بريق «الأوسكار» يشع الليلة دون سياسة


القول بداية إن حفل توزيع جوائز الأوسكار هذه الليلة أمر يترقبه الملايين حول العالم سيكون على شيء من البديهيات، وللخروج من هذه البديهيات علينا المرور على أميز ترشيحات هذه الليلة، والتي ستكون الدورة الثمانين من تاريخ هذه الجائزة.

  كما ستلاحظون، فإن جميع الترشيحات التي سيتم استعراضها في ما يلي ستخلو من السياسة بالمعنى الآني والتوثيقي للأحداث الساخنة، عدا ترشيح توم لي جونز عن دوره في فيلم «في وادي إيلاه»، مع التأكيد أن ليس في ذلك أي قصدية، فالأفلام التي تناولت الحروب الأميركية -العراق وأفغانستان- لم تكن فنياً وجمالياً بالمميزة، ولعلها استسلمت للخطابية أو ضرورات تسجيل القول والموقف أكثر من الوفاء للعناصر الفنية.
 
إذاً، الليلة موعدنا مع توقعات ليس لعاشق للسينما إلا أن يكون أكثر انحيازاً لها، لكن وفي الوقت نفسه علينا الإقرار بأن الأفلام المرشحة لهذا العام تضع منْ شاهدها أمام خيارات صعبة؛ كون الموسم السينمائي للعام الماضي حمل عدداً كبيراً من الأفلام الاستثنائية، وليكون الأكثر تميزاً منذ سنوات عدة، فإن تعلق الأمر بأوسكار أفضل فيلم فإن الخيارات ستكون صعبة جداً، ولكم هنا أن تستيعدوها لتدركوا أهمية تلك الأفلام، تحديداً أنها جميعاً عرضت في دور العرض المحلية باستثناء «سيكون هناك دم» فيلم المخرج بول توماس أندرسون الذي رشح أيضاً لأوسكار أفضل مخرج.

إضافة لفيلم أندرسون رشح لأوسكار أفضل فيلم «تعويض» للمخرج البريطاني جو رايت الذي قدم أكثر أفلام هذا الموسم تميزاً وبنفس أقرب لملحمة يمتزج فيها الحب بالحرب، مجسداً هنا حبكة روائية خاصة جداً حملتها الرواية التي أخذ الفيلم عنها -أي رواية «تعويض» لإيان ماكوين-، ولعل رصيد هذا الفيلم، وما قطفه من إعجاب حول العالم، يجعلاه الأوفر حظاً، مع اختلاط هذا الحكم برغبة شخصية أن يقع الخيار عليه، ولا بأس أن يكون جو رايت خارج منافسة أوسكار أفضل مخرج، ففيلم رايت لا يليق به إلا أوسكار أفضل فيلم بما تشمله تلك الجائزة من عناصر الفيلم مجتمعة، دون أن ننسى أن هذا الفيلم مرشح لست أوسكارات أخرى، منها أفضل ممثلة في دور ثانٍ لسيرش رونان، وأفضل موسيقى تصويرية، وديكور وغيرها.
 
فيلم «مايكل كلايتون» مرشح أيضاً لسبع أوسكارات بما فيها أفضل فيلم، وأفضل مخرج توني غيلوري في تجربته الإخراجية الأولى، وبالتأكيد أوسكار أفضل ممثل لجورج كلوني. جورج كلوني سيدفعني للقفز مباشرة إلى فيلم «سيكون هناك دم» ليس إلا لأضع كلوني إلى جانب دانيال داي لويس الذي قدم في «سيكون هناك دم» دوراً يجعله الأوفر حظاً في الحصول على أوسكار أفضل ممثل في دور رئيس، دور مدهش ينسينا أدوار منافسيه بدءاً بكلوني، مروراً بجوني ديب في «سويني تود» وتوم لي جوز عن دوره «في وادي إيلاه»، وصولاً إلى قيغو مورتينسن عن دوره في «وعود شرقية»،
 
لنقر أنهم جميعهم قدموا تلك الأدوار التي لا تنسى، إلا أن دانيال داي لويس كان أشدهم وقعاً، أكثرهم إدهاشاً وجنوناً، دون أن يفوتنا التنويه بالحظوظ الكبيرة التي يحملها المخرج القدير بول توماس أندرسون للحصول على أوسكار أفضل مخرج عن إخراجه «سيكون هناك دم» وإدارته التمثيل الرائع لدانيال لويس، مرفقين ذلك بأن هذا الفيلم مرشح أيضاً لخمس أوسكارات أخرى. فيلم «لا بلد للمسنين» حمل أيضاً ترشيح أوسكار أفضل فيلم، مضافاً إليها سبع أوسكارات أخرى بما فيها أوسكار أفضل ممثل في دور ثانٍ للأداء المميز لجيفير باردم القاتل الذي لا يعرف الرحمة الذي يمضي من مكان إلى آخر مهرقاً الدماء بأدوات خاصة، لنا أن نستعيد منها هنا عبوة الأوكسجين، التي يستعملها لفتح الأبواب والرؤوس.
 
يبقى فيلم «جونو» بوصفه خروجاً عن الهوليوودية إلى السينما المستقلة، ليكون ترشيحه لأوسكار أفضل فيلم حدثاً خاصاً، ولننتقل من هذا الفيلم كونه يحمل ترشيحاً لبطلته ايلين بيج لأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيس إلى ترشيحات أفضل ممثلات في أدوار رئيسة،

ولنقع هنا أمام كيت بلانشيت المرشحة عن تجسيدها لشخصية الملكة إليزابيت في فيلم «إليزابيت، العصر الذهبي»، والتي ستكون على منافسة كبيرة مع الفرنسية ماريون كيتور أو أديث بياف التي قدمت شخصيتها في فيلم «الحياة وردية»، رغم ميل التوقعات لكيت بلانشيت، المتنافسة أيضاً مع ايلين بيج وكل مـا أحيط به دورها في «جونو» من ثناء، مضـافاً إليهـن جوليـا كريسـتي ولورا ليني. نكتفي بهذا الحد من استعراض ترشيحات هذه الليلة السينمائية بامتياز، دون تنحية رغبة فوز فيلم دون آخر وهذا الممثل وتلك الممثلة.  
تويتر