بروين حبيب: المبادرة انتصرت رغم زحمة ألعاب الفيديو ووسائل التسلية

دبي صنعت المعجزة: 30 مليوناً شاركوا في «تحدي القراءة» خلال 4 سنوات

صورة

أكدت عضو لجنة تحكيم برنامج «تحدي القراءة العربي» بروين حبيب، أن التحدي «يعدّ انتصاراً للحرف العربي والثقافة، وأن أرقام المشاركين بالتحدي تبشر بالخير، خصوصاً أن التحدي وصل للطلاب العرب الموجودين في المهجر». وأشارت في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن «وصول عدد المشاركين لما يزيد على 30 مليوناً خلال أربع سنوات، يعني أننا نؤسس لجيل قارئ رغم كل مغريات العصر وزحمة ألعاب الفيديو ووسائل التسلية».

وعن عضويتها في لجنة تحكيم برنامج «تحدي القراءة العربي» قالت حبيب: «كنت محظوظة بأنني كنت جزءاً من المبادرة منذ انطلاقتها، وكان فرحي عظيماً بفكرة انتصار الحرف العربي والثقافة، وفي وقتها كان لدي تكليف لتقديم الحفل الختامي الذي تزامن في أول عام مع افتتاح الأوبرا، وكان يُشكل لحظة تاريخية في دبي التي صنعت المعجزة، واليوم أنا أقرب الى الأبطال الذين كنت أراهم على الخشبة وفي كواليس بروفة الحفل، ولكن اليوم دخلت الدار والبيت لأننا ننقل تلفزيون الواقع». وأضافت في وصف شعورها خلال عملها في اللجنة: «الكثير من اللحظات كانت مفاجئة بالنسبة لنا، وحتى في لجنة التحكيم، فنحن أمام امتحان، وإطلاق مثل هذه المبادرة التي تشمل كل العرب وحتى الذين في المهجر، تحول إلى سباق قراءة في كل أنواع الكتب، ويومياً يرتفع عدد القراء، إذ شارك في التحدي في هذه الدورة 13 مليوناً ونصف المليون، وكل طالب قرأ أكثر من 50 كتاباً، وهذا البناء الشاهق من الكتب الذي وضعته دبي في واجهة القراءة، يجعلنا نستعيد الأمل في كل قدراتنا، ونصدق أن كل شيء ممكن». ولفتت حبيب إلى التساؤلات التي تُطرح في الندوات والمحاضرات حول تدني نسب القراءة لدى الشعوب العربية، وما يتم تردده حول أننا أمة لا تقرأ، وقالت «عادةً نخرج بتوصيات ولكن هذه التوصيات تدفن بين جدران الجامعات، دون أي خطوة جادة لتغيير الوضع، لذا يمكن القول إنه بهذا التحدي لأول مرة تُعالج مشكلة القراءة عند الفرد العربي بشكل جاد، ولأول مرة تتعامل سلطات عليا مع الكتّاب لا كورقة سياسية بل كمؤلفي كتب، ومع الكتب كنتاج ثقافي من دون أي خلفيات سياسية أو دينية».

وشدّدت حبيب على أن المجتمع العربي بحاجة إلى مثل هذه المبادرة «فمن قرأ أكثر من 50 كتاباً في هذا الزمن المملوء بمغريات اللعب ووسائل التواصل هو صاحب إنجاز، وقد لاحظنا من خلال التحدي شغف الطلاب بالقراءة، وكيف أصبحت عادة القراءة ثقافة متأصلة، ما يعني أننا باتجاه القراءة المستقلة لاكتساب المعارف وتوسيع أفق الفهم لضمان النجاح الحياتي إلى جانب الأكاديمي».

واعتبرت حبيب أن «القراءة ليست هواية بل ضرورة كالأوكسجين، فالمجتمع الناجح يقوم على فعل القراءة»، موضحة أنها في هذه الدورة تعرفت إلى الأطفال عن قرب، ورأت قلقهم والروح الرياضية لديهم. وشدّدت على أن «الهدف الرئيس من التحدي هو التأسيس لمكتبة في كل بيت، فمعظم البيوت تكاد تخلو من الكتب، والتحدي يعزز القراءة في زمن باتت فيه القراءة موضة قديمة». وحول الكتب المسموعة وانجذاب الجيل الحالي لها، قالت حبيب: «لا يمكن العيش من دونها في العصر الحالي، والجيل الجديد مدهش فعلاً لأنه منجذب الى عالم الكتب، فإن بحثنا في ملخصات الكتب، نجد أن أغلبيتها تقدم من قبل الشباب».

ونوهت حبيب بأنها الى جانب أعضاء لجنة التحكيم يعملون على توجيه أسئلة للطلاب، للتعرف عليهم أكثر، واختيار الأفضل للوصول من 16 طالباً الى خمسة يتأهلون للحفل الختامي في الأوبرا. وأشارت الى أن الأسئلة ستتمحور حول الكتب التي قرأها الطلاب، ومدى فهمهم للكتب، وكيف خرجوا بحصيلة وعي مختلف، ولا تدور حول التذكر بشكل أساسي، «لأنه ليس من مهمة لجنة التحكيم البحث عن طلاب مثل الروبوتات، بل يتم سؤالهم أسئلة تشغل أذهانهم، وكيف يحللون وكيف أسست الكتب مخيلتهم، ومنحتهم الأدوات، فحين يكون الطالب قارئاً لا يستخدم التذكر، بل يحلل، وهذا ما نريده من القارئ». ولفتت الى أن التحدي يسير باتجاه بناء فكر، وقارئ مختلف ونوعي يعرف أين يتوجه في معرض الكتاب، «خصوصاً أننا في زمن لا توجد بوصلة حقيقية لتوجيه الجيل، فلا يمكن أن أجبر طفلي على الذهاب لهذا الكتاب، ولكن علينا أن نفهم كيف أجذبه لهذا الكتاب». وأشارت حبيب إلى أن الحصص الثقافية في التلفزيونات قليلة جداً، مشيدة ببرنامج يرفع هذه الحصة «مثل هذا البرنامج الذي لا يقدم مواهب في الغناء بل في القراءة والثقافة»، وشبهت التلفزيون بالصحافة المكتوبة فهو «محرقة»، مستدركة «لكننا نريد أن نرتقي بتلفزيوننا كما أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً في خلق الوعي، فبعد سنوات نريد أن نجني البذور الحقيقية لبناء الأمة».

وأشارت عضو لجنة تحكيم برنامج «تحدي القراءة العربي» أن البرنامج يُقدَّم لكل الناس، خصوصاً أن «الأطفال يتحدثون بلهجاتهم وليس بلغة قاموسية صعبة، فنحن نريد أن نكون واقعيين وليس مغتربين عن لهجاتنا، فهذه البرامج تعطي وعياً، لأن التلفزيون ليس المنبر الأمثل لنقل الثقافة، لكنه المنبر الأخطر لتزييف الواقع وتزييف الثقافة، ووصولنا إلى التلفزيون يعني أننا نشكل وعياً، وقد نرى الكثير من الطلاب يغارون من وجود زملاء لهم ويتشجعون على القراءة».

بيئة حاضنة للأطفال

عبّرت عضو لجنة تحكيم برنامج «تحدي القراءة العربي» بروين حبيب، عن فرحتها بوجود الطلاب المقبلين على القراءة خارج المنهج الدراسي، مشيرة الى أنهم في اللجنة صادفوا طلاباً قرأوا نوعية متميزة من الكتب، وهذا يعطي مؤشراً على وجود بيئة حاضنة للأطفال لخوض هذه الرحلة التي يعد التغيير أهم ما تبقى منها. وأشادت بالطلاب الذين واجهوا شدة الظروف ودافعهم الشغف بالمكتبة والكتب، لأن القراءة فعل يغير سلوك الإنسان.

تويتر