ندرة غاز الهيليوم تهدّد استمرار الأبحاث العلمية

صورة

الهيليوم من أخف الغازات في الغلاف الجوي، وله استخدامات عديدة، تبدأ من بالونات الأطفال وتنتهي إلى الأبحاث العلمية المهمة والاستعمالات الطبية المختلفة. وفي ‬1996، قررت الولايات المتحدة بيع احتياطي الهيليوم الموجود لديها بأسعار متدنية، الأمر الذي جعل شركات التنقيب لا تهتم بتجميع هذا الغاز خلال عمليات التنقيب على الغاز الطبيعي، حسب العلماء. والهيليوم عنصر كيميائي نادر في الطبيعة، لا لون له ولا رائحة وعديم الطعم، ويعتبر من المواد الخاملة، أي لا توجد له جزيئات، وهو موجود فقط في الغاز الطبيعي.

بعض استخدامات الهيليوم

- الهيليوم ضروري للمناطيد الضخمة والبالونات، لأنه خفيف ولا يحترق أو ينفجر.

- يستخدم مزيج الهيليوم والأوكسجين والنيتروجين في قوارير لمساعدة الغواصين على التنفس.

- يقلل الهيليوم مقاومة مرور التيار الكهربائي في الاسلاك المغناطيسية.

- استعملت كميات هائلة من الهيليوم في تبريد منظومة المصادم الهدروني الكبير، في سويسرا، أخيراً، للوصول إلى درجات حرارة فائقة الانخفاض.

وتواجه مراكز الأبحاث والمختبرات العلمية، حول العالم، مشكلة ندرة هذا الغاز، الضروري لإجراء الأبحاث، وفي هذا السياق طالب العلماء بتقنين استخدام الهيليوم، والسماح باستخدامه في الأمور الضرورية فقط. ويقول الباحث في جامعة كامبريدج، بيتر وثرز: «في غضون ‬50 عاما سينفذ الهيليوم، وحتى أطفالنا لن يجدوا ما يعبئون به بالوناتهم!»، ويوضح الخبير «هناك قدر محدود من هذا الغاز الخفيف فوق كوكبنا، وإذا استمررنا في استخدامه في أشياء غير ضرورية مثل الترفيه، سوف نواجه مشكلة ندرة حقيقية في غضون ‬30 إلى ‬50 سنة». وتأثرت الأبحاث التي تعنى بدراسة الدماغ من خلال المسح المغناطيسي، بشكل كبير، وتحتاج ماسحات الدماغ إلى هذا الغاز للعمل. ويتم تبريد الهيليوم ليصل إلى ‬269 درجة مئوية تحت الصفر، بالكاد إلى أدنى درجة حرارة ممكنة.

وعانت مختبرات غلاسكو ولندن وأكسفورد وكمبريدج، العام الماضي، من نقص حاد في امدادات الهيليوم، وفي ذلك يقول خبير الأعصاب في مركز نشاط الدماغ البشري بجامعة أكسفورد، مارك ستوكس: «نضطر أحيانا للتوقف عن العمل في المركز الذي تكلف إنشاؤه ملايين الجنيهات، بسبب هذه الندرة، وسمعنا أن المشكلة ستزداد سوءا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي المتسبب في الأزمة، لأنها تبيع هذا الغاز بشكل تجاري محض، «الهيليوم الرخيص يستخدم غالبا لأغراض غير علمية». وجدير بالذكر أن احتياطي الهيليوم محدود وغير قابل للتجديد، ويتوقع الخبراء أن ينفد الغاز كليا بحلول منتصف هذا القرن.

الهيليوم السائل أساسي في عمليات تبريد أجهزة الكشف التي تعمل بالأشعة فوق الحمراء، والمفاعلات النووية، وغيرها من الاستخدامات المعقدة. كما أن الغاز أساسي في الصناعات الفضائية، إذ تستخدم وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الغاز الخفيف في إزالة المواد القابلة للانفجار من الوقود المستخدم في صواريخ الدفع. وفي سياق متصل، توقف مركز المسح العصبي في كلية لندن الجامعية، عن أخذ مواعيد من المراجعين لأن أجهزة تصوير الدماغ لا تعمل بسبب نفاد الهيليوم في مخازن المركز. ويقول خبراء في سويسرا يعملون في «مصادم هادرون العظيم» التابع لمنظمة الأبحاث النووية الأوروبية، إن الغاز النادر يعتبر عنصراً حيوياً في الأبحاث التي يقومون بها، ولن يتمكنوا من الاستمرار في العمل من دونه.

 

تويتر