذي نشر على موقع الجيش التركي على الإنترنت، ان «الحملة حققت أهدافها وعادت قواتنا الى قواعدها في البلاد صباح 29 من فبراير» وأشار الى ان 240 متمرداً كردياً، على الأقل، قتلوا خلال أيام الحملة الثمانية مقابل مقتل 27 من عناصر القوات المسلحة التركية. لكن الجيش التركي هدد بالعودة الى جبال شمال العراق لمحاربة متمردي حزب العمال الكردستاني مجدداً إذا اقتضى الأمر، وأوضح البيان «ستتم مراقبة أنشطة الإرهابيين في شمال العراق عن كثب، ولن يتم التسامح مع أي تهديد ينطلق من هذه الأراضي ضد تركيا» مشدداً على ان «مكافحة الإرهاب داخل البلاد وخارجها ستتواصل بتصميم».


وأكد الجيش التركي ان الدعوات الأميركية للانسحاب بشكل سريع من شمال العراق لم تؤثر في قرار قيادة الأركان، موضحاً ان «إطلاق العملية وإنهاءها تم تقريرهما من قبلنا ومن غير الوارد ان يؤثر أي عامل داخلي أو خارجي في قرار القوات المسلحة».


وكانت تركيا قد دفعت بالآلاف من قواتها الى مناطق جبلية نائية في شمال العراق يوم 21 من فبراير لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة لشن هجمات داخل الأراضي التركية، أسقطت نحو 40 ألف ضحية تركية منذ عام .1984 وقال مصدر عسكري تركي ان القوات التركية انسحبت انسحاباً كاملاً من وادي زاب بشمال العراق الذي كان يقاتل فيه متمردو حزب العمال الكردستاني، موضحاً ان معظم القوات المنسحبة من الوادي أصبحت فعلاً في تركيا، وان الباقين سيعبرون الحدود قريباً.

 

وقال بيان قيادة الجيش التركي ان هذا التدخل الواسع الذي نفذه آلاف من عناصر الوحدات الخاصة «لن يشل قدرة المنظمة الإرهابية على التخريب» غير انه أكد ان «المنطقة لم تعد معقلاً للإرهابيين» وأشار الى ان 272 هدفاً تمت إصابتها في قصف جوي و517 هدفاً آخر هوجمت من قبل القوات البرية.


من جهة ذات صلة، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، في بيان نشر أمس، إن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لتركيا بالهجوم على الأراضي العراقية بعد أن وضعت بعض الخطوط التي لم يلتزم بها الجانب التركي.


وقال في حوار نشرته صحيفة «العرب اليوم» الأردنية «لولا الضوء الأخضر الأميركي ما كان باستطاعة تركيا أن تهاجم وبهذه الكيفية التي رأيناها، مع هذا وضعت هذه الإدارة مجموعة من الخطوط ولكن الجانب التركي لم يلتزم بها حيث تم خلال الهجمات تدمير مجموعة من الجسور الحيوية والتجمعات السكنية».


ووصف موقف حكومة بغداد من الهجوم التركي بأنه «ضعيف» وقال إن «الهجمات التركية شكلت خرقاً واضحاً للسيادة العراقية، وما لاحظناه هو أن الحكومة العراقية غير معنية بهذا الخرق، لذا جاء موقفها ضعيفاً».

 

تويتر