جائزة تمنح في مجال الفن والتصميم المعاصر المستلهم من التقاليد الإسلامية

موروث الفنون الإسلامية بأسلوب معاصر في «جميل للفنون دبي»

صورة

فاز الفنان السعودي عجلان غارم بـ«جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة»، بنسختها السادسة، وهي جائزة تمنح في مجال الفن والتصميم المعاصر المستلهم من التقاليد الإسلامية، تمنح بالشراكة مع متحف فيكتوريا وألبرت. وقد تم اختيار عمل الفنان وعنوانه «للجنة أبواب عدّة» من قبل لجنة التحكيم، التي تضم: مدير متحف فيكتوريا وألبرت تريسترام هنت وهو رئيس اللجنة، والفنان العراقي مهدي مطشر، والمعمارية البنغالية مارينا تبسم، والكاتبة والناقدة في مجال التصميم البريطانية أليس راوسثورن، والكاتب والباحث الإماراتي ومؤسس مؤسسة بارجيل للفنون سلطان سعود القاسمي. وتمثل هذه النسخة من «جائزة جميل» حقبة جديدة، من خلال التركيز على إبراز أساليب التصميم المعاصر. وقد تم اختيار ثمانية مرشحين نهائيين للجائزة من بين أكثر من 400 مشروع، وسيتم عرض أعمالهم في مركز جميل للفنون في دبي، بدءاً من 18 سبتمبر وحتى 28 نوفمبر، ويعرض العمل الفائز «للجنة أبواب عدة»، من خلال مطبوعات فوتوغرافية كبيرة الحجم وعمل فيديو وإعادة تصور لقبة المسجد. يضم المعرض أعمال المصممين الثمانية المختارين من الهند وإيران ولبنان وباكستان والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة. ومن خلال الممارسات الفنية المتنوعة التي تشمل التصميم الغرافيكي والأزياء والطباعة والمنسوجات والمجسمات والفعاليات، تتفاعل الأعمال مع الجانبين الشخصي والسياسي، وتطرح تفسيرات الماضي بطرق إبداعية، وتتناول موروث الفنون الإسلامية بشكل معاصر.

عجلان غارم

قدم الفنان السعودي عجلان غارم في عمله الذي فاز من خلاله بالجائزة وعنوانه «للجنة أبواب عدة» شكل المسجد التقليدي، إلا أنه مصنوع من الأسلاك الحديدية المستخدمة عادة لإقامة الأسوار لمنع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من الدخول. هذه المادة تثير الخوف في المتلقي، لكنها تكشف ما يوجد داخل العمل، ما يضفي الشفافية والانفتاح على هيكل المسجد. وتفرض هذه الشفافية نوعاً من أنواع التحدي للقوى التي تستخدم الدين للسيطرة وتزيل كل عوامل الغموض التي تحيط بالصلاة الإسلامية لغير المسلمين، ما يؤدي بدوره إلى إزالة الخوف الذي يتمركز في جوهر «الإسلاموفوبيا».

هدية بدري

تجد الفنانة هدية بدري في المنسوجات لغة إبداعية ثرية، وشاركت في الجائزة بثلاثة من أعمالها النسيجية الملونة والمركبة التي تدمج الكتابات في جوهرها. وفي عملها «الدعاء بريدي 2019»، تستخدم الكتابة في لحمة النسيج. وتعتبر القطع الأكثر حميمية في مجموعتها تلك المستوحاة من الخوارزميات، إلى جانب النصوص المأخوذة من يوميات عمتها الراحلة. وتستخدم الفنانة الإماراتية النسيج كطريقة لإعادة التواصل بعمتها، وتعمل مجازاً من خلال العمل الفني على الوقوف على الأطلال، إذ تلمح الفنانة إلى فكرة أن المنسوجات قد تكون بمثابة آثار لشخصية، تظل عن قصد جزئية وقيد البناء.

كالول داتا

يبحث مصمم الأزياء الهندي كالول داتا في الأشكال والصور الظلية للعباية و«المانتو» و«الهانبوك» والحجاب والقفطان، ليجمع بين إشارات التغليف والتغطية واللف والطبقات في التكوين المعاصر. ويتميز بنهجه التجريبي في صنع «الباترونات»، حيث يستغل الهندسة التقليدية في تكوين صور ظلية منحوتة، تنبض بالحياة وهي على الجسد. ويقول داتا: «صنع الملابس ممارسة أنثروبولوجية بالنسبة لي»، معترفاً بقدرة الملابس على تحدي الأعراف الاجتماعية وتوجيه أساليب التعبير الشخصي. وإلى جانب الأعمال النسيجية، تعرض صور كان قد كلف المصمم بها زملائه المصورين في الهند.

جنى طرابلسي

تبحث الفنانة التشكيلية اللبنانية جنى طرابلسي في هوامش إنتاج المخطوطات العربية، وانطلاقاً من البحث في تقاليد صناعة الكتب في الشرق الأوسط، تستكشف طرابلسي جوانب ممارسات المخطوطات التي غالباً ما تعتبر ثانوية بالنسبة للنص الأساسي، منها علامات التشكيل والفهارس. وتستدعي الفنانة الرسوم التوضيحية من كتاب «الهوامش»، التي تشبه الأطروحة العلمية، وتقدم مقتطفات من الكتاب في مطبوعات كبيرة في المعرض، إلى جانب نسخ من العمل الأصلي. ويعتبر هذا الكتاب من أبرز الكتب التي تبرز التعامل مع تجربة التلاوة، وكيفية تشكل اللغة وإحساس الجسد بها، بداية من الدماغ ومروراً عبر الحجاب الحاجز والحنجرة والفم.

بشرى وقاص خان

يركز عمل الفنانة بشرى وقاص خان على دمج الوثائق الحكومية في الملابس المصغرة، فهي تتلاعب بأنماط هذه الورقة وتضعها بشكل في تصميماتها بشكل متكرر. تجاوزت الفنانة العمل على الورق واتجهت إلى الفساتين متقنة الصنع على العارضات، فزاوجت بين فنون النسيج وتقنيات الطباعة. ويعتبر العمل الموجود في معرض «جائزة جميل» أول فستان من تصميم وصنع خان، الذي لا يتجاوز طوله 50 سم، ويعكس التأثيرات الاستعمارية في تصاميم الملابس بدول جنوب آسيا، وانتشار أساليب التصميم الإسلامي في شتى مناحي الحياة اليومية في باكستان.

جلنار عديلي

يتناول عمل الفنانة الأميركية جلنار عديلي وعنوانه «حصاد حرف اليي من رسالة الإحدى عشرة صفحة» رسائل من والدها إلى حبيبته، حيث نُفي أبيها من إيران عندما كانت صغيرة. وحولت عديلي محتويات إحدى رسائل والدها إلى مجسم فراغي، مع التركيز على استخدامه لحرف واحد من الأبجدية الفارسية (يي)، الذي جعلته المحرك الثابت في العمل. ومن خلال إعادة إنتاج خصوصيات خط يده بدقة، والمسافة بين كل حرف (يي)، نجحت عديلي في ترميز الرسالة الأصلية في قالب ثلاثي الأبعاد، من خلال مجسم يجمع بين كبر الحجم ورقة التنفيذ.

فرح فياض

قدمت الفنانة فرح فياض وهي مصممة غرافيكية لبنانية، مشروعين: الأول مطبعي، يبرز عشقها للخط العربي وحروفه، حيث صممت خطاً عربياً معاصراً اسمته «كفور»، واستقته من الخط الكوفي القديم. ويحتفظ «كفور» بطابع الخط الكوفي المكتوب باليد ولكنه يطوعه للاستخدام الرقمي. أما المشروع الثاني فينبثق من الحاضر، فهي شغوفة بالطباعة بالشبكة (الطباعة الحريرية)، وعملت خلال التظاهرات في لبنان على تجهيز مطبعة وقامت بطباعة الشعارات على ملابس المتظاهرين. وهكذا، أدخل المشروع العفوي الطباعة العربية إلى المجالين العام والسياسي في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان.

صوفيا كريم

وضع عمل الفنانة البريطانية صوفيا كريم في قائمة المرشحين لجائزة جميل وعنوانه «Turbine Bagh»، وهو عمل يتخيل انتقال «توربين هول» في متحف تيت مودرن إلى شاهين باغ، الحي في دلهي حيث بدأت الاحتجاجات ضد مشروع قانون تعديل المواطنة التابع للحكومة الهندية في ديسمبر 2019. وتدعو كريم الفنانين والمفكرين من جميع أنحاء العالم إلى تصميم عبوات السمبوسة احتجاجاً على مشروع القانون، وذلك من خلال المجسّم المكون من عبوات السمبوسة والمنسوجات. تتميز تلك الأشياء الحياتية برمزية ذات أهمية سياسية، وما يثير الانتباه أزمة حقوق الإنسان المستمرة في الهند.

تويتر