ارتحاله بين ربوع الإمارات سلّحه بمهارات مهنية مميزة

محمد الشحي.. العفوية بوابة إلى قلوب المشاهدين

صورة

ثمانية أشهر فحسب هي المدة التي أمضاها الإماراتي محمد الشحي لينتقل من مراسل في قناة سما دبي إلى مذيع رئيس لبرنامج يومي جديد جمعه بثلة من المذيعين الشباب، في تجربة أقل ما توصف بالجديدة كلياً والمختلفة تماماً عن كواليس عمله السابق في الإعلام وتجاربه السابقة التي خاضها محمد منفرداً في رحلة بحثه عن المصادر والمعلومات الخاصة بمختلف التقارير التلفزيونية و«الريبورتاجات» الحصرية التي قدمها على مدار الأشهر القليلة الماضية، والتي فتحت أمامه أبواباً جديدة وآفاقاً متجددة في المجال. ويؤكد الشحي أن العفوية والصدق في العمل هما بوابة أساسية للوصول الى قلوب المشاهدين.

تجارب الميدان

في بداية لقائه مع «الإمارات اليوم» فضّل الشحي الحديث عن تجربته الميدانية الأولى في الإعلام، التي خاضها بعد تخصصه في مجال الإذاعة والتلفزيون وانتقاله من ثم إلى العمل الميداني، الذي ارتحل خلاله بين كل إمارات الدولة، ليقدم لجمهور برنامج «صباح الخير يا بلادي» تقارير يومية وصفها بالقول: «كنت أحرص على إعداد هذه التقارير بشكل فردي وبمعدل تقرير يومي من كل إمارة أو منطقة أزورها في الإمارات، فكنت أستفيد من تواجدي في تلك الأماكن لإعداد تقارير تلفزيونية أخرى حول خصوصية كل مكان أو بقعة من وطني الحبيب، الأمر الذي أسهم في تكثيف تجربتي الإعلامية في هذا المجال، وفتح لي المجال واسعاً للانتقال إلى العمل مذيعاً بناءً على الثقة التي أحاطتني بها إدارة قناة سما دبي»، وأضاف «لهذا السبب تمسكت جيداً بهذه الفرصة الجديدة التي لم تتوافر ربما لغيري من المراسلين الذين ينتظرون فرصة الظهور في تجربة إعلامية جديدة تسهم في رفع مستواهم المهني وزيادة رصيد تجاربهم الميدانية في الميدان، وتحفزهم بالتالي للظهور بشكل متجدد ومغاير».

العفوية والمباشرة

أسهمت حماسة الإعلامي الشاب ورغبته الجامحة في إثبات قدراته المهنية في فترة قد تبدو وجيزة مقارنة بغيره، في خوضه تجارب إعلامية متعددة في برامج سابقة على سما دبي كان أبرزها برنامج «الإمارات هذا المساء» مع الإعلاميات صفية الشحي وسامية مراد وديالا علي، قبل أن ينفرد الشحي بتقديم النسخة الرمضانية من البرنامج، وتتاح له فرصة الانضمام إلى فريق برنامج «تواصل» الذي انطلقت حلقاته اليومية المباشرة منذ نحو أسبوعين، واصفاً هذه الخطوة السباقة بالقول: «يميل البرنامج في مجمله إلى الموضوعات الاجتماعية والأسرية ذات المضامين اليومية التي تعنى بالحياة اليومية للأشخاص، مثل إجازة الصيف وتفاصيل الحياة الأسرية، وغيرها من الموضوعات المتفرقة التي يشارك في إغنائها ثلة من الضيوف في الاستديو المباشر عصر كل يوم»، مضيفاً «أعترف أنني اكتشفت في (تواصل) الفرق الواضح بين عمل المراسل المبني على المجهود الفردي، وبين العمل ضمن ثلة من المذيعين وفريق الإنتاج والإعداد والتصوير والإخراج على الهواء».

رهان رابح

تُعد العفوية وتحمّل مسؤوليات المباشر، بعض أهم سمات المذيع العصري الناجح برأي الشحي، الذي يرى في برنامج «تواصل» نموذجاً تلفزيونياً مجدداً ومؤهلاً لكسب ثقة واستحسان شريحة واسعة من الجمهور، وذلك، على الرغم من حساسية التوقيت الصيفي (عصر كل يوم) وما يحمله من مغامرة إعلامية محسوبة يبررها المذيع الإماراتي الشاب بالتأكيد «أعتقد أن خصوصية الموضوعات وقدرتها على جذب اهتمام الجمهور هي الرهان الرابح في هذا البرنامج، بالإضافة إلى عملية تناوب فريق التقديم الرئيس ومذيعي الفقرات في حلقات البرنامج، حيث يتصدى الشحي إلى جانب المذيعة علياء المناعي في التقديم الرئيس لفقرات البرنامج مقابل ظهور كل من المذيع الإماراتي وليد المرزوقي والإماراتية سماح العبار في اليوم التالي. في الوقت الذي تتناوب كل من المذيعتين ميثاء إبراهيم في فقرة الأسرة ورحاب المهيري في فقرة الصحة والجمال على مدار الأسبوع، الأمر الذي يسهم في إضفاء نوع من الحيوية والديناميكية، سواء على حركة المذيعين على الشاشة والشخصيات المستضافة يومياً، وحتى على مختلف الموضوعات المتناولة التي تهم شرائح واسعة من جمهور (سما دبي)».

خوف مبرّر

ضمن حديثه عن تجربته الأولى في مجال التقديم الثنائي، لا يخفي محمد الشحي خوفه الأولي من خوض غمار هذه التجربة التي لا تقل صعوبة عن مهمة المراسل الميداني، سواء من جهة الإعداد المسبق للفقرات أو الاطلاع الكافي على مختلف الموضوعات والقضايا الاجتماعية المطروحة في كل حلقة، قائلاً: «أفتخر بتعلمي الكثير من أساسيات العمل الإعلامي التلفزيوني من خلال عملي مراسلاً، الذي أسهم اليوم في التخفيف من صعوبات التقديم الثنائي وما يتطلبه من (كاريزما) خاصة وحضور إعلامي مقنع وقدرة على إدارة الحوار بشكل متوازن مع الشخص المقابل، ومن ثم تفادي الأخطاء».

رهانات الإعلام الشاب

أكد محمد الشحي رهان قناة سما دبي الدائم على جيل الشباب، واستعدادها الدائم لتوفيرالفرص الحقيقية للمواهب الإعلامية الإماراتية الشابة، التي تؤمن بقدرتها على إثراء المشهد الإعلامي المحلي، وتحفيز الأجيال القادمة على التميز، إذ «نجحت سما دبي في المراهنة المحسوبة على قدرات الشباب، وهذا الأمر نابع من إيمانها الكبير برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ونظرته الثاقبة لمستقبل الشباب، الذي يحمّلنا مسؤولية أكبر ويثبتنا على أهداف رفع راية الإمارات في كل المحافل الدولية والعالمية».

طموح

يتحدث محمد الشحي بحماسة واضحة عن مشروعاته التلفزيونية المقبلة، المنبثقة من هوايته الأساسية وتمسكه الدائم بممارسة أنواع عدة من الرياضات، الذي دفعه قبل التحاقه الرسمي بقناة سما دبي، للعمل كمراسل رياضي في عام 2017، إذ نجح الشحي بتغطية مباريات الدوري الإماراتي من الدرجة الأولى، وأثبت قدرته على خوض تجارب التقديم الرياضي، الذي يتمنى أن تتاح له فيه فرصة تقديم برنامج متكامل في المستقبل.

تويتر