أكّد أن الإمارات حققت المعادلة الصعبة في مواجهة «كورونا»

عمر الحمادي: «لا تشلون هم» نزلت برداً وسلاماً على خط الدفاع الأول

صورة

أكد استشاري الطب الباطني نائب رئيس جمعية الإمارات للأمراض الباطنية، الدكتور عمر عبدالرحمن الحمادي، أن دولة الإمارات استطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة في مواجهة جائحة كورونا، بفضل عدد من المقومات الداخلية التي مكنتها من التعامل بشكل فاعل مع الجائحة، ومن أبرزها وعي القيادة السياسية وثقة الشعب بها، وقدرة الدولة والقائمين عليها على استشراف المستقبل، فمنذ اليوم الأول اتخذت الإجراءات الاحترازية اللازمة، ووضعت سيناريوهات مستقبلية مختلفة.

وأشاد بالدعم الكبير الذي قدمته الدولة لخط الدفاع الأول الذي كان الخط الفاصل بين الناس والمرض، مضيفاً: «في الوقت الذي كنا نسمع فيه عن انهيار المنظومة الصحية في بعض الدول، ونقص المستلزمات والمعدات الطبية اللازمة لمساعدة الطواقم الطبية للقيام بعملها في دول أخرى، جاءت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: (لا تشلون هم) التي نزلت برداً وسلاماً على خط الدفاع الأول وعلى جميع سكان الإمارات».

تعامل إنساني

أشار الحمادي - خلال الجلسة التي نظمها معرض أبوظبي للكتاب، مساء أول من أمس، تكريماً للعاملين في خط الدفاع الأول خلال الجائحة - إلى أن تعامل الإمارات مع الجائحة اتسم بالإنسانية، إذ سخّرت مواردها البشرية والمادية كلها لخدمة مشروع مواجهة الجائحة، ولم تكتفِ باستيراد حلول من الخارج، بل صارت تنتج حلولاً وتقدمها للآخرين، كما اتجهت لإنتاج اللقاحات الواقية من الفيروس، وتقديمها لدول أقل قدرة اقتصادية.

وتطرق الحمادي في الجلسة التي قدمها الكاتب محمد المرزوقي، عن كتابه الجديد «الاجتياح» الذي يعد أول كتاب إماراتي، وربما عربي - بحسب ما ذكر - يتناول الجائحة بمنظور واسع ينطلق من الماضي الذي حمل بذور الجائحة، إلى الحاضر الذي امتلأ بالمفاجآت والتحديات المتزاحمة بين العقاقير واللقاحات والتوقعات، ليوضح بعض ملامح المستقبل القريب، وصولاً إلى مرحلة تسطيح المنحنى وبلوغ الحصانة المتينة.

وأوضح الحمادي، وهو أحد المتحدثين الرسميين عن القطاع الصحي في الإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات حول مستجدات وإجراءات التعامل مع «كوفید-19»، أن تفاوت قدرات الدول على التعامل مع جائحة كورونا، بحسب ما ظهر في بداية ظهورها، لم يرتبط بشكل رئيس بمدى تقدم هذه الدول، أو قدرتها الاقتصادية، فهناك بلدان متقدمة شهدت ارتفاعاً كبيراً في أعداد الوفيات، أو اكتظاظاً في غرف العناية الفائقة، أو نقصاً في المعدات والتجهيزات الطبية، معتبراً أن نجاح الدول في التعامل مع «كوفيد-19»، يمكن ربطه بثلاثة عناصر: كفاءة الحكومة السياسية، وثقة الشعب في قيادته وفي ما تتخذه من إجراءات، واهتمام الدولة بالاستماع للعلماء والأطباء والاستعانة بهم في مواجهة الجائحة.

ما بعد «كورونا»

حول المستقبل ما بعد «كورونا» والتغييرات التي سببتها؛ أوضح الحمادي أنه رغم الخسائر المادية والبشرية الضخمة التي نتجت عن الجائحة، لكنها في المقابل أسهمت في تسريع الوصول للمستقبل واستخدام أدواته، مثل العمل عن بُعد، والتطبيب عن بُعد، لافتاً إلى أن المستقبل سيشهد تغييرات كبيرة في الممارسات الطبية، وهو ما بدأ من الآن، مثل أدوات تشخيص وعلاج الأمراض، والجراحات التي تتم عن بُعد وباستخدام الروبوت، ووسائل صرف الأدوية وإيصالها للمريض. وذكر أن من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ازدهار علم الفيروسات والأوبئة وما يرتبط به من أبحاث، وهناك علماء يتحدثون الآن عن إنشاء ما يشبه المنصة أو المكتبة تجمع معلومات عن طرق التعامل مع الفيروسات والأوبئة.

ونفى الحمادي أن تكون جائحة فيروس كورونا المستجد هي الأسوأ في التاريخ «قد تكون في ذاكرتنا هي أسوأ جائحة، لكن في الذاكرة البشرية هناك جوائح أكبر مثل الطاعون، والأنفلونزا الإسبانية التي حدثت في عام 1918، وبلغ عدد ضحاياها أكثر من 55 مليون نسمة».

لا لنظريات المؤامرة

رفض الدكتور عمر الحمادي ما يتردد من حديث عن نظرية المؤامرة، سواء حول وجود فيروس «كوفيد-19، أو تكوينه، وهل هو طبيعي أم تمت هندسته جينياً، وكذلك ما يتردد عن استخدامه كذريعة لغرس رقاقات إلكترونية في البشر، مؤكداً أن كل هذه الأمور من الصعب تقبّلها بالمنطق، ولا توجد أدلة على صحتها، كما أن هناك الملايين الذين تلقوا اللقاح ولم يُصبهم ضرر يذكر.

وأوضح أن هناك العديد من التساؤلات التي لم يعثر على إجابات قاطعة لها حول الفيروس وموعد ومكان ظهوره للمرة الأولى، وغير ذلك من الأمور لم يتم العثور على أدلة عليها، ومازال التحقيق جارياً حولها.


عمر الحمادي:

• «الاجتياح أول كتاب إماراتي، وربما عربي، يتناول الجائحة بمنظور واسع».

• «(كورونا) ليست الأسوأ.. ففي الذاكرة البشرية هناك جوائح أكبر منها».


• على الرغم من الخسائر الضخمة بسبب الجائحة، إلا أنها أسهمت في تسريع الوصول للمستقبل واستخدام أدواته.

تويتر