سكوت!.. غيتس يتكلم

    

عندما يزورنا شخص مثل بيل غيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت»، فإن ذلك يعد أمراً استثنائيا  بكل الأحوال.

 

فهذا الرجل الذي يوصف عادة بأنه (الرجل الذي غير العالم) مازال يحمل في جعبته الكثير من السحر.

 

قبل أكثر من 30 عاماً عندما أسس مع بول ألن شركة «مايكروسوفت» كان حلم هذين الشابين أن يضعا جهاز حاسوب على كل مكتب وفي كل منزل. وفي الوقت الحالي يملك نحو مليار شخص جهاز حاسوب. إنه رقم كبير، يفسر كيف تغير العالم.

 

رغم أن زيارة غيتس للإمارات كانت نهاية الشهر الماضي إلا أن أصداء كلماته مازالت تدور في أروقة منتدى «مايكروسوفت» لقادة الحكومات العربية 2008 الذي جرت وقائعه في أبوظبي.

 

فقد تحدث الرجل عن ملامح «العقد الثاني من التطور التقني» الذي يرى أنه العقد الذي سيختزل جميع الانجازات التقنية في ميدان الحواسيب التي تمت في الـ30 عاماً الماضية.

 

ولمعرفة ملامح العقد الجديد، لابد أن نعرف ملامح العقد الذي سبقه، والذي تميز بانتشار الحواسيب الشخصية وبرامج التسلية والترفيه والتعليم والإنترنت وأخيراً الثورة الرقمية.

 

وفي العقد الجديد يبشرنا الرجل بما يلي: انتشار «خدمات الاتصالات الموحدة»، وتطورات برمجية من العيار الكبير في الربط الشبكي توفر النفقات وتعزز من القدرات وترفع الإنتاجية.

 
هل هذا فقط؟.. كلا.

 

فهناك أيضاً انتشار لاستخدام الإنترنت بسرعات عالية وزيادة المحتوى الإلكتروني، مع وصول عدد مستخدمي خدمات النطاق العريض لشبكة الإنترنت حول العالم حالياً إلى 250 مليون مستخدم.

 

هذه التقنية ستحدث انقلاباً حقيقياً في مفاهيم العمل والاستثمار والتجارة، وستخلق منصات أعمال لم تكن موجودة من قبل، بإمكانها تجاوز الحدود الجغرافية بفعل ميزات الاتصال الجديدة.

 

الرجل حتى الآن لم يكف عن الكلام!

 

فهو يرد بكل حزم على المشككين في اقترابنا من نهاية حقبة الثورة الرقمية؛ هل وصل التقدم التقني إلى نقطة ستشهد نقصاً في العائدات؟ وهل وصل الحاسوب الشخصي إلى قمة التطور؟ بالقول إن العكس صحيح، سيمثل كل من البرمجيات والأجهزة حافزاً للمزيد من التطور خلال الأعوام الـ10 المقبلة.

 

اختار غيتس الإمارات ليطلق أحدث تنبؤاته في ميدان الحاسوب، إدراكاً منه بأن الإمارات يمكن أن تكون منصة لحث العالم العربي على ضرورة الاستثمار في التعليم، وربط المؤسسات البحثية بقطاعات الإنتاج، كما فعلت الصين والهند من قبل.

 

غيتس الذي كان يوماً أغنى رجل في العالم، والذي يأتي كل صباح إلى مكتبه ومعه علبة الغداء، يستعد لترك العمل بصفته رئيس مجلس إدارة «مايكروسوفت» في يوليو المقبل ليتفرغ لإدارة مؤسسته الخيرية، غير أنه لن يكف عن الحلم أبداً.

 safaa1971@yahoo.com

تويتر