العراق يخشى وقوع مصادمات بين القوات التركية والبشمركة

قال موفق الربيعي مستشار الامن الوطني العراقي اليوم  ان بلاده تخشى ان يؤدي طول امد توغل القوات التركية بشمال العراق لمصادمات بين القوات التركية وقوات البشمركة الكردية.

وصرح بأنه سيكون لمثل هذا القتال عواقب خطيرة للغاية على جزء من العراق كان يتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية البلاد.
وبدأت انقرة توغلا بريا يوم الخميس الماضي في منطقة نائية من اقليم كرستان العراق الذي يتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني. ويستخدم الحزب المنطقة كقاعدة لشن هجمات داخل تركيا سعيا لتحقيق هدفه في اقامة وطن كردي في جنوب شرق تركيا.

وحين سئل الربيعي عما اذا كان قلقا بشأن اندلاع مصادمات بين القوات التركية وقوات البشمركة قال للصحفيين في بغداد ان احتمال وقوع مثل هذه المصادمات يتزايد كلما تقدم الجنود الاتراك لمسافة اكبر داخل الاراضي العراقية وطال بقاؤهم.

وتابع انه ينبغي تفادي ذلك بأي ثمن مضيفا ان مثل هذه المصادمات حتى ولو بطريق الخطأ سيكون لها عواقب خطيرة للغاية.

وصرح مسؤول أمني كردي بأن قتالا دار اثناء الليل بين قوات تركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في منطقة العمادية على بعد عشرة كليومترات جنوبي الحدود. ونفى معرفته بوقوع أي قتال اليوم.

وتابع ان الجيش التركي قصف اهداف حزب العمال الكردستاني اليوم بعد شنه سلسلة من الغارات الجوية اثناء الليل.

وحتى الان نأت البشمركة بنفسها عن العمليات العسكرية التركية التي تجري في مناطق جبلية نائية يندر بها السكان. ويعتبر مسؤولون اكراد المنطقة خارج نطاق سيطرتهم.

ورغم ضعف تعاطف اكراد العراق مع اهداف حزب العمال الكردستاني التركي فان هناك غضبا واسع النطاق من عملية التوغل. وكانت قيادة كردستان العراق قد حذرت من ان اي استهداف للمدنيين الاكراد سيقابل “بمقاومة كبيرة” من قوات البشمركة التي اعلنت حالة التأهب.

وتقول تركيا انها تقوم بعمليات محدودة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تحمله مسؤولية مقتل نحو 40 ألف نسمة منذ ان بدأ حركته المسلحة في عام 1984.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية جميل جيجك ان القوات التركية ستنسحب حال انهت مهمتها. واوضح للصحفيين عقب الاجتماع الاسبوعي للحكومة “حاولت تركيا جاهدة في الماضي تجنب هذه النتيجة (العمل العسكري)... العملية تستهدف المنظمة الانفصالية الارهابية فحسب ليس لدينا مارب أخرى.”
وتابع بقوله “عندما تحقق هذه العملية اهدافها فان وحداتنا ستعود أدراجها” وذلك دون ان يعطي اطارا زمنيا لتلك العملية.
واضافت وكالة الاناضول للانباء أن الرئيس التركي عبد الله جول أرجأ زيارة مزمعة الى افريقيا هذا الاسبوع بسبب الهجوم. ويقول مسؤولون امريكيون ان انقرة قدمت تأكيدات بانها ستبذل قصارى جهدها لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين.

ولم ترد حتى الان انباء عن سقوط ضحايا مدنيين ولكن سكان القرى القريبة من الحدود يقولون ان القصف المدفعي والغارات الجوية يستهدف قراهم.

وفي مؤشر يدعو للقلق تقابلت القوات البرية التركية وجها لوجه مع قوات البشمركة مرتين في الايام الاخيرة.

وفي المرة الاولي قال مسؤول كردي عراقي ان قوات البشمركة منعت دبابات تركية من مغادرة قاعدة داخل الحدود العراقية مباشرة. وتحتفظ تركيا بعدد قليل من القوات بشمال العراق منذ هجمات سابقة في التسعينات.
وأمس الاحد دعت حكومة العراق تركيا لسحب جنودها في أسرع وقت ممكن وحثت أنقرة على اجراء محادثات مع بغداد لحل الازمة بشأن حزب العمال الكردستاني. ودعا العراق مرارا لحل دبلوماسي لوجود الحزب وقالت انها اتخذت بعض الخطوات للتصدي للمتمردين ولكنها تركز بصورة أكبر على محاولة تحقيق الاستقرار في بقية اجزاء البلاد.

وتقول انقرة لن لها الحق وفقا للقانون الدولي بملاحقة وقتل اعضاء حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كمنظمة ارهابية. 
تويتر