لا يرى تعارضاً بين عرض «طماشة 5» و«بحر الليل» في رمضان

نغموش: أقــــول لنفسي دائماً «ابعد يا جابـــر عن الإنتاج»

صورة

بعد غيابه عن الدراما الرمضانية العام الماضي، يعود الفنان الإماراتي جابر نغموش بقوة هذا العام عبر عملين من أبرز الإعمال الإماراتية التي ستعرض خلال شهر رمضان المقبل، هما «طماشة 5» الذي سيعرض على قناة دبي، و«بحر الليل» على قناة أبوظبي الإمارات، والمسلسلان من إنتاج شركة «ظبيان للإنتاج الفني».

وربط نغموش ظهوره على الشاشة بوجود النص الجيد الذي يجمع بين المتعة والرسالة، مرجعاً قلة مشاركاته في الأعمال الخليجية إلى أنه شخص «بيتوتي» لا يحب السفر والانتقال كثيراً، نافياً فكرة خوضه تجربة الإنتاج أسوة بفنانين إماراتيين، رغم تلقيه عروضاً للإنتاج من محطات تلفزيونية، مضيفاً «دائماً أقول لنفسي (ابعد يا جابر وخليك ممثل أحسن)».

واعتبر نغموش في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن عرض «طماشة 5» و«بحر الليل» معاً خلال شهر رمضان لا يمثل مشكلة بالنسبة إليه، مؤكداً أنه لا يخشى أن يقلل أحدهما من نجاح الآخر، لأن كلاً منهما يختلف عن الآخر بشكل كبير، فـ«بحر الليل» عمل تراثي من تأليف جمال صقر، وإخراج مصطفى رشيد، تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي، ويقوم فيه نغموش بدور شخص يحاول أن «يساير الأمور ليحقق مصلحته»، لكن من دون الإساءة للمحيطين به، ولذلك فهو محبوب من الجميع، ويرتبط بعلاقات قوية مع الجميع، وتدور الأحداث في بيئة تراثية تجمع بين البحر والقلاع القديمة وشكل الحياة البسيطة في السابق.

أما «طماشة 5» فهو حلقات منفصلة كل منها له قصة مختلفة، وهو عمل عصري حديث يتناول المجتمع الحالي، وتالياً ليس هناك مجال للمقارنة بين العملين. وأشار نغموش إلى أن «طماشة 5» هذا العام أكثر تنوعاً وقوة من حيث القضايا والموضوعات، معرباً في الآن ذاته عن سعادته بمسلسل «بحر الليل» نظراً للمكانة الخاصة التي تحتلها الأعمال التراثية لديه، موضحاً أنه يشتاق إلى هذه النوعية من الأعمال التي تتيح له الفرصة لاستعادة الحياة القديمة قبل ظهور النفط في المنطقة، وكيف كان السكان يعيشون حياة بسيطة وقاسية أيضاً، في ظل صعوبة المناخ وقلة الإمكانات.

كما يتذكر خلال العمل في هذه المسلسلات تفاصيل الحياة القديمة مثل السكيك القديمة والملابس التي كان يرتديها السكان في تلك الفترة والروابط الإنسانية والاجتماعية التي كانت تجمع بينهم، وهو ما يضيف متعة إلى العمل رغم ما تحتاج إليه الأعمال التراثية من تجهيزات وتحضير لاختيار الملابس والإكسسوارات التي تناسب المرحلة الزمنية التي تدور فيها، وكذلك انتقاء الكلمات التي تستخدم في الحوار لمراعاة التغيير الذي حدث في اللهجة المحلية؛ مثل قلة استخدام بعض الكلمات، ودخول كلمات جديدة لم تكن مستخدمة من قبل، كما أن هذه الأعمال لها موضوعاتها وحكاياتها التي تختلف عن حكايات الجيل الحالي، أما الأعمال الحديثة فغالباً لا تحتاج إلى كل هذه التحضيرات، لأنها مرتبطة بواقع معاصر نعيشه جميعاً ونعرف تفاصيله، وإن كانت هناك بعض الأعمال المعاصرة تحتاج إلى تركيز ومجهود كبيرين.

من جانب آخر، ذكر بطل «حاير طاير» و«عمى ألوان» أن غيابه عن الشاشة العام الماضي كان لأسباب خارجة عن إرادته، أهمها عدم توافر النص الجيد الذي يمكن أن يقدمه، مشيراً إلى أنه إذا وجد النص الجيد والقصة التي تشده كممثل فلن يتردد في قبولها وتقديمها.

ورأى جابر نغموش أن أزمة النصوص التي تعانيها الدراما الخليجية حالياً بدأت تبدو واضحة في السنوات الأخيرة فقط، ولكن في فترة سابقة لم تكن ملموسة بالقدر نفسه. واستطرد «الواقع أن هناك نصوصاً كثيرة موجودة؛ ولكنها غير جيدة أو غير مناسبة، فأحياناً أقرأ خمسة نصوص، وبالكاد أختار منها واحداً، ربما يرجع ذلك إلى أن الكتابة عمل مرهق، ويحتاج إلى وقت وتركيز وخبرة وتمرس من الكاتب قبل أن يتمكن من تقديم أعمال متميزة».

وشدد الفنان الإماراتي على حرصه على عدم قبول عمل لا يمثل إضافة فنية له، فهو يبحث دائماً عن قصة يتعايش معها الجمهور، وعن عمل يطرح فكرة أو مضموناً ويقدم رسالة عبر مواقف صادقة، معرباً عن أمله في أن يسهم الشباب في هذا المجال، وألا يشعر الكاتب الشاب باليأس عندما يقدم أعمالاً في البداية ولا تجد قبولاً، لكن عليه أن يحسن من عمله ويقدم الأفضل «فليس هناك استبعاد لأحد طالما كان العمل متميزاً».

وعن علاقته بالفنان والمنتج سلطان النيادي سلطان الذي قدم معه عدداً كبيراً من الأعمال الفنية؛ قال نغموش «سلطان بالنسبة لي أخ وصديق قبل أن يكون منتجاً، فعلاقتي به قديمة وتعود لزمن طويل، ورغم ذلك نحن لا نخلط الصداقة بالعمل، ولكن لأننا قدمنا معاً العديد من الأعمال الناجحة أصبحنا نشكل فريق عمل متجانساً ومتفاهماً، خصوصاً أنني بطبعي أحب المكان الذي أرتاح له ولا أبتعد عنه، فأنا بطبيعتي أحب الهدوء، وأبتعد عن الإزعاج والقلق».

ونفى نغموش بشدة فكرة خوضه تجربة الإنتاج، أسوة بعدد من الفنانين الإماراتيين مثل النيادي وأحمد الجسمي وسميرة أحمد، موضحاً أن الإنتاج عملية ليست سهلة، ومجالاً متعب سيسبب له الكثير من الحرج مع الزملاء والعاملين معه. وقال «تلقيت من قبل عروضاً للإنتاج من قبل بعض المحطات التلفزيونية، رفضتها جميعاً، خصوصاً أنني عشت في مجال الفن وأعرف صعوبة الإنتاج ومشكلاته، ودائماً أقول لنفسي (ابعد يا جابر وخليك ممثل أحسن)»، معتبراً أن الفنانين الذين دخلوا مجال الإنتاج قد تكون لديهم عوامل أخرى ساعدتهم على هذه التجارب، مثل وجود أشخاص لديهم خبرة يساعدونهم، أما بالنسبة له فلا يستطيع أن يغامر في هذا المجال حتى لا يخسر أحداً.

من جهة أخرى، عبر جابر نغموش عن أمله في أن يقدم تجربة سينمائية، لكنه ربط هذه الخطوة بوجود فيلم روائي طويل، وليس مجرد 10 دقائق أو ربع ساعة، مضيفاً «لا أريد تقديم فيلم يعرض في دور العرض السينمائي من دون أن يمثل إضافة حقيقية لي ولمشواري الفني». وعن قبوله التعاون مع مخرج محلي قال «عندما يتوافر الفيلم والسيناريو الجيد، وقتها سيكون لكل حادث حديث، ويمكن أن يكون الفيلم محلياً أو خليجياً، لكن المهم أن يكون النص جيداً، وأن يكون كاتبه متخصصاً في كتابة السيناريو».

إنسان «بيتوتي»

أرجع نغموش قلة مشاركاته في الدراما الخليجية، رغم نجاح تجربته في مسلسل «لولو ومرجان»، إلى أسباب مختلفة من بينها أنه إنسان «بيتوتي» لا يحب السفر والتنقل كثيراً، أو لطبيعة الأدوار التي تعرض عليه، لافتاً إلى أنه لا يمانع من المشاركة في أي عمل فني طالما كان النص جيداً وفريق العمل متميزاً، و«هناك كثير من الفنانين الإماراتيين لهم مشاركات في أعمال درامية خليجية، ويقدمون أدواراً متميزة».

وتابع «دائماً ما أبحث عن الدور الذي يمكن أن أقدم فيه شيئاً جديداً، وأجتهد في تقديمه قدر المستطاع من خلال اختيار الشخصية والملابس وأسلوب الحديث التي تناسب الشخصية، وفي الوقت نفسه تصل إلى المشاهد، بعدها أترك البقية للجمهور وحكمه على العمل. وبشكل عام أؤمن بأنه ليس هناك عمل فني يخلو من النقص، ولكننا نجتهد لتقديم أفضل ما لدينا، ونعمل على توصيل ما لدينا من رسائل للمجتمع، فالعمل الذي أقدمه، في رأيي، هو رسالة أقدمها عبر شاشة التلفزيون، بأسلوب عفوي، وبطريقة مقبولة بعيداً عن الصراحة والمباشرة المزعجة، وكذلك بعيداً عن أسلوب الدس وتضمين رسائل مبطنة، ولكن نقدم النقد بعفوية وتلقائية وبساطة، والحكم في النهاية للمشاهد، فهو الذي يحدد مدى نجاحنا في توصيل الرسالة التي نقدمها».

تنوع كبير

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/145785.jpg

قال نغموش إن تنوع «طماشة 5» لم يقتصر هذا العام على القضايا فقط، ولكن فريق العمل أيضاً، فهو يضم فنانين من السعودية والبحرين والإمارات، منهم أحمد الأنصاري، وريماس منصور، وسعد مدهش، وعلي الغرير، ومحمد العامري، وبدرية أحمد، وموسى البقيشي، وياسر النيادي، وسعيد السعدي، وسيف الغانم، وغيرهم، وكذلك المؤلفون وهم سلطان النيادي، وسعد مدهش، ونهار الوضيحي، وناصر العزاز، أما الإخراج فمصطفى رشيد.

هذا التنوع موجود كذلك في مسلسل «بحر الليل» الذي يضم إلى جانب نغموش، الفنانين هيفاء حسين، وعلي الغرير، ومحمد ياسين من البحرين، وسيف الغانم، وسعيد السعدي، وموسى البقيشي، وسيف خميس، وعبدالله راشد عبدالله مسعود، من الإمارات، وهو من تأليف جمال صقر، وإخراج مصطفى رشيد أيضاً.

مواقف طريفة

شهدت كواليس مسلسل «بحر الليل» الذي تم تصويره في إحدى القلاع القديمة في إمارة الفجيرة العديد من المواقف الطريفة، بحسب ما ذكر الفنان الإماراتي جابر نغموش الذي أوضح أن العمل في مثل هذه الأماكن المنعزلة غالباً ما يشهد مواقف طريفة، وهي مواقف كانت تحدث بسبب الظلام الشديد في المنطقة في المساء، منها ما ذكره بعض طاقم العمل من رؤيتهم ما يشبه الجسم البشري يتحرك في الظلام، ما أثار الخوف في نفوس بقية الموجودين، ودفعهم لإشعال البخور واللبان لطرد الأرواح.

وهناك مواقف أخرى طريفة سببها الاستعانة ببعض الحيوانات في تصوير مشاهد مسلسل «بحر الليل»، فقد تسبب حمار كان يستخدم في تصوير بعض مشاهد المسلسل في كسر ساق أحد الزملاء العاملين في المسلسل، حسبما روى الفنان جابر نغموش.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/145687.JPG

مشهد من مسلسل «طماشة 5»

تويتر