من المجالس

عادل محمد الراشد

 
   اتفق وزراء الإعلام العرب على وثيقة لفرض «قواعد تنظيمية» لقنواتها الفضائية، تحظر بموجبها التهجم على انظمة بعضها بعضاً والتطاول على الرموز الوطنية والدينية. وتسمح الوثيقة للسلطات الحكومية في كل بلد عربي بسحب تراخيص العمل من «القنوات المسيئة».
 
 والاتفاق على منع التعريض بالأطراف الثلاثة «الأنظمة، والرموز الوطنية، والدينية» يتفق إلى حد كبير مع المصالح العربية العليا، لأنه يفتح مرحلة جديدة في التعاطي الإعلامي بين الدول العربية، خصوصاً خلال المطبات العارضة التي تتعرض لها العلاقات العربية العربية بين وقت وآخر، ويضع حداً لفكر الحملات الإعلامية القائمة على الإثارة والتشهير.

 وهو كذلك يحمي الرموز الوطنية والدينية من عبث المدعين والسابحين في فضاءات الاغتراب. والأمل في ألا تصبح هذه الجوانب الثلاثة عناوين كبرى فضفاضة تزداد تحتها قائمة المحرمات والممنوعات، فيصبح كل رأي نقدي لحال الأمة بمثابة خروج على مضامين «الوثيقة».

 وإذا كانت القنوات الفضائية العربية محل قلق لوزراء الإعلام العرب، فإن الإساءات القادمة عبر الفضاء لا تنحصر  في القنوات السياسية، بل تتعدى هذه بكثير.الأخلاق والقيم والنسق الاجتماعي والهوية العربية أصبحت مستهدفة من الكثير من القنوات الفضائية أكثر من الأنظمة والرموز الوطنية والدينية.

 وليست قنوات الرقص والشعوذة وحدها التي جعلت من الاخلاق والقيم والمجتمع هدفها المباشر، وإن كانت هذه أكثر وضوحاًٌّ في توجيه اسلحتها، ولكن هناك قنوات عربية كبرى تدعي التنوع في خدمة مشاهديها، ولها العديد من القنوات الرديفة وتوجه ارسالها لكل الفئات العمرية والنوعية، هذه القنوات تشارك قنوات الرقص والرسائل القصيرة في الاساءة للرموز الوطنية والدينية وللهوية من باب البرامج والافلام والمسلسلات وحفلات الرقص و«الكليبات» التي صارت عبئا على العقل العربي، ووصل أذاها الى برامج الاطفال.

 أين هذه من «وثيقة»وزراء الإعلام العربي؟

 adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر