عن قرب

سالمين السويدي.. 44 عاماً من التصوير التلفزيوني

سالمين السويدي من أوائل المصورين المواطنين. تصوير: تشاندرا بالان

يعد سالمين السويدي من أقدم المصورين التلفزيونيين في الدولة، إذ مارس العمل الإعلامي منذ 44 عاماً، بدءاً من أول محطة تلفزيونية في الخليج، تلفزيون «أرامكو»، أو ما يعرف بـ«قناة الظهران»، مروراً بتلفزيون الكويت من دبي، ووصولاً إلى تلفزيون أبوظبي وتلفزيون الشارقة، الذي مازال يحتضن خبراته، بعد أن بلغ عامه الـ.75

بدأ شغف السويدي بالتصوير مبكراً، إذ احترف التصوير الفوتوغرافي منذ صغره، وذلك من خلال الاستديو الذي افتتحه تحت عنوان «استديو الأهرام»، تلاه «الاستديو العصري».

حين سمع السويدي عن افتتاح قناة الظهران، في السعودية، لم يتردد في السفر للعمل فيها، وخوض تجربة مجال التصوير التلفزيوني الذي كان يطمح إليه، ليعود بعد نحو ثمانية أشهر، مستغلاً فرصة وجود شواغر للعمل في الدولة، من خلال تلفزيون الكويت الذي كان حينها بالأبيض والأسود، وبدأ بثّ برامجه في العام ،1969 ليكون بذلك أول مواطن يعمل مصوراً تلفزيونياً فيه.

يعتبر السويدي تلفزيون الكويت، المحطة الأبرز في مشواره الإعلامي، حيث استمر في العمل فيه حتى توقف إرساله في شهر ديسمبر ،1972 وعندئذ كان مكتب دولة الكويت قد سلّم المدارس والمستشفيات والتلفاز إلى دولة الإمارات بعد قيام اتحادها.

وبعدما قامت دولة الإمارات، وتم تأسيس وزارة الإعلام، وتلفزيون أبوظبي، وتلفزيون دبي كذلك، انتقل سالمين للعمل في تلفزيون أبوظبي، لمدة 12 عاماً، لينتقل بعد ذلك إلى تلفزيون الشارقة.

وثّق السويدي بعدسته السينمائية والتلفزيونية، خلال مسيرته الإعلامية الحافلة، مجموعة كبيرة من الأحداث، معرّضاً، في بعضها، حياته للخطر، في سبيل نقل الحقائق والوقائع إلى الجمهور، أبرزها، كما ذكر، كان في سبعينات القرن الماضي «هبوط طائرة مختطفة في دبي للتزود بالوقود، وكان يمنع اقتراب المصوّرين والصحافيين منها، لذا وجه أحد الخاطفين مسدسه إليه لمنعه من الاقتراب، ما دفع رجال الشرطة الذين وجدوا في موقع الحدث إلى التدخل، ومع ذلك أصرّ على تصوير الواقعة، ولو عن بعد».

قام السويدي بتغطية أول بطولة لكأس الخليج في مارس 1970 في البحرين، إلى جانب القمة الأولى لقادة دول الخليج العربية، التي أعلن فيها قيام قمة مجلس التعاون الخليجي، في مايو 1981 في إمارة أبوظبي، فضلاً عن أول بطولة لكأس الخليج في مارس ،1970 في مملكة البحرين، ومجموعة أخرى من الأحداث المهمة.

رافق شيوخ الإمارات في جولاتهم ولقاءاتهم مع القادة والزعماء العرب، وفي مقدمهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لاسيما أثناء جولاته الشهيرة في إمارات الدولة، بعد قيام الاتحاد في العام ،1972 وذلك من أجل التعرف إلى أوضاع المواطنين والاستماع إلى طلباتهم، وللإشراف على المشروعات المختلفة التي كانت تشهدها في مختلف المجالات، كما صوّر نشاطات وجولات عدة للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

وكانت للسويدي تجربة بسيطة في العمل الإذاعي، إذْ عمل فني صوت في إذاعة «صوت الساحل»، التي سبقت البث التلفزيوني في الإمارات، وكان قد أنشأها مكتب التطوير المنبثق عن مجلس حكام الإمارات المتصالحة عام ،1952 الذي كان ينظر في القضايا ذات المصالح المشتركة بين الإمارات.

وكانت الإذاعة تبث برامجها من مقرها في منطقة المرقاب بالشارقة، واستمرت لسنوات عدة قبل الاتحاد، وفي عام 1970 توقفت عن البثّ، وحلت محلها على التردد نفسه إذاعة دبي لاحقاً.

تويتر