سلسلة من المعارض التشكيلية تنطلق خلال الفترة المقبلة

المشهد الفني بعد الاستـراحة الصيفية يستعيد ألقه في دبي

صورة

بعد استراحة دامت طوال أشهر الصيف، يستعيد المشهد الفني في دبي ألقه ونشاطه هذا الشهر مع مجموعة واسعة من المعارض التي ستنطلق بعد منتصف سبتمبر الجاري.

وسيشهد 17 الجاري افتتاح مجموعة واسعة من المعارض الفنية في السركال أفينيو بدبي، والتي تحمل الشكل المعاصر في الفن، ومنها الأعمال التي تتجه إلى رصد الوجوه، إلى جانب أعمال فنية تعالج مشكلات مجتمعات.

كما تحمل الأعمال مدارس لونية مختلفة؛ تتنوع بين التجريد والتصوير الانطباعي أو حتى التعبيري.

«سبع سنوات»

وتحت عنوان «سبع سنوات» يقدم الفنان السوري الياس ايزولي معرضه في أيام غاليري بدبي، والذي يواصل من خلاله رسم الوجوه والشخصيات في لوحاته التي يعبر من خلالها عما تختزنه الذاكرة من أحاسيس، فتفيض الألوان على الكانفاس بما يعكس محيط الفنان وبيئته، وتصبح تجربته شديدة الإخلاص للواقع.

يقدم ايزولي وجوه الأطفال في أعماله، مستخدماً تقنيات لونية تنثر اللون وفق طبقات تغمر الوجوه، وتقطعها في أحايين أخرى، ما يجعل اللوحة تبدو مقسمة الأبعاد في المساحة اللونية التي غالباً ما توجد على خلفية أحادية اللون. الوجوه التي يقدمها في حالة من السكون والذهول، وهذا ما يجعل المتلقي يدخل في علاقة مباشرة مع الأطفال، فيندمج المشاهد في حالة من التعاطف، لاسيما مع الوجوه الكئيبة. ينثر الى جانب الأطفال بعض الألعاب التي تخصهم، فينقلنا إلى عالمهم بلغة لونية شديدة الحساسية تنقل ما عايش من تجارب على مدى سبع سنوات في بلده، دون أن يغرق العمل في التفاصيل.

«بقايا»

من جهته؛ يقدم غرين آرت غاليري معرضاً جماعياً تحت عنوان «بقايا»، أشرفت عليه القيمة سارة ألونسو غوميز. ويضم المعرض أعمالاً لكل من نازغول أنسارينيا، فاطمة بوكاك، إليزابيث سيرفينيو، غيث مفيد، رينير ليفا نوفو، وويلفريدو برييتو.

ويعود المعرض إلى فكرة البقايا، إذ يعالج هذا المفهوم الموجود منذ بدء البشرية، وكان متمثلاً في بقايا الحيوانات، ليأخذ مع الحاضر شكلاً مغايراً يتمثل في غزو النفايات لكل شيء في العالم. يطرح المعرض فكرة النفايات التي تهدد حياة البشر، وكيف وصلوا إلى نقطة اللاعودة في طريقة التعامل معها، وعدم القدرة على إيجاد حلول لهذه النفايات. الأعمال التي يحملها المعرض تتنوع بين ما صمم خصيصى للمعرض كالأواني المصنوعة من الطين، أو حتى المرتبة التي يخرج من داخلها الصوف، فتبرز ضعف العالم في عدم إيجاد الحلول لمثل هذا النوع من النفايات التي تتراكم.

«نشاط» محمد كاظم

غاليري ايزابيل فان دين آيند يستضيف المعرض الفردي الثالث للفنان الإماراتي محمد كاظم في صالته، ويركز الفنان على لوحاته، وهو الجانب غير المعروف في ممارساته الفنية، إذ لم يبق أسيراً لذلك النمط من الفن التشكيلي الذي اعتمده كثيراً في بداياته. ويقدم كاظم في معرضه «نشاط رئيسي» لوحاته التي تبرز بالألوان الداكنة، التي يمزجها مع الحبر، فيبدو كما لو أن الدخان يتصاعد من اللوحة.

يتعمد كاظم أن يضع في لوحاته الكثير من التفاصيل، فالألوان الداكنة التي تسيطر على اللوحة، لا تمنع الشخوص، وكذلك البيئة التي يوجدها لهم، ما يجعل عمله غنياً بمضمونه وألوانه الداكنة التي تجعله ينتجها عبر طبقات عديدة. مساحات قليلة من الضوء تدخل الى اللوحات التي يقدمها كاظم، فينعكس الظل، وينسجم مع النور الخافت والمتسلل إلى اللوحة ليجعلها تبدو في حركة شديدة.

أطياف في الذاكرة

«أطياف في الذاكرة» هو العنوان الذي اختاره الفنان نضال قدور لمعرضه الذي يفتتح في «فن آبورتيه» غاليري، والذي يضم مجموعة من الأعمال التجريدية التي تعكس من خلالها المشاعر الإنسانية ورؤيته، وانطباعاته، ومشاعره. يتعمد قدور أن يقدم التجريد في مجالات عدة منها الطبيعة، والشوارع، والمدن، والجبال، والسماء الليلية، إذ يتعمد وضعها على الكانفاس وفق طبقات لونية بعضها فوق بعض، يرسمها بعناية شديدة لا يمكن أن تبرز من خلالها الطبقات، فيحافظ على السطح الأملس للوحة، دون أن يغيب العمق اللوني الذي يوجد عبر هذه الطبقات. وتوجد في لوحاته الأبعاد الجغرافية جلية وبشكل واضح، فهو يجسد كل الأشكال الطبيعية بألوان متوازنة تقسم العمل الى مساحات لونية تتقاطع فيها الأشكال الهندسية بشكل أساسي.

عالم مشترك

«يمكنني أن أعض اليد التي تطعمني، وبلطافة أهتم بها بعدها»، هو عنوان المعرض الجماعي الذي سيفتتح في كاربون 12 بدبي. تتباين في هذا المعرض الرؤى الفنية، وتنحدر من بلدان مختلفة، لكنها تجتمع في تصوير عالم مشترك.

ويجمع بين اللوحات التي تقدم في المعرض التأثر الواضح بالمدارس الفنية، منها الانطباعية والتكعيبية والسيريالية. ونجد في هذا المعرض أن الشكل الفني متوازن، فهناك تصوير للنفس البشرية والغموض الداخلي فيها، بلغة لونية متوازنة جداً ودقيقة.


مكانة خاصة لمدينتنا

تزدحم أجندة دبي بالفعاليات الفنية، بدءاً من ليالي الفن، وصولاً إلى المزادات والمعارض التي تجتذب الفنانين من حول العالم، لتكون منصة لهم للتواصل مع العالم. وتحرص مجموعة من الفنانين على أن تقدم معارضها في دبي قبل مدن وعواصم عربية أخرى، نظراً للمكانة التي تحتلها دبي في المشهد الفني بالعالم العربي.

«غرف الفنانين»

كشفت مؤسسة فن جميل، التي تدعم التراث والفنون والتعليم في الشرق الأوسط، أول من أمس، عن البرامج الافتتاحية لمركز جميل للفنون، الوجهة الثقافية المقرر افتتاحها في دبي خلال 11 نوفمبر المقبل. ويمتد المركز وهو من تصميم شركة سيري أركيتكتس البريطانية على مساحة 10 آلاف قدم مربعة.

ويطلق المركز سلسلة من أربعة عروض فردية تحت اسم «غرف الفنانين»، تحتضن فنانين مرموقين من الشرق الأوسط وآسيا، وتعتمد في جزء منها على مجموعة فن جميل. كما ينظم المركز المعرض الجماعي «خام»، الذي يتناول موضوع النفط بتشعباته في السياقات التاريخية والمعاصرة من خلال عمل 16 فناناً ومعارض جماعية من المنطقة ومن خارجها؛ علاوة على مجموعة مختارة من التركيبات والمجسّمات كبيرة الحجم، والعديد منها تم تكليفها حديثاً لتزين شُرفة السطح وحدائق المركز.

وقالت المدير التنفيذي في فن جميل أنطونيا كارفر: إن «الفكرة وراء تأسيس المركز تقوم على توسيع نطاق مشاركة وتفاعل الجمهور مع مجموعتنا ومكتبتنا المتنوعة، وكذلك تقديم معارض بجودة متحفية بالشراكة مع المتعاونين المحليين والإقليميين والعالميين».

17

الجاري تفتتح مجموعة واسعة من المعارض بدبي.

تويتر