متحف شخصي يعكس نجاحات الدولة عبر الاستثمار في الإنسان

عبيد الكتبي يوثق إنجازات الإمارات بـ 15 ألف قطعة في «1185»

صورة

أكثر من 15 ألف قطعة، يضمها متحف «1185»، وهو المتحف الشخصي للدكتور عبيد الحيري الكتبي، الذي خصص له قسماً منفصلاً في منزله بأبوظبي، مؤكداً أن أهمية هذا المتحف لا تتوقف فقط على ما يتضمنه من قطع، ولكنها تنبع من أنه يقدم صورة عن إنجازات دولة الإمارات عبر تتبع مسيرته المهنية.

وأوضح الكتبي، في حواره مع «الإمارات اليوم»، خلال الجولة التي قامت بها الصحيفة في متحفه، أن اختياره اسم «1185» للمتحف يعكس اعتزازه وفخره بانتمائه للقوات المسلحة، إذ كان هذا الرقم هو أول رقم عسكري له عقب تخرجه في كلية زايد العسكرية في عام 1977.

وأضاف: «جاءت فكرة المتحف من إيماني بأن على كل فرد منا أن يقدم لوطنه ما يستطيع تقديمه من جهد وعمل وإنجازات، وأردت أن يسرد المتحف مسيرة الدولة، من خلال رجل، إذ استطاعت الإمارات، التي تستعد للاحتفاء بعامها الـ50، أن تحقق إنجازات كبيرة تفوق كثيراً عمرها الزمني».

وأوضح: «المقتنيات التي في المعرض تعكس كيف استثمرت الإمارات في رجالها، والنجاحات التي حصل عليها أبناء الوطن هي شهادات على نجاح نهج الاستثمار في بناء الإنسان، الذي شكل ركيزة في فكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو النهج الذي يحرص عليه قادة الدولة وشيوخها دائماً».

ورأى الكتبي أن متحفه يختلف عن غيره من المتاحف الشخصية، كون كل القطع التي يتضمنها مقتنيات شخصية أو هدايا وتذكارات، تلقاها خلال مسيرته في العمل في السلك العسكري أو الدبلوماسي، ولذلك يصفها بأنها «إنجازات تمت خلال فترة عمل استمرت 43 عاماً في خدمة الدولة، منها 32 في القوات المسلحة، انتقل بعدها للعمل عضواً في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ونائباً للقائد العام لشرطة أبوظبي لمدة ست سنوات، لينتقل في عام 2015 إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي ويشغل منصب سفير دولة الإمارات لدى أستراليا لثلاث سنوات، عاد بعدها إلى الخدمة في وزارة الخارجية لمدة عام ونصف العام.

تنوّع كبير

التجوّل في متحف «1185» يكشف عن التنوّع الكبير في ما يتضمنه من مقتنيات، كما يعكس المجهود الكبير المبذول في تصنيف وعرض المقتنيات، لتقدم ما يمكن وصفه بالسرد الزمني لمسيرة صاحب المتحف المهنية، وكذلك رصد مدى حرص الدولة منذ بدايتها على إتاحة العديد من الفرص أمام أبنائها للتعلم، ومتابعة التحصيل العلمي في مختلف المجالات في أنحاء العالم. فتبدأ الجولة من ركن مخصص للبطاقات والأوراق الشخصية للدكتور عبيد الكتبي، مثل بطاقة المدرسة الخاصة به، التي يعود تاريخها إلى عام 1971، وأول جواز سفر، وأول رخصة قيادة، إلى جانب بطاقات دراسية وأخرى لمشاركات أكاديمية في عدد من جامعات العالم، وبطاقات هوية وعمل وبطاقات بنكية وبطاقات طيران، وغيرها من الوثائق المهمة.

كذلك تشمل المقتنيات مجموعة من الأقلام، وأخرى من الساعات، وثالثة من أجهزة الهواتف المحمولة، التي تعكس مراحل تطور صناعة هذا الجهاز، موضحاً أن «هذه المجموعة تعود ملكيتها له ولأفراد أسرته، إذ اعتاد الاحتفاظ بكل هاتف امتلكه، أو كان ملكاً لأفراد الأسرة أيضاً. إضافة إلى مجموعة متنوّعة وكبيرة من الميداليات التي حصل عليها أو أهديت إليه من مختلف دول العالم في مناسبات مختلفة».

وتوثيقاً لحلم الوصول إلى الفضاء، يضم المكان ميدالية كبيرة تحمل اسم وصورة المغفور له الشيخ زايد، نفذت بمناسبة وصول الإمارات والعرب إلى المريخ، وسجل عليها تاريخ هذا الحدث العالمي وهو التاسع من فبراير 2021.

نوادر

كذلك يضم متحف «1185» مجموعة من السيوف والخناجر القيّمة والنادرة، من بينها سيف الحرس الأميري بدولة الإمارات، وسيف الساموراي، إلى جانب سيف فيلم «لورد أوف رينجز»، الذي يُعدّ من القطع النادرة على مستوى العالم، باعتباره واحداً من 15 نسخة فقط أنتجت من هذا السيف، والنسخ الأخرى يمتلكها ملوك ورؤساء دول وشخصيات عامة، منهم الملكة إليزابيث، والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

ومن القطع النادرة التي يضمها المتحف رقعة شطرنج صنعت يدوياً، وتتميز بدقة وجمال التفاصيل المنقوشة على كل قطعة، وهو هدية من رجل أعمال روسي. كما يضم المتحف هواتف ميدانية قديمة، منها هاتف صنع في عام 1920، والثاني استخدم خلال الحرب العالمية الثانية 1945، إضافة إلى أول تليفون متنقل في الإمارات، وآخر من الجيل الثاني.

مسيرة عسكرية

يضم المتحف أكثر من ركن يرصد مسيرة الدكتور الكتبي في العمل العسكري والشرطي، من أهمها ركن يضم الشهادات الأكاديمية وشهادات التقدير التي حصل عليها، وتتصدرها شهادة تخرجه في كلية زايد العسكرية عام 1977، التي سلمها له المغفور له الشيخ زايد، ويصفها الكتبي بأنها أكثر قطعة يعتزّ بها في مسيرته، خصوصاً أنها تتضمن ما يمكن اعتباره «دستور حياة لكل من ينتمي للمؤسسة العسكرية، وما تبثه في نفس من يحملها من شعور كبير بالثقة والفخر والاعتزاز بانتمائه لهذه المؤسسة».

كما يضم المتحف قطعاً أخرى ترتبط بالعمل الشرطي والعسكري، منها «عصا القائد»، التي حصل عليها خلال خدمته في شرطة أبوظبي، وعدد من أزياء عسكرية وشرطية، وشارات تحمل الرتب المختلفة التي تقلدها، وعدد من الدروع والميداليات التي أهديت له خلال مسيرته المهنية.

أكبر ميدالية في العالم

تشغل المقتنيات المرتبطة بعالم الرياضة جانباً مهماً في المتحف، وتتصدرها «ميدالية الفرسان»، وهي أكبر ميدالية في العالم سجلت في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية باسم الإمارات ومازالت حتى اليوم.

وأعرب الكتبي عن اعتزازه بتحقيق هذا الإنجاز لدولته، مشيراً إلى أن «الفرسان» هو اسم الفريق الذي شكله في 2008، بهدف تشجيع الجمهور على الحركة ونشر ثقافة ممارسة الرياضة جزءاً من أسلوب الحياة لأفراد المجتمع، وضم الفريق في بدايته 13 شخصاً، ووصل العدد إلى 48، وشارك في 2014 في سباق «الترامارثون 72 كم»، وحصل على ميدالية الفرسان التي سجلتها موسوعة «غينيس» باعتبارها أكبر ميدالية في العالم.

كذلك يضم أزياء لأحداث وسباقات رياضية تذكارية داخل الدولة وخارجها، إلى جانب مجموعة من العملات التذكارية، التي أصدرت بالتزامن مع مشاركة الإمارات في بطولة كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا عام 1990.

ذكريات «السفير»

لم يغفل الدكتور عبيد الكتبي، عن توثيق فترة خدمته في السلك الدبلوماسي سفيراً لدولة الإمارات لدى أستراليا، إذ خصص ركناً للمقتنيات المرتبطة بتلك الفترة، وكلها توضح طبيعة العلاقات الطيبة التي ربطت السفارة الإماراتية بالمجتمع هناك وبالمؤسسات والجاليات المختلفة.

ومن أبرز هذه المقتنيات صورة بانورامية للكتبي، تتكون من 1135 صورة صغيرة، تمثل عدد الأيام التي قضاها في الخدمة، إلى جانب العديد من الدروع والهدايا التذكارية الأخرى. ويضم المتحف قسماً للهدايا التي يقدمها زوّار المكان تعبيراً عن اعتزازهم به، ولرغبته في المشاركة فيه بما لديهم من مقتنيات يعتزّون بها.

• «شهادة تخرجي، التي سلمها لي المغفور له الشيخ زايد، أكثر قطعة أعتز بها في مسيرتي وبين مقتنيات متحفي».

• «أردت أن يسرد المتحف مسيرة الدولة، من خلال رجل، إذ استطاعت الإمارات أن تحقق إنجازات تفوق عمرها بكثير».

• 43 عاماً قضاها صاحب المتحف في خدمة وطنه بين أماكن عدة.

تويتر