أقيم في دبي بمشاركة فرق عالمية

«مهرجان الطــائرات الورقية»..الفرح المعلَّق بالخيوط

صورة

يعيد مهرجان الطائرات الورقية الدولي، الذي أقيم أمس في دبي أوتليت مول، إلى الأذهان مشهداً لطالما ارتبط بالصغر، حيث الطائرات الملونة تحملها الريح إلى الأعلى لتحلق بعيداً في السحاب مع الأحلام الطفولية الصغيرة. وجذب المهرجان الذي يتوجه للعائلة الكبار والصغار، فاجتمعوا في الباحة الرملية الخلفية لدبي أوتليت مول وقاموا برفع خيوطهم بالاتجاه المعاكس للرياح وتركوا الطائرات تحمل الفرح ليحلق عالياً. في هذا المهرجان يستمتع الأطفال بفرح عامر بالألوان، بينما يستعيد الكبار طفولتهم في مشهد يعيد إلى البال أغنية «طيري يا طيارة» لفيروز.

وهي الدورة الثالثة من المهرجان الذي يقام جزءاً من فعاليات مهرجان دبي للتسوق، حيث يواظب القيمون عليها تنظيمها بشكل سنوي ليتمكنوا من خلاله إعادة واحدة من الهوايات والألعاب التي قلت ممارستها من قبل الأولاد أو حتى الكبار في عصر تسيطر فيه التكنولوجيا على كل أوجه الحياة.

تاريخ

كانت الصين واليابان أولى البلدان التي استخدمت الطائرات الورقية، وكانت تستخدم لأغراض عسكرية، وسميت بالصقور الورقية، حيث كانت تستخدم لنقل الرسائل السرية. أما الشكل المألوف والقديم للطائرة الورقية فهو الشكل الرباعي، حيث إن كل ضلعين متجاورين يتساويان في الطول وكل زاويتين متقابلتين تتساويان في القياس، والقطران متعامدان. أما المواد الأساسية التي تصنع منها الطائرة فهي الخيوط والورق، وكلما كبر حجم الطائرة زادت قدرتها على الطيران.

مهرجانات

تشتهر الكثير من الدول بالمهرجانات التي تقيمها بشكل سنوي للطائرات الورقية، وبعضها تأخذ الطائرات الورقية فيها أشكالا تنسجم مع روح المهرجان أو المكان، ومن بين هذه المهرجانات مهرجان بريستول الدولي للطائرات الورقية، ومهرجان استراليا، ومهرجان الهند، وكذلك مهرجانات البحرين والكويت. في المقابل يدخل اطلاق الطائرات الورقية في الصين ضمن المعتقدات الدينية بهدف ازالة القلق والدعاء بالسعادة.

وقال منظم المهرجان، أوثام كومار «أنظم هذا المهرجان للمرة الثالثة، وذلك بسبب حبي لهذه الهواية، كما أننا اعتدنا في الهند وباكستان أن يقام هذا المهرجان في بلداننا بشكل سنوي، وهو يعد يوماً عائلياً بامتياز كونه يجذب الأهالي وأولادهم، وبإمكانهم أن يمضوا أوقاتاً ممتعة سوياً»، وأضاف أن «الجمهور الذي يحضر المهرجان ينقسم إلى قسمين، الأول محبو الطائرات الورقية، والثاني الذين يريدون تعلم هذه الهواية، ولذا هناك فئة كبيرة من الذين يريدون تعلم كيفية تطيير الطائرات الورقية. أما الفرق التي تمت استضافتها من الخارج، فهي ستة، منظمة سيريلانكا للطائرات الورقية، وفريق مانغالور من الهند، وفريق بوحمد من الكويت، ومنظمة كايت لايف من الهند وهاي فلايرس بيلغام ونادي رويال كايت فلايرس من أحمد أباد». ولفت كومار إلى أن عدد الزوار بلغ في العام الماضي 10 آلاف ومن المتوقع أن يبلغ الرقم نفسه في هذا العام، مشيراً إلى أن هذه الهواية تعد من الهوايات الصحية كونها تجعل المرء على اتصال مباشر مع الطبيعة. وتحتاج هكذا مهرجانات إلى الدعم ولهذا أكد كومار على الحاجة لمزيد من الدعم لوضع هذا المهرجان ضمن إطار أوسع.

أما علي بوحمد من مؤسسي فريق «بوحمد للطائرات الورقية» الذي استضافه المهرجان من الكويت، فقال «أسافر مع أخي والفريق إلى العديد من المهرجانات وبالتالي فإن دبي تعد من البلدان التي يهمنا الوجود فيها لنرسم الابتسامة على وجوه الأطفال». وقد حرص الفريق الكويتي الذي أسس عام 1983، على توسيع إطار الهواية وتطوير شكل الطائرات، فأوضح بوحمد اعتمادهم تقديم بعض الطائرات التي تعكس روح المهرجان الذي يشاركون فيه من خلال الأشكال المبتكرة للطائرات الثلاثية الأبعاد، فقدموا طائرات على شكل سمكة في مهرجان فيتنام، بينما في دبي اختاروا الدب الثلاثي الأبعاد. أما حجم الطائرات فقد تبدل مع الوقت، ولدى بوحمد طائرات يصل حجمها إلى 45 متراً، وهي طائرات تطلب بشكل خاص من نيوزيلندا كونها لا توجد في العالم العربي. أما الحبال التي تحمل هذه الطائرات الكبيرة فهي مصنوعة من مواد خاصة، كما أكد بوحمد الذي يعمل في مجال الهندسة، أنهم يشترونها من الخارج وهي حبال تمتاز بكونها خفيفة الوزن وتستطيع حمل أثقال تصل إلى 2000 كيلوغرام، فهي تتمتع بقوة حبال البواخر نفسها، لكن هذه الأخيرة لا يمكن استعمالها مع الطائرات الورقية العملاقة بسبب ثقلها وسماكتها. أما الطائرات الضخمة فتصنع من مادة تدعى «بولثرين» وهي ليست من القماش أو البلاستيك بل عبارة عن مزيج خاص يمكنها تحمل قوة الرياح دون أن تتمزق.

ويعد فصل الربيع أفضل الفصول لممارسة هذه الهواية كما أوضح بوحمد الذي شدد على أن المرء مع الخبرة يصبح أكثر تحكما بالطائرة، لأن الطائرة يجب أن تكون بالاتجاه المعاكس للرياح، وكذلك يجب أن يحافظ عليها مستخدمها متوازنة في اتجاه واحد من دون أن تتأثر بحركة الرياح الدائرية. وأعرب بوحمد عن أسفه وحزنه لعدم وجود اهتمام كبير بهذا النوع من المهرجانات في العالم العربي، مشيراً إلى أنهم يتلقون الكثير من الدعوات للمشاركة في أوروبا وشرق آسيا، بينما تأتي المهرجانات العربية في دبي والبحرين.

أما فريق «مؤسسة كايت لايف» الذي أتى من الهند للمشاركة في المهرجان، فقد قدم ورشة عمل خاصة بصناعة الطائرات الورقية. وقال راجيش ناير حول المشاركة في المهرجان، إن «الطائرات الورقية تعد واحدة من الألعاب التي يحبها الأطفال، فهم يبحثون عن الفرح». وحول ورشة العمل لفت ناير إلى انه قدم للأطفال والكبار المواد الأولية التي تصنع منها الطائرات ومنها الورق أو البلاستيك، إلى جانب عيدان الخشب واللاصق، مشيرا إلى أهمية أن يتعلم المرء كيف يستخدم المواد، فهي في غاية السهولة وممتعة للأطفال». ونوه بأن الطائرات الورقية باتت تتحمل الكثير من الخيال وبات من الممكن العمل على الكثير من الألوان والأشكال، وبالتالي من الممكن ان نشجع الأطفال على تعلم هذه اللعبة من خلال ما نقدمه من أفكار تطلق العنان للمخيلة.

من جهته، أكد السوري عبدالله قرداحي، الذي أحضر أطفاله للمهرجان، أن المهرجان مقبول وجميل، وهو فرصة كي يخرج الأطفال من عالم التكنولوجيا ويستمتعوا باللعب في الهواء الطلق. ولفت إلى أنه ليس لديه خبرة في هذه اللعبة، بينما احضر أطفاله كي يستكشفوا هذه اللعبة ويتعلموا، فالأطفال في هذه المهرجان يحاولون اللعب بأيديهم والابتعاد عن كل ما هو جاهز.

من جهتها، أوضحت مديرة التسويق في دبي أوتليت مول مينو سينغ، أن هذا المهرجان يأتي ضمن البرامج الموضوعة على برنامج مهرجان دبي للتسوق، لافتة إلى وجود الكثير من الجنسيات التي تأتي لحضوره، فهو يجذب العائلات بشكل أساسي. ورأت أن الناس باتوا ينتظرونه سنوياً كونه موضوعاً على الأجندة، موضحة إمكانية العمل على خطط لتوسيع البرنامج في السنوات المقبلة. وشددت أن البرنامج اليومي يشتمل على نشاطات كثيرة ومنها الموسيقى والرقص وصناعة طائرات ورقية باليد وحديقة حيوانات مصغرة.

 

 

 

 

تويتر