بعضها يفتقر «للتصميم الأخلاقي»

وسائل التواصل الاجتماعي تتلاعب بنا نفسياً.. وتقودنا إلى وسواس قهري

منصّات التواصل تجذبك مجدداً إليها بالإخطارات المتكرّرة والانتقال اللانهائي من مادة إلى أخرى. أرشيفية

أشار عالم التقنية في كلية الحقوق في جامعة كولومبيا، تيم وو، إلى أن سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على انتباهنا تزداد أكثر فأكثر.

وقال وو، في مقابلة نشرت على موقع «فاست كومباني» أخيراً، إن «وسائل التواصل الاجتماعي تحقق أكبر قدر من الأرباح، عن طريق ابتكارات تهدف إلى إقحام المستخدمين في حلقات نشاط متكرّرة وغير مرضية». وناشد المصممين أن يأخذوا في الحسبان الجانب الأخلاقي للآثار المترتبة على عملهم. وقال وو: «أرى أن تصاميم كثيرة تحاول أن تحولنا إلى أشخاص يعانون الوسواس القهري، عن طريق إقحامنا في حلقات مفرغة».

وجاء في تقرير لـ«مرصد المستقبل»، التابع لـ«مؤسسة دبي للمستقبل»، أن أكثر ما يستمتع به البشر عادة هو النشاطات الكاملة التي لها بداية ونهاية، كالذهاب إلى حفلة موسيقية، أو الخروج في أمسية للعشاء، لكن الشركات التي تدير وسائل التواصل الاجتماعي تدفعك إلى قضاء أطول وقت ممكن على منصاتها، لذا فهي توظف ميزات معينة من شأنها أن تجذبك مجدداً إليها، كالإخطارات المتكرّرة، والانتقال اللانهائي من مادة إلى أخرى.

ورأى وو أن «بوسع المصممين بناء مستقبل أكثر توازناً لوسائل التواصل الاجتماعي، إن أخذت المنتجات التقنية ذات التصميم الأخلاقي في الحسبان كيف سيشعر المستخدم أثناء استخدامها، وكيفية الاستخدام وتوقيته، (والسيارات الذكية خير مثال على ذلك، إذ إنها تحظر استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة)، فضلاً عن حرصها على الالتزام بتصاميم بسيطة تتعذر معها إمكانية خداع المستخدم، لذا فإن تصميم أدوات تراقب الوقت الذي تقضيه على تطبيقات معينة، يمثل بلا ريب خطوة في الاتجاه الصحيح».

وقال وو: «التصميم الأخلاقي من الأولويات المهمة لمستقبل البشرية، فهو الذي سيحدّد خياراتك، والطريقة التي ستمارس بها هذه الخيارات».

تويتر