ينطلق اليوم في «الندوة».. سامي محمد ضيف شرف.. والصخور عُمانية

‬13 فناناً يجسدون روح دبي في «ملتقى النحت»

فن النحت مرشح لمزيد من الازدهار محلياً بعد إطلاق ملتقى «نحت دبي». الإمارات اليوم

تنطلق، مساء اليوم، في ندوة الثقافة والعلوم فعاليات الدورة الأولى لملتقى «نحت دبي»، الذي يشارك فيه ‬13 نحاتاً، يجسدون «روح دبي» في أعمالهم النحتية، خلال الملتقى الذي يستمر على مدار ‬18 يوماً.

ومن المتوقع أن ينجز الفنانون المشاركون أعمالاً مكتملة في ختام الملتقى تستلهم روح دبي وخصوصيتها، التي يتجلى فيها عنصرا الأصالة والمعاصرة، حيث ستغدو تلك الأعمال مرشحة لأن تستضيفها أهم الميادين والمؤسسات بالإمارة، وهو نهج ستسير عليه مختلف دورات الملتقى، الذي يتطلع إلى تجاوز بعده العربي في الدورات المقبلة، والانفتاح على دائرة عالمية أوسع من خلال استضافة نحاتين من مختلف أنحاء العالم.

رؤى مفتوحة

نفى الفنان مطر بن لاحج أن يشكل توجيه الفنانين الـ‬13، ضيوف ملتقى «نحت دبي»، لصياغة أعمال نحتية تستوحي خصوصية دبي بمثابة تقييد فني، أو حجر على الإبداع، مضيفاً ان «الفنانين في مجال النحت متمرسون على صياغة الرؤى والأفكار الموجودة مسبقاً وفق رؤاهم ومخيلاتهم وأساليبهم الفنية، ومطلق الحرية مكفول لكل فنان في هذا المجال، الذي يثريه ولا يحده أن يكون ساعياً للتعبير عن ألق وروح مدينة شديدة الخصوصية كما هي الحال بالنسبة لدبي».

وقال ان «قبول الدعوة، ومن ثم الفكرة، تم بترحيب شديد من قبل مختلف الفنانين المشاركين، وتم بعد ذلك الالتزام معهم بعقود قانونية، بحيث تغدو ملكية الأعمال التي ستكون ثمرة الملتقى تابعة لندوة الثقافة والعلوم، وهو أمر جاء مصحوباً بترحيب شديد من الفنانين لاسيما عندما علموا أن الأعمال مرشحة لأن تكون أحد معالم الإمارة بعد ترشيحها لأن تتموضع في أماكن بارزة ومهمة في الإمارة».

وأكد بن لاحج أن اللجنة المنظمة ارتأت أن تكون الدورة الأولى مقتصرة على فنانين عرب، في حين ستتجه الدورات المقبلة إلى آفاق عالمية أوسع، ليساير ملتقى «نحت دبي» عالمية الإمارة في مختلف الميادين، ويوفر فرص الاحتكاك بمدارس فنية أكثر تنوعاً.

وتحولت ندوة الثقافة في دبي على مدار الأيام الماضية إلى خلية عمل من أجل الإعداد للملتقى، حيث تم جلب الصخور التي ستشكل المادة الخام الرئيسة للأعمال من سلطنة عمان، فيما تمت تسوية الأرض المطلة جهة شاطئ الممزر، والتي تم تخصيصها لاستضافة الحدث بحيث تصبح ذات وضعية مريحة للفنانين والجمهور.

وذكرت الندوة أنه تم تخصيص خيمة خاصة لكل فنان، بحيث توفر له الأجواء المعتادة بالنسبة إليه، فضلاً عن أنها ستشكل واقياً مهماً من أشعة الشمس، لاسيما أن الفترة اليومية التي ستشهد أعمال النحت ستمتد من الـ‬10 حتى السادسة مساء.

ويمكن للجمهور أن يتابع الفنانين في مختلف مراحل إنجاز العمل الفني، وإن كان القائمون على الملتقى ينصحون بأن تكون المتابعة منحصرة في المراحل الختامية لإنجاز الأعمال بالنسبة للجمهور، على خلاف المتخصصين من الطلبة والدارسين الأكاديميين، وكذلك هواة ومحترفي فن النحت الذين سيمثل الملتقى بالنسبة إليهم فرصة مهمة لاكتساب تجارب جديدة، فضلاً عن استفادتهم من عدد من الورش التدريبية والندوات والمحاضرات التي سيستضيفها الملتقى من اجل إثراء الذائقة الجمالية للجمهور من جهة، وتعزيز خبرات دارسي وهواة الفنون الجميلة عموماً وفن النحت خصوصاً.

وتضم قائمة الفنانين المشاركين إلى جانب عبدالرحيم سالم، ومطر بن لاحج من الإمارات، كلاً من منصور المنسي من مصر، وأنطوان بصبوص من لبنان، وايوب البلوشي من سلطنة عمان، وعلي الطخيس من السعودية، وخالد مرغني من السودان، ومحمد بن الامين من ليبيا، وعلي المحميد من البحرين، وأحمد السبيعي من قطر، وأحمد كنعان من فلسطين، ونسرين الصالح وسهيل بدور من سورية، ومحرز اللوز من تونس.

واختارت اللجنة التحضيرية للملتقى الفنان سامي محمد من الكويت ضيف شرف للدورة الاولى، كونه رائداً في فن النحت، وله تجربة فنية كبيرة، ويعتبر من أوائل الفنانين في الحركة التشكيلية الكويتية، ولما يتمتع به الفنان من خبرة عريقة وإنجازات كبيرة وعطاء مميز في هذا المجال الفني.

من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، أن أعضاء اللجنة المنظمة للحدث تضم رئيس اللجنة الثقافية بندوة الثقافة والعلوم الدكتور عبدالخالق عبدالله، ومدير الفعاليات والمشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون ياسر القرقاوي، والفنانين الدكتورة نجاة مكي، ومطر بن لاحج، ومدير ندوة الثقافة والعلوم الدكتور محمد الصلاقي، وعضو مجلس إدارة الندوة إبراهيم الهاشمي.

في تصريح لـ«الإمارات اليوم» أكد السويدي أن «الملتقى يقام سنوياً في ندوة الثقافة في ذات التوقيت تقريباً من كل عام، وستكون هناك استراتيجية لتطويره سيتم البحث فيها فور اختتام الدورة الأولى»، موضحاً أن الجانب التنظيمي تؤديه الندوة، فيما يبقى الشق الفني موكولاً للفنان مطر بن لاحج، والفنانة نجاة مكي، وعضو مجلس إدارة الندوة إبراهيم الهاشمي.

وأكد السويدي أن الندوة من جانبها تقوم بدورها حينما تحتضن تلك الفعالية التي تهدف في إطارها الأوسع الى تعزيز دور الدولة في مجال الفنون التشكيلية، وبيان قدرة الفن الإماراتي على مواكبة التطورات التي يشهدها العالم، وخلق حراك في مجال فن النحت، وتبادل الثقافات والخبرات الفنية، وبناء لبنة لهذا الفن في الدولة، إضافة الى تفعيل دور دبي، كونها إمارة رائدة في مجال الفنون، لاسيما فن النحت، والاحتكاك بأساليب فنية جديدة من مدارس متعددة.

وتوقع الدكتور عبدالخالق عبدالله أن يكون اسم دبي ملهماً على نحو يثري نتاج الملتقى لاسيما أنه الاسم الذي يتم استثماره في الكثير من المجالات الاقتصادية والسياحية المختلفة، ليأتي الاستثمار في هذه المرة «فنياً»، وهو ما يعد إضافة لفعالية ثقافية تسعى إلى تثبيت موقعها على أجندة الفعاليات الثقافية في الإمارت.

ورأى عبدالخالق أن إقامة الملتقى واحتضان ندوة الثقافة والعلوم لفعالياته فرصة للتأكيد على أهمية تنوع النشاط الثقافي الذي تستضيفه «الندوة»، لتستوعب النحت في إطار بانوراما ثقافية وفنية دائمة على مدار العام.

وشكل عدم وجود فعالية سنوية تعنى بفن النحت في مقابل وجود فعاليات عديدة تعنى بفنون التشكيل والخط وغيرهما من الفنون البصرية تساؤلاً فرض نفسه أمام ياسر القرقاوي مدير الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والعلوم، الذي أكد أن «فن النحت ليس بعيداً عن اهتمام الهيئة»، مضيفاً ان «هناك الكثير من الفعاليات وورش العمل التي تتخلل برامج أخرى، لكن يبقى الأمر أكثر إيضاحاً عندما يرتبط بإطلاق فعالية كبرى مستقلة، مثل الملتقى المتخصص، وهي في الغالب تتطلب تعاوناً أكثر من جهة لتنفيذها بشكل نموذجي».

صاحب مرسم مطر، الفنان مطر بن لاحج، أكد أن «الدورة الأولى تشكل مجرد انطلاقة لفعالية مرشحة لأن تكون بمثابة انعطافة حقيقية في مسيرة فن النحت بالإمارات»، مضيفاً «لأول مرة سيكون متاحاً للجمهور معايشة تفاصيل هذا الفن، لحظة بلحظة، كما أن خبرة الفنانين المختارين ضمن الدورة الأولى ستشكل إضافة جيدة لخبرات الفنانين المحليين، وطلبة الجامعات، وهواة هذا الفن، ما يعني أن ثمة حراكاً حقيقياً ينشأ الآن في هذا الفن المهم ضمن الفنون البصرية».

وفنياً أشارت الفنانة مكي إلى أن هناك تنسيقاً تاماً مع الفنانين بخصوص مقاييس الأعمال، خصوصاً ما يتعلق بالأحجام التي تم التشديد على أنها ستكون متوسطة، بحيث لا يزيد ارتفاعها عن القاعدة على مسافة ‬2.5متر، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأطروحات والرؤى والتصورات التي ستجعل من الملتقى حدثاً جماهيرياً وليس فقط نخبوياً، سواء في فني الرسم والنحت او غيرهما، متوقعة أن يكتسي «ملتقى نحت دبي» مزيداً من الألق من خلال تعاطي الجمهور خصوصاً مع الفنانين.

تويتر