أكدت أن أزياء المرأة الإماراتية قديماً ارتبطت ببيئتها وعاداتها

الجدة خديجة تطرّز ثوب العيد ببساطة وبصمة جمالية

الجدة خديجة عبيد مازالت تتمسك بارتداء الثوب الإماراتي القديم. تصوير: أشوك فيرما

ببساطة مطرّزة ببصمة جمالية واحتشام، تميزت الأثواب التقليدية التي تزينت بها المرأة الإماراتية، في كل المناسبات، لاسيما خلال شهر رمضان المبارك والعيد، إذ كانت سيدات الفريج يجتمعن معاً لتحيك كل واحدة منهن ما ترتديه نساء العائلة، حسب الجدة خديجة عبيد، حرفية التلي بمركز الحرف اليدوية التابع لمعهد الشارقة، التي مازالت تتمسك بارتداء الثوب الإماراتي القديم.

وقالت الجدة لـ«الإمارات اليوم» عن الأثواب التي تزينت بها الإماراتية، خلال المناسبات، خصوصاً في الشهر الفضيل والعيدين: «قديماً كانت المرأة تحيك ملابسها بيدها، لاسيما ثوب العيد، إذ كانت نساء الفريج يلتقين معاً في نهار رمضان، أو بعد العشاء وحتى السحور، لتصمّم كل منهن ثوبها وأثواب أسرتها استعداداً لاستقبال يوم العيد، وأحياناً يتبادلن الأفكار، ولكن مع مرور السنوات اختفت تلك العادة، حتى أصبح هناك ما يعرف بالخياطات اللاتي تلجأ إليهن النساء المقتدرات اقتصادياً، لحياكة ما يردن من ملابس».

وأضافت: «أهم ما تتميز به أزياء الإماراتية هو الارتباط ببيئتها، وتماشيها مع العادات والتقاليد العربية والإسلامية، ما انعكس على شكل ولون وطبيعة أزيائها الفضفاضة المحتشمة، بجانب البساطة ذات البصمة الجمالية والذوق والتناسق في الألوان، والتمسك بتزيين أثوابهن بالتلي الذهبية والزري الفضي».

التلي والزري

وأوضحت الجدة خديجة أن المرأة الإماراتية حرصت على تطريز ملابسها بالتلي، خصوصاً عند الصدر والرقبة والرسغين، وتزيينها بخيوط التلي الذهبية، التي تعرف أيضاً باسم (السين)، وهي عبارة عن خيوط من القطن تتألف من ستة خيوط أو (هدوب)، ثلاثة من كل جهة، يتوسطها خيط واحد من الفضة، وتقوم المرأة بجدل هذه الخيوط بطريقة فنية، بحيث يكون خيط الفضة في الوسط دائماً.

وأشارت إلى أن المرأة زينت ثوبها بالزري، وهي خيوط من الحرير الأصفر اللامع، ولفظ «الزري» مشتق من «زر»، وتعني «الذهب»، وتعد حرفة التلي والزري واحدة من المهن النسائية المهمة، التي ظلت تمارسها الإماراتية فترة طويلة، ولاتزال تحرص على تعليمها للبنات، خصوصاً في المناسبات القومية والتراثية.

ولفتت الجدة خديجة إلى أن أثواب المرأة الإماراتية تتميز بالتنوع والتعدد، تبعاً لوظيفتها واستخداماتها في الحياة اليومية، فمنها الكندورة العربية، وهي عبارة عن فستان يحاك من جميع أنواع القماش، وتتميز بخيوط التلي الذهبية المطرزة على أكمام اليدين والرقبة، التي تضفي عليها لمعاناً وبريقاً يزيد من أناقتها.

وتابعت: «اعتادت المرأة الإماراتية أن ترتدي العباءة، التي يُطلق عليها (السويعية)، والتي تلبسها عند خروجها إلى مناسبات مهمة، وكانت تصنع قديماً من الحرير أو الصوف، وتجمّل بالزري، وهي عبارة عن رداء طويل فضفاض لا يظهر ملامح الجسم، وكانت قديماً تستورد من الكويت والبحرين والسعودية».

أشكال وأسماء

وذكرت الجدة الحِرفية أن أشكال وأسماء الأثواب التي ترتديها المرأة تتنوع وتتعدد تبعاً لاستخدامها والأقمشة المصنعة منها، ولكن أبرزها ثوب «النشل»، وهو ذلك الثوب الواسع الذي يرتدى في المناسبات الخاصة، مثل حفلات العرس والأعياد، وتلبسه النساء والفتيات والبنات في معظم دول الخليج العربي، ولا فارق في زخارفه أو تفصيله أو ألوانه فيما بينهن، ويصنع من أقمشة حريرية سادة، إضافة إلى ثوب الـ«ميرح»، وهو مكون من مجموعة من الأقمشة تخاط مع بعضها، أما ثوب «النقدة»، الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى تطريزه بقطع الفضة أو خيوط الفضة التي كانت تباع وزناً، فهو يصنع من قماش متخلخل النسيج، ويسمى «التول الناعم».

وهناك أيضاً ثوب «الثريا»، الذي يكون مطرزاً بشكل مثلث عند الصدر، وقاعدته إلى الأسفل تشبه بنجم الثريا في السماء، أما ثوب «سرح» فيكون مطرزاً بوحدات تنزل طولياً فقط، في حين يختلف الأمر في ثوب «حفن»، إذ تقطع زخارفه خطوط أفقية، أما ثوب «الملسلس»، أي الموشح بخطوط ملونة بألوان مختلفة، وهي براقة ذهبية وفضية، فهو يميز ثوب العروس.

أقمشة ونقوش

أفادت الجدة خديجة عبيد بأن الأقمشة التي استخدمتها المرأة الإماراتية تتميز بالكثير من النقوش والزخارف، ومن أبرز أنواعها «الصاية»، الذي يسميه البعض «برشوت» (ما يستخدمه المظلي للهبوط)، وقماش «بستان الياهلي»، وهو نوع من الأقمشة الزينة بتطريز الأشجار، وقماش «بسره وبودقة، بونقطة، بوالربوع، بوقليم، بوكلفس، وبوسنيعه»، وقماش المريسي، وهو أرخصها، وكان يستخدم لملابس البيت، علاوة على القماش الذي يستخدم في المواسم الحارة، لقدرته على امتصاص العرق.

خديجة عبيد:

• «نساء الفريج كن يلتقين في نهار رمضان، أو بعد العشاء وحتى السحور، لتصمم كل منهن ثوبها وأثواب أسرتها استعداداً لاستقبال العيد».

• «المرأة الإماراتية حرصت على تطريز ملابسها بالتلي، خصوصاً عند الصدر والرقبة والرسغين، وتزيينها بالخيوط الذهبية».

تويتر