المعرض على بعد أمتار من أسوار البلدة القديمة

«ترس القدس» يوثّق زخارف على شبابيك المسجد الأقصى

صورة

تعمل الفنانة الفلسطينية الشابة، إيمان حمدية، على توثيق أكبر عدد من الزخارف الهندسية الإسلامية التي تزخر بها المواقع الدينية والتاريخية في مدينة القدس، للحفاظ عليه، وتعليمها للأجيال جديدة.

وافتتحت إيمان، المتخصصة في فن الزخارف الإسلامية، أول من أمس، معرضها الفني «ترس القدس» في مركز يبوس الثقافي، على بعد أمتار من أسوار البلدة القديمة في المدينة المقدسة، وكان نتاج ورشة عمل استمرت ثلاثة أشهر، بمشاركة 13 سيدة.

ضم المعرض العديد من اللوحات الفنية التي أعادت فيها المشاركات رسم مجموعة من الزخارف الهندسية الإسلامية في المسجد الأقصى، إضافة إلى توظيف هذه الزخارف في عمل لوحات فنية جديدة.

ويمكن لزائر المعرض أن يشاهد مجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي استُخدمت فيها الزخارف الإسلامية من السيراميك والخشب والجلد، إذ عملت المشاركات في الورشة على إنتاج مجموعة من الأواني المزخرفة، وحقائب اليد، وعلب الهدايا والألعاب والإكسسوارات.

وقالت إيمان فيما كانت تستقبل زوار معرضها: «اخترنا عنوان المعرض (ترس القدس) ليحمل مدلولات ما هو معروض فيه، والترس يعني الدرع، ويعني الحماية، وفن الزخرفة الهندسية هو النجمة المتوسطة».

وأضافت «نطمح إلى أن نعيد الحياة إلى فن الزخرفة الإسلامية ليكون جزءاً من حياتنا في أشياء حولنا، مهما كانت صغيرة».

وتابعت «بدأنا نشهد إقبالاً على هذا الفن، وهناك طلب عليه، سواء كان ذلك في استخدامه في الفن المعماري أو في أشياء أخرى نستخدمها في الحياة اليومية».

وأوضحت إيمان أن هذا النوع من الفن يحتاج إلى التركيز والصبر، وفي بعض الأحيان يستمر العمل على نسخة للوحة بالمواصفات والدقة نفسها ما يقارب شهرين.

وأكملت «جزء مما تشاهدونه في المعرض هو توثيق لبعض الزخارف الهندسية الإسلامية على شبابيك المسجد الأقصى، التي تعرّض بعضها للكسر خلال المواجهات الأخيرة، نتيجة قنابل الصوت والرصاص المطاطي».

وترى إيمان أن القدس، بما فيها من المسجد الأقصى والعديد من المدارس الإسلامية والمراكز التاريخية، بحاجة إلى جهد كبير وتعاون للعمل على توثيق ما هو موجود.

وقالت «قريباً سنفتتح في القدس، بالتعاون مع مؤسسة مملوك في مصر، التي تعلم فن الزخرفة الإسلامية، ومعهد تركي، دبلوماً لمدة سنتين لتدريس فن الزخرفة الإسلامية».

وأضافت «كما سيكون لدينا في القدس استوديو، نعمل من خلاله على إنتاج الفن الزخرفي الإسلامي، وتدريب من يريد أن يتعلم هذا الفن».

وذكرت إيمان أنها بدأت مشروعاً طموحاً لتوثيق فن الزخارف الهندسية الإسلامية في المسجد الأقصى، لتصدره عبر كتاب. وأبدت المشاركات في الورشة، وهن من فئات عمرية وخلفيات مختلفة، حماساً كبيراً للاستمرار في هذا الفن. وقالت إيناس علان، المشاركة في الورشة «فن الزخارف الهندسية الإسلامية عمل يحتاج إلى صبر وتركيز وجهد كبير، لكن النتيجة تستحق، وفي هذا الفن النقطة تحدث فرقاً».

ومع افتتاح معرض «ترس القدس»، يعود مركز يبوس لاستئناف أنشطته الثقافية، بعد نحو عام ونصف العام من التوقف بسبب جائحة فيروس كورونا.


إيمان حمدية:

• «نطمح إلى أن نعيد الحياة إلى فن الزخرفة الإسلامية ليكون جزءاً من حياتنا في أشياء حولنا مهما كانت صغيرة».


هوية وصمود

قالت مديرة مركز يبوس، رانيا إلياس، في كلمة خلال افتتاح معرض «ترس القدس»: «يشرفنا أن نعود لنستقبل جمهورنا المقدسي ليكون معنا في برامجنا الثقافية التي نخصصها لخدمة القدس والحياة الثقافية فيها».

وأضافت «لابد أن نستمر رغم كل الظروف التي نعيشها في مدينة القدس، الثقافة تؤكد على هويتنا، على صمود الناس، وعلى حضورنا في هذه المدينة».

ويستمر المعرض حتى نهاية يونيو الجاري.

• هذا النوع من الفن يحتاج إلى تركيز وصبر ودقة.

تويتر