الأيروفيدا.. لمسة علاجية لطفل أكثر صحة

يعتبر اللمس المباشر لبشرة الطفل، ومنذ اللحظات الأولى من ولادته، أحد أهم العوامل التي تعين على تهدئة وإشعار حديث الولادة بالأمان وقرب الأم، بينما يجد في عناقها وإرضاعها له الحاجة التامة والوحيدة له في الشهور الأولى له، كما يجد الخبراء أن عمل جلسات العناق المباشر دون ملابس بين الأم أو الأب والطفل، يعين أيضاً على تهدئة الرضيع، وتعزيز صلته بهما.

إلا أن أهمية اللمس والعناق لحديث الولادة تتعدى ذلك بمراحل عدة، بحسب المدير الطبي لمركز «أيور ماندالا» الأيروفيدا الدكتورة جايالاكشمي جاياراج، التي قالت لـ«الإمارات اليوم» إن الأمر لا يعد مجرد تعبير عن الحب للطفل فقط، بل هناك أهمية كبيرة ومهمة تتعدى ذلك بكثير.

وتبين دكتورة جاياراج أنه «ليس بسرٍ أن اللمس الجسدي، الذي يتمثل في شكل العناق، يعمل كالسحر عندما يتعلق الأمر بخفض هرمونات التوتر، وتعزيز الإندورفين الذي يجعلك تشعر بالبهجة والسعادة. بصرف النظر عن رابطة الأم والطفل الأساسية التي تتطور وتقوى من خلال اللمس، فمن المهم أن نلاحظ أن الأطفال الذين لا يتلقون لمسة إيجابية كافية يمكن أن يعانون القلق والاكتئاب، وحتى التأخر في النمو. هذه هي أهمية ما يمكن وصفه باللمسة الشافية».

وعددت مجموعة من الفوائد للمس الجيد، التي تعتبر أنه مفيد لنا جميعا، لاسيما الأطفال، والذي يشمل «تعزيز البشرة الصحية والسليمة، والمساعدة على النوم السليم، وتعزيز الدورة الدموية، إضافة إلى المساعدة على الهضم وحركة الأمعاء، وتقوية جهاز المناعة في الوقت ذاته».

وتضيف جاياراج أن فوائد اللمسة الشاملة وقدراتها الشفائية عند الأطفال «تتجاوز مجرد الجوانب المادية لنموهم، بل يساعد التدليك اللطيف بالزيوت الأساسية على طرد السموم، ويزيد من عامل الشعور بالرضى عند الأطفال، إضافة إلى ضبط المهارات الحركية ونظام المناعة القوي».

وتوضح أيضاً أن «رعاية المواليد الجدد والأطفال بشكل عام يمكن أن تشكل تحدياً للوالدين. بدءاً من جلد الطفل إلى السمات الجسدية، تقريباً كل شيء حساس ويحتاج إلى رعاية لطيفة»، مشيرة إلى أن الأيورفيدا تعد أسلوباً شاملاً لتعزيز المناعة والصحة العامة للطفل، وتحميه من آثار وأضرار منتجات النظافة الشخصية التي تحتوي على المواد الكيميائية الضارة.

وتقول الدكتورة جاياراج إن الأشهر الأولى القليلة من حياة الرضيع تشمل نمواً ملحوظاً، وتتطلب رعاية مميزة، ويُعد علاج «الأبيانجام» ضرورياً للصحة العاطفية والجسدية للرضيع، حيث يمكن أن تستمر في تقديمه لطفلك حتى عمر السنة، التي يتم خلالها استخدام زيوت مثل جوز الهند، لاكشادي كيرام، ونالبامارادي كيرام، إضافة إلى عدد من الزيوت العلاجية الأخرى، وهي التقنية التي يتم خلالها استخدام الأيدي والأصابع بلمسات ليّنة وناعمة، بينما يتم ضبط مقدار ضغط التدليك وفقاً لجسم كل فرد، وهي الجلسة التي تستمر عادة ما بين 10 و15 دقيقة.

وتعدد فوائد علاج «الأبيانجام»، مبينة أنه «يشجع النوم السليم عند الرضع، وهو أمر مهم لنموهم، كما يحسن نوعية النوم، ويقلل من الاستيقاظ أثناء هذه الفترة، ويغذي التدليك البشرة، ويجعلها ناعمة ونضرة، إضافة إلى تغذية الشعر وتعزيز نموه، وتعزيز القدرة على التحمل والقوة».

نصائح

قدمت المدير الطبي لمركز «أيور ماندالا» الأيورفيدا، الدكتورة جايالاكشمي جاياراج، عدداً من النصائح التي يمكن أن تفيد الأطفال حديثي الولادة، والتي توفرها علاجات الأيروفيدا، مبينة أنها تعد النهج الأكثر شمولية لرعاية الأطفال الرضع وحمايتهم:

التدليك

يمكن أن يكون استخدام الزيوت المملوءة بالأعشاب لتدليك الطفل مفيداً للغاية لبشرته ونمو العظام. يضمن التدليك اللطيف مع زيت فاتر الاختراق الأمثل عبر مسامات الجلد لفوائد هذه الزيوت، كما أنه يحافظ على نضارة وتغذية البشرة.

الاستحمام

الاستحمام لطفلك يمكن أن يكون تجربة رائعة، فاللمسات الناعمة والتنظيف اللطيف مع مواد التطهير الطبيعية ستضمن النظافة والحماية لطفلك. وستضفي دفقات المياه الدافئة والهادئة مع لمساتك الرقيقة تجربة مميزة لبدء يوم مملوء بالنشاط والحيوية.

تقليل التوتر

قد لا يمكنك أن تتخيل أن رضيعك اليافع يمكن أن يتعرض للتوتر، ولكنها الحقيقة! فالأطفال في محاولة مستمرة لضبط أنفسهم في العالم الجديد خارج الرحم، وكل ما عليك فعله هو تقديم المزيد من المحبة والحنان بلمسات لطيفة ودافئة ليشعروا بالراحة والإيجابية.

زيادة الوزن الصحي

تعد زيادة الوزن بشكل مستمر وثابت ذات أهمية قصوى لمرحلة نمو صحية عند الأطفال. يُظهر الرضع الذين تتم رعايتهم جيداً علامات زيادة الوزن الصحية، وعادة ما يكونون في مسار النمو الصحيح.

تنظيم أنماط النوم

يلعب النوم دوراً مهماً في نمو كل طفل. ساعات النوم السليمة التي يحتاجها طفلك ستسهل عملية نموه الصحي، حيث ينام الأطفال بشكل أفضل إذا توافرت لهم بيئة تنموية شاملة وإيجابية، لتجدهم أقل تقلباً للمزاج، وأفضل أداءً بشكل عام.