خرج بالتطريز إلى آفاق معاصرة غير تقليدية

«قصة ثوب».. حكايا من فلسطين ترويها الملابس

صورة

بسبعة أثواب وثلاث قصص محمّلة للحنين إلى الماضي، يطل معرض «قصة ثوب»، الذي يقام في منارة السعديات بأبوظبي، ضمن الدورة 12 من «فن أبوظبي»، التي تقام في الفترة من 19 إلى 26 نوفمبر الجاري، طارحاً مفهوماً جديداً ومعاصراً لفن التطريز وللثوب الفلسطيني التقليدي الشهير، عبر تعاون خاص بين المؤسسة الاجتماعية الإماراتية «81 Designs»، وورشة التصميم المتخصّصة من الأردن مجموعة نقش Naqsh» Collective»، بهدف إحياء التراث وتعريف العالم والأجيال الجديدة به.

وأوضحت الشريكة المؤسسة لـ«81 Designs»، نسرين الطيبي معلوف، لـ«الإمارات اليوم»، أن «قصة ثوب» أحد المشروعات التي تقدمها المؤسسة، ويهدف إلى إحياء التراثين الفلسطيني والعربي في إطار فني معاصر، وكذلك إلى دعم وتمكين المرأة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهو التوجه الأساسي الذي قامت عليه المؤسسة.

تمكين المرأة

وأضافت: «جاءت فكرة «81 Designs» كثمرة لشغف ابنتي نادين يوسف معلوف، الشريك المؤسس فيها، بالفن من ناحية وبالعمل الاجتماعي والخيري من ناحية أخرى، فقررنا إنشاء المؤسسة لتجمع بين الهدفين، ومنذ 2015 قمنا بتنفيذ العديد من المشروعات الفنية، بالتعاون مع فنانين مختلفين، من بينهم إل سيد، وحسن حجاج، و«بقجة ديزاين» اللبناني المتخصص في الأثاث والتطريز على الأقمشة، حيث نقوم بالاتفاق مع الفنان على اختيار بعض أعماله وتنفيذها بالتطريز بأيدي سيدات من مخيمات اللاجئين في لبنان، وهو ما يسهم في توفير دخل مالي لهن، وفي الوقت نفسه الحفاظ على التراث الفلسطيني ليصل إلى الأجيال الجديدة».

وأشارت معلوف إلى أن المؤسسة تعاونت في البداية مع سبع سيدات، والآن وصل العدد إلى 20 سيدة. أما تنفيذ المشروع فيستغرق فترة زمنية تختلف وفقاً لحجم العمل ونوعه، وغالباً ما تراوح بين أربعة وستة أشهر. موضحة أن تنفيذ مشروع «قصة ثوب» واجه العديد من الصعوبات نتيجة أزمة «كوفيد-19»، لكن قررت المجموعة مواصلة العمل والاستعانة بوسائل التواصل المختلفة بين مختلف الأطراف، لمتابعة العمل حتى الانتهاء منه.

3 قصص من فلسطين

وأوضحت الشريكة المؤسسة لمجموعة نقش، نرمين أبوديل، لـ«الإمارات اليوم»، أن المعرض يضم سبعة أثواب تروي ثلاث قصص من ثلاث مدن فلسطينية مختلفة، هي قصة قفزة الرجولة من أعلى أسوار عكا، وقصة رحلات الصيد من يافا، إلى جانب قصة السيدة القادمة من غزة تحمل على رأسها سلة غذاء، وطوال الطريق تعلق سنابل القمح في طرف ثوبها ويرافقها عصفور.

وأشارت نرمين، المقيمة في دبي، بينما تشرف شقيقتاها نسرين وشيرين على «استديو نقش» في الأردن، إلى أن تأسيس مشروعهن جاء منذ 10 سنوات، بهدف الحفاظ على عناصر التراث الفلسطيني، في مقدمتها التطريز لتقديمه للجمهور باعتباره جزءاً من هوية الشعب الفلسطيني وتاريخه وحياته. لافتة إلى أن رحلة التعرف إلى التراث قادتهن لاكتشاف العديد من القصص التي تستحق أن تروى للعالم، فقررن مشاركتها مع الجمهور عبر وسائل فنية مختلفة، وعدم الاكتفاء بالشكل التقليدي للتطريز بالإبرة والخيط، فقمن بتقديمه عبر خامات أخرى، مثل النحاس والرخام والخشب الصلب، وهي مواد لها ديمومة وتتميز بالصلابة وهو ما يخلق نوعاً من الصعوبة والتحدي في التنفيذ.

قصص ومواقف

عن مشروع «قصة ثوب» أشارت نرمين أبوديل، إلى حماسها وأختيها للتعاون مع «81 Designs»، مضيفة: «أردنا أن نعود إلى الثوب الفلسطيني وتقديمه بشكل معاصر، عبر لوحات فنية استلهمناها من قصص ومواقف، كنا نتمنى أن نعيشها في الواقع وترتبط بهويتنا، لأن الثوب التقليدي منذ القدم كان يعكس سمات السيدة التي ترتديه، فثوب المتزوجة حديثاً يختلف عن ثوب المطلقة وهكذا. كما استخدمنا في كل لوحة قُطب فلسطينية وكل قطبة تنتمي لمنطقة معينة من فلسطين، لنجمع بذلك بين الاحتفاء بالتاريخ والاحتفاء أيضاً بالتطريز».

تويتر